بقلم/ محمد الوريث
دشن الراكعين عند حذاء سلمان آل سعود قبل أيام حملة تتحدث عن “حصار مفروض على تعز” مشكلة مثقفين البترودولار وصحفيين الدفع المسبق أنهم يعتبرون أن تعز جزء منفصل عن اليمن تتبع مجرة الأندروميدا ولهذا فأن حصار تعز المتسبب فيه من وجهة نظرهم مقاتلين الجيش واللجان الشعبية كما يزعمون أو كما تملي عليهم أموال ولي نعمتهم في الرياض .
في الحقيقة أن كل وطني غيور سيدرك بأن اليمن بأكملها تخضع لحصار مطبق يتعمد تجويع الشعب وإذلاله وقد أعترف الدمية هادي في رسالة خطية نشرت قبل أيام عبر قناة العربية الناطقة باسم العدوان بأن حصار اليمن من المشتقات النفطية تم بناء على طلبه ، ويعرف الجميع بأن طائرات العدوان الثلاثي على اليمن لا تنفك تقصف كل شاحنات النفط بين خطيّ مأرب وصنعاء وكان آخرها قبل يومين ، إضافة إلى شن مقاتلات العدوان غارات مكثفه استهدفت محطات الكهرباء والمياه والنفط والغاز ومخازن الغذاء ضمن مشروع الحصار القائم الذي يستهدف كل احتياجات الانسان .
وينعكس انعدام المشتقات النفطية بكل تأكيد على المياه وحركة الوايتات وتعاني اليمن من شمالها إلى جنوبها من أزمة مياه خانقه وتمتد طوابير المواطنين امام خزانات المياة إلى صفوف طويلة في صنعاء وعمران وحجة والجوف وتعز وإب وعدن في كامل الجغرافيا اليمنية في ظل ازمة مياة دائمة في البلاد واعتماد رئيسي على المياه الجوفية .
ولا تقتصر تأثيرات الحصار السعودي الأمريكي على اليمن في قطاع المياه والمشتقات النفطية إذ تتسبب في مضاعفات جسمية وخطيرة تنذر بشلل القطاع الصحي بالكامل واغلاق المستشفيات وكذلك توقف شامل في الحركة الاقتصادية والعمالية من مصانع وبنوك وشركات وهذه التداعيات الخطيرة تضرب كامل الجغرافيا اليمنية التي لا يشاهد منها “الراكعين عند حذاء سلمان آل سعود ” إلا حصاراً حوثياً على تعز تفوح منه رائحة مناطقيتهم النتنة وتزييفهم البليد.
والحديث عن حصار يفرضه الجيش على تعز هو أمر يدعو للضحك فمن يحاصر من؟ واذا لم يحاصر الجيش تعز حسب زعمهم فمن أين ستأتي المياه والمشتقات النفطية والغذائية إلى تعز وبارجات ولي نعمتهم سلمان تحاصر الموانئ اليمنية وتحتجز سفن شركة النفط وباقي السفن التجارية في جيبوتي ؟
وإذا كان البعض يحاول فصل تعز عن الهم الوطني الجامع فهو واهم ، فتعز ليست إلا قلب اليمن النابض يؤلمها ما يؤلم باقي اليمنيين، وتسير عليها حالة باقي المحافظات اليمنية دون استفزاز العصبيات المناطقية المريضة ، وإن كانت المحافظة تعاني من شحه في المياه والمواد الغذائية فكان الأولى بالراكعين عند حذاء سلمان أن يوجهوا اقلامهم ضد البارجات التي تمنع من وصول الغذاء والدواء إلى اليمن حتى تحصل تعز على حصتها المستحقة وليحصل المواطن اليمني على احتياجاته الأساسية .
ان ذروة النفاق والانحطاط الأخلاقي ان يتحدث احد ادعياء الثقافة عن حصار يعاني منه سكان محافظة معينة متجاهلاً وراء ذلك معاناة شعب كامل يتوزع في 22 محافظة يمنية في حين ان هذا الدعي يرقد في واحد من أفخر فنادق الرياض، وصنعاء اليوم تعاني من الحصار السعودي ومثلها ذمار وإب وتعز وصعده وعمران وحجة ولحج وعدن والضالع إلخ ..
ومحاولة الاصطياد في الماء العكر عبر حملات ممولة لن تحصد أكثر من الفشل المروع لأن أشقائنا في تعز هم أكثر وعياً من ان تمرر عليهم كذبة فجة مثل هذه ويعرف اليوم كل مواطن يمني أن من يحاصر الموانئ وأن من يقصف ناقلات النفط ومحطات الكهرباء هو السبب الرئيسي في معاناة اليمنيين جميعاً ، وان الهم الوطني الجامع يتحشد اليوم في خندق مقارعة العدوان والحصار الشامل الذي يقصم ظهر المواطن اليمني في مختلف اجزاء البلاد دون تمييز طائفي أو مناطقي قذر ودخيل على الهوية اليمنية ، زمن المزايدات الإعلامية ولى بثقافة شعبية واعية تستمد صمودها من مبادئ ثورة ناصعة استجلبت سلمان وكل اعداء الحرية لقصف وحصار اليمن خوفاً من استقلالها وان الشعب الذي يحمل هذا الهم الوطني العالي يصعب استدرار عواطفه بهذه الحملات الرخيصة لو كنتم تفهمون ، والأقلام المأجورة التي صمتت عن حصار سلمان اليوم لا يحق لها أن تتحدث في أي شأن يتعلق باليمن مدى الدهر .