حين تفيق الضمائر.. زلزال يزلزل أركان الزيف

أصيل علي البجلي
أيها السادة، دعونا نتحدث بصراحة، بعيدًا عن لغة الخشب والخطابات الرنانة. دعونا نتحدث عن تلك اللحظة التي يستيقظ فيها الضمير، تلك اللحظة التي يرى فيها الإنسان حقيقة ما يجري حوله، دون أقنعة أَو تزييف.
تخيلوا معي، مجتمعًا كاملًا، يعيش في سبات عميق، يصدق الأكاذيب، ويتبع القطيع دون تفكير. وفجأة، يستيقظ أحدهم، يفتح عينيه، ويرى الحقيقة عارية، قبيحة، صادمة. ثم يبدأ هذا الشخص في الحديث، في مشاركة رؤيته، في تنبيه الآخرين.
هنا، تبدأ المشكلة. هنا، يبدأ الخطر. هنا، يجن جنون الأعداء، الذين اعتادوا على الظلام، على التعتيم، على التحكم في عقول الناس.
يرسلون مرتزِقتهم، يطلقون شائعاتهم، يشوهون الحقائق، يفعلون كُـلّ ما بوسعهم لإخماد تلك الشعلة الصغيرة التي بدأت تضيء الظلام. وكما رأينا في سوريا، أطلقوا قطعان مسوخهم لإعادة إنتاج الفتنة، ظانين أنهم بذلك ينجحون في إخماد جذوة الوعي.
لكن، هيهات! فالحقيقة أقوى من كُـلّ أكاذيبهم. الضمير أقوى من كُـلّ مؤامراتهم. الإنسان حين يستيقظ، لا يمكن إعادته إلى النوم.
إنهم كمن يحاول إيقاف سيل جارف بعصا صغيرة. إنهم كمن يحاول إطفاء شمس ساطعة بنفخة هواء.
أيها السادة، إنها معركة وعي، معركة ضمير، معركة إرادَة. وفي هذه المعركة، سينتصر الإنسان، سينتصر الضمير، سينتصر الحق.
إنها ثورة من نوع آخر، ثورة لا تحتاج إلى بنادق ولا إلى مدافع. ثورة تحتاج فقط إلى عقل مفتوح، وقلب شجاع، وضمير يقظ.
فهل أنتم مستعدون لهذه الثورة؟ هل أنتم مستعدون لفتح أعينكم ورؤية الحقيقة؟ هل أنتم مستعدون للوقوف في وجه الظلم والزيف؟
أترك لكم الإجَابَة.