أمريكا تغتال الرئيس الصماد
علي احمد جاحز
في معركتنا التحررية المصيرية مع قوى الاستكبار العالمي بقيادة امريكا التي تشن حربها المسعورة على اليمن سعيا لإعادة اليمن إلى حضن الوصاية والاستعباد ، ندفع أثمانا ونحتمل آلاما ونداري أوجاعا، وفوق ذلك كله نحمل ارواحنا على اكفنا ونحتشد على كل الأصعدة لمواجهة كل هذا الجنون المسعور ونقف شامخين ، قيادة وشعبا وجيشا وساسة.
الرئيس الصماد لخص في شخصه كل هذا التجلي اليمني الفريد ، وفي فترة رئاسته القصيرة قاد سفينة اليمن بمهارة وسط أعاصير هائجة تحيط بها ، ومكائد وخيانات داخلها ، وتمكن من رص الصفوف وقيادة مسيرة الإعداد والتصنيع والتطوير في المجال العسكري وترميم العمل المؤسسي داخل الدولة ، وجسد أنموذجا مرعبا لقوى الاستكبار التي تقودها أمريكا ، فاغتالته بضرباتها الجبانة الغادرة .
تعتقد أمريكا ومنظومتها الشيطانية أنها باغتيال الرئيس الصماد ستحقق إنجازا في المعركة ، صحيح أنها تركت جرحا عميقا في نفوسنا وقلوبنا ، لكنها هيهات أن تكون قد حققت إنجازا في المعركة ، فالرئيس الصماد كغيره من رجالات الوطن العظماء وقادات المشروع التحرري ، هم مشاريع شهادة، ومثلما جميعهم يمتلك الكفاءة والقدرة والشجاعة ليدير البلد ويقود السفينة، فإن جميعهم أيضا ينتظر المكافأة الكبرى ( الشهادة ) .
هذه الثقافة الجديدة ليس على اليمن وحسب بل على المنطقة والعالم، هي سر كبير تساقطت على تحصيناته أعتى الجيوش وتكسرت أقوى الإمكانات ، انه سر الصمود والتحدي والقوة والشموخ الذي فشلت في هزيمته كل تلك الحرب المسنودة عالميا والمعدة بأحدث وأكبر ترسانات السلاح والتكنولوجيا.
أمريكا التي لا يقلقها شيء مثل مشاريع التحرر ولا يخيفها شيء مثل ثقافة الإيمان والعزيمة ولا يزعجها شيء مثل الارتباط بالله وبمنهجه القويم ، هي من اغتالت الرئيس الشهيد صالح الصماد وهو يتحرك في أرضه وبين جماهير شعبه غير عابئ بالعدو وإمكاناته وغدره .
أمريكا التي تقتل كل شيء جميل في العالم ، قتلت مئات الزعماء والقادة الذين يشكلون تهديدا لطغيانها وسيطرتها على حقوق ومصائر الشعوب ، هي التي قصفت الرئيس الشهيد الصماد مثلما قتلت آلاف الأطفال والنساء .
أمريكا التي تهزمها الإرادة والعزيمة في ميدان المواجهة تلجأ إلى ارتكاب جرائم بشعة بوسائل غادرة تدمر البيوت على رؤس ساكنيها وتغتال القادة وتسكب غلها وحقدها على شكل صواريخ وقنابل محرمة وتستخدم أساليب الجبناء ، فقط لتشبع رغبتها في الانتقام .
ومع ذلك ، لابد أن يكون الرد على أمريكا وأذنابها في المنطقة مزلزلا، ولن يكون مزلزلا إلا إذا سلكنا نفس الطريق المقدس وبنفس الروحية التي امتلكها الرئيس الصماد وهو يسلك طريق النضال ويتحرك في مواجهة الطغيان الأمريكي الشيطاني ، لن ننتصر إلا إذا جسدنا كلنا في سلوكنا وتضحياتنا صالح الصماد ومشروعه القرآني التحرري الوطني النابع من إيمان بالقضية والمترفع عن دنس المصالح الذاتية والصغائر الكيدية .
ومن المهم أن نعي أمرا واحدا ، استشهاد الرئيس الصماد لاينبغي ان يؤثر علينا ، لكن يجب أن يؤثر فينا ويكون نقطة انطلاق جديدة نتعلم منها ونتحرك مستوعبين أن النصر يتغذى على الهزائم الصغيرة .
عزاؤنا للسيد القائد ، وللشعب الصامد ، ولأسرة الشهيد ، ولكل حر شريف في كل بقاع العالم .. وسلام الله على روحه الطاهرة وعلى أرواح شهداء هذا الطريق المقدس الذي اخترنا أن نمضي فيه ونحن نعي وندرك حجم وضخامة الصعوبات التي ستواجهنا والأثمان التي سندفعها.
وسننتصر بإذن الله.