حقد العدوان السعودي یطال خزانات المیاه فی الیمن
21سبتمبر/ متابعات
بعد قصف المستشفيات ومزارع الابقار والدواجن جاء دور قصف خزانات المياه في اليمن.. فهل هذه الخزانات اهداف عسكرية بالنسبة الى “عاصفة الحزم” وطائراتها؟ وهل بات قدر من لم يمت من اليمنيين جوعا ان يموت عطشا يا اهل “الهزم”؟
في الحروب تحدث اخطاء دائما يكون ضحاياها من المدنيين الابرياء على وجه الخصوص، والحرب التي يخوضها التحالف العدوان السعودي لا يمكن ان يكون استثناء، لكن ان تتكرر هذه الاخطاء بشكل مكثف، وبصفة شبه اسبوعية، و ربما يومية، فان الوضع يختلف كليا، وتحل صفة التعمد او التقصد مكان حالة الخطأ.
بالامس استهدفت مقاتلات ما یسمی “عاصفة الحزم” خزان المياه في منطقة النهدين بمديرية السبعين بامانة العاصمة صنعاء، وصرح مدير عام الاعلام بالمؤسسة العامة للمياه بالعاصمة “عبد الجليل الكميم” لوكالة “سبوتنيك” الروسية ان طيران التحالف دمر خزان المياه في النهدين بالكامل، الذي تبلغ تكلفة انشائه اربعة ملايين دولار، ويستفيد منه 30 الف نسمة.
لا نعرف كيف تحول خزان المياه الى هدف عسكري يستحق القصف بصواريخ طائرات العدوان الغاشم ولا يمكن ان نصدق ان الطائرات الحربية السعودية التي تطير في اجواء اليمن الصافية دون اي مقاومة، ارضية او جوية، لا تستطيع ان تميز بين خزان مياه، او هدف عسكري، لما تملكه من اجهزة رصد حديثة جدا، الامر الذي يؤكد ان هذا الاستهداف كان متعمدا ومقصودا، لزيادة معاناة المواطنين اليمنيين الابرياء الذين كانوا على حافة الموت جوعا بفعل الحصار، والآن يراد لهم ان يموتوا عطشا، اللهم الا اذا كان من حددوا الاهداف لهذه الطائرات، يملكون معلومات مؤكدة ان خزان منطقة النهدين هو للمياه الثقيلة المخصصة لتشغيل المفاعلات النووية اليمنية.
طائرات العدوان قصفت بصواريخها مزارع للدواجن واخرى للبقر، مثلما قصفت معملا لتعبئة المياه، ولم تسلم المستشفيات البائسة المعدمة منها، واعلنت مندوبة صحيفة “الاندنبدنت” البريطانية في تقرير لها من مدينة صعدة نشرته قبل اسبوعين انها شاهدت هذه الطائرات نفسها تقصف مستشفى شهارة الذي تديره منظمة اطباء بلا حدود قرب الحدود اليمنية السعودية في العاشر من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، مما ادى الى مقتل ستة اشخاص من بينهم ثلاثة من العاملين فيه، وقالت “تريسا سانكر” رئيس الطوارىء في منظمة اطباء بلا حدود التي تدير المستشفى ان الاصابات كانت من جراء قصف صاروخي وحشي من الجو.
المنظمة نفسها اي اطباء بلا حدود، قالت ان 130 هجوما استهدف مؤسسات طبية منذ بدء العدوان الغاشم في اذار (مارس) الماضي، وفي احدى الهجمات جرى قصف سيارة اسعاف ومقتل سائقها.
التحالف السعودي اعلن في بيان قبل بضعة ايام انه شكل لجنة تحقيق مستقلة في تجاوزات محتملة ارتكبت في حق المدنيين في محاولة لاجهاض توصيات خبراء امميين لمجلس الامن الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية في تجاوزات المتحاربين على ارض اليمن، ونددوا بشكل خاص بغارات طائرات التحالف.
ومن المفارقة ان قصف خزان المياه في منطقة النهدين جاء بعد الاعلان عن تشكيل هذه اللجنة، والمفارقة الاكبر ان العميد ركن “احمد عسيري” نفى في مؤتمر صحافي عقده قبل اسبوع ان يكون طيران التحالف قصف اهدافا محظورة في اليمن مثل المنشآت المدنية، و ادعى ان كل الطلعات الجوية مسجلة يمكن الرجوع اليها بعد كل طلعة تنفذها اي طائرة، وانه تم النظر في ادعاءات قصف مستشفى اطباء بلا حدود، وتم الكشف ان طائرة قصفت هدفا متحركا بالقرب من المستشفى، الامر الذي تسبب بهدم جزء منه.
لم يوضح العميد عسيري هذا الهدف المتحرك، هل هو غواصة نووية، ام حاملة طائرات، ام مصنع صواريخ عابرة للقارات، ولكنه مارس التضليل والانكار والمكابرة بأبشع انواعها، في بلد لا توجد فيه اهداف عسكرية، وحتى لو وجدت فقد جرى تدميرها على مدى احدى عشر شهرا من القصف المتواصل، بحيث لم تبق الا خزانات المياه والمستشفيات ومزارع البقر والدواجن.
انها جرائم حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ترتكبها طائرات التحالف العربي السعودي في حق بلد شقيق، وشعب شقيق، اوصله جيرانه المتخمين بالثراء الى ابشع صور الفقر والجوع، والآن العطش، وقتلوا اكثر من عشرة آلاف من مواطنيه العزل، واصابوا ثلاثة اضعاف هذا الرقم، وسيموتون حتما، او معظمهم لاحقا، لانهم لم يجدوا مستشفيات يعالجون فيها، وان نجا بعضها من القصف، فان مخازنها خالية من الادوية والمعدات اللازمة بفعل الحصار. فأین صوت العدالة الإنسانیة و أین صوت منظمات حقوق الإنسان!
الوقت