جرائم العدوان السعودي الامريكي

19 مارس خلال 9 أعوام.. 18 شهيداً وجريحاً حصيلة جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن

21 سبتمبر |
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في يومين الثامن والتاسع عشر من مارس خلال عامي: 2017م، و2019م، ارتكابَه لجرائم الحرب، وانتهاك القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية، بسلسلة غاراته الجوية المباشرة، وقصف مرتزقته المدفعي على منازل ومزارع المواطنين والأحياء السكينة، في محافظات صعدة، والحديدة، وصنعاء وتعز.

ما أسفر عن 4 شهداء، و14 جريحاً جلهم نساء وأطفال، وتدمير عشرات المنازل المدنية، ومزرعة، وموجة نزوح وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مآويها، ومصادر رزقها، وتعمق المأساة الإنسانية، وتفاقم الظروف المعيشية، وتهديد اتفاق وقف إطلاق النار، ومشاهد خوف وهلع وفزع للأطفال والنساء، دون أي تحرك أممي جاد لوقف العدوان ورفع الحصار، ومحاسبة مجرمي الحرب.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

19 مارس 2017..4 جرحى بصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتهم على منازل المواطنين بنهم صنعاء:

في مساءٍ ليلة 19 مارس من العام 2017، الذي بدا كأي مساء في قرية رمادة الهادئة بمديرية نهم، محافظة صنعاء، حين تسلل النعاس إلى أعين الأطفال، وارتخاء اياديهم الصغيرة الممسكة بمصاصات الحليب، والسكون يعم المنازل الطينية المتلاصقة، والمزارعون يتناولون وجبهة العشاء، بعد عمل نهار يومهم الطويل، وكبير سن يتدارس القرآن الكريم مع حفيده، وأم تجهز الكمادات لطفلتها المحمومة بشمس الربيع ، والأسر تتجهز للخلود إلى النوم ، دون علمها، أن دقائق تفصلها عن فقدان كل ما تملك، وتغير لحظاتها المعتادة إلى كابوس لم يخطر ببال أحد، أثر قصف مدفعية مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، الموجهة على نوافذ وسقوف ماويها، في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل طويل من الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في اليمن.

لحظة التحول من الأمان إلى الجحيم

الساعة الثامنة مساءً، انفجر الصمت بقذيفة أولى اهتزت لها الأرض، تبعها رعد متواصل من القصف المدفعي الذي حوّل القرية إلى سحابة من الغبار والدماء، اخترقت القذائف جدران منازل الطين كما لو كانت ورقة، بينما تحولت أصوات الصراخ إلى نداءات استغاثة مختنقة تحت الأنقاض.، ركض الرجال، نحو أصوات أبنائهم، واخوانهم واخواتهم وأمهاتهم، بينما تحاول الأمهات احتضان أطفالها الرضع ، وسحب أجسادهم الصغيرة، التي دفن البعض منم تحت الدمار ، والدماء تسيل من الجرحى، وأهالي القرى المجاورة يهرعون للمشاركة في الإنقاذ.

خلال دقائق، أصبحت القرية ساحة لمشاهد لا تُحتمل: جرحى يستغيثون ، طفل ينادي أمه بصوت يشق السماوات، واضواء يدوية لحراس المزارع ، توجه نحو مكان القصف، واصوات تنادي متسائلة عن من هي الاسر التي قصفت منازلها، جثث المواشي متناثرة بين الحطام، وأطفال عالقون تحت أنقاض منازلهم، نساء يجرّبن إنقاذ الجرحى بأيدٍ عاجزة، أربعة مدنيين، بينهم طفلان وامرأة عجوز، أصيبوا بجروح خطيرة، بينما لم تنجُ أي عائلة من خسارة منزلها أو جزء من أحبائها، يقول أحد الناجين، وهو يمسك بلعبة ابنته الصغيرة المفقود تحت الأنقاض: “لم يتبق لنا سوى الذكريات… حتى الأثاث تحول إلى رماد”.

هنا طفل رضيع مضرج بالدماء على سرير أحد المستشفيات وأمه بجواره تنوح وتنادي ربها أن يعافي فلذة كبدها، وتتوسل للطبيب أن يبذل كل طاقته لمساعدتها في إنقاذه، في مشهد إنساني يدمي القلوب ويقطع الأكباد”.

يقول والد الطفل: “ضربتنا عنقودية العدوان ونحن في البيت ودمرته فوق روسنا وجرحنا ونفقت مواشينا، هذه طفلة عمرها 3 سنوات وزوجتي 35 ونساء أخريات عمرهن فوق أربعين ، ما ذنبنا ، لا عندنا عسكر ، ولا معسكرات ، ولا مخازن سلاح ، بأي حق يستهدفون منازلنا ، كن النساء يطرحن الأعلاف للغنم”.

بين غياب القانون وحصار الإنسانية

رغم مرور سنوات على العدوان، ما تزال دول العدوان على اليمن، تخرق باتساع كل المواثيق الدولية، تقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها الأخير: “استهداف المنازل المدنية جريمة حرب لا تُغتفر”، لكن العدالة تظل صامتة في ظل حصار شامل يحرم الضحايا حتى من الحق في العلاج، في الخارج، فالمستشفيات في اليمن تفتقر إلى أبسط الإمكانيات، والجرحى والمرضى المستعصية حالتهم يموتون بصمت بسبب عدم قدرتهم على السفر للعلاج، في الخارج خلال سنوات اغلاق مطار صنعاء الدولي.

اليوم، تحولت قرية رمادة كغيرها من القرى المقصوفة إلى خراب مفتوح، العائلات الناجية تعيش في خيام ممزقة، او في بيوت مستأجرة، بينما تعلن الأمم المتحدة عن توفير مساعدات إنسانية تذهب غالبيتها إلى جيوب العاملين بها واجور نقل وتخزين، ويقدم للنازحين الفتات من الأغذية الفاسدة وكماليات لا داعي لها، لكن الأكثر قسوة هو السؤال الذي يطارد الناجين: “لماذا نحن؟”. بينما يستمر طيران العدوان في التحليق فوق سمائهم، يحمل كلٌّ منهم ذكريات مساءٍ لم ينتهِ بعد… مساءٍ قد يعود فيه الرعب من جديد، ويعلن العدو الأمريكي _ الذي أعلن عدوانه من البيت الأبيض عام 2015م_ مجدداً عدوانه على اليمن مساندة لكيان العدو الإسرائيلي وحماية ملاحته البحرية، ليستمر في إبادة اخوتنا في قطاع غزة، وتظل آلاف جرائم الحرب والإبادات الجماعية، والمجازر الوحشية بحق النساء والأطفال، والإنسانية في اليمن في ادراج الرياح، دون أي تحرك قانوني لمحاسبة المجرمين، وتقديمهم للعدالة.

19مارس 2019..7 شهداء وجرحى بغارات العدوان السعودي الأمريكي على منازل المواطنين بتعز:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغارته الوحشية المباشرة، منازل المواطنين في منطقة الأعروق بمديرية حيفان بمحافظة تعز، أسفرت عن 3 شهداء و4 جرحى، بينهم نساء وأطفال، ونزوح عشرات الأسر من ماويها، ودمار واضرار واسعة في الممتلكات، وموجة خوف ورعب بين الأهالي، ومضاعفة معاناتهم.

مساء ذلك اليوم لا يبدو كأي مساء في قرى حيفان الجبلية، حيث تسكن النفوس وتخفت الأضواء، وبدأ الأطفال في نومهم، فيما الأمهات يتحسسن رؤوس أطفالهن المرضى ويضعن الكمادات لتخفيف درجة الحرارة على جباههم، لم يعلم أحدٌ أن لحظةً واحدة ستحوِّل السبات العميق إلى مأتم، والهدوء، إلى صرخاتٍ تعلو فوق دوي المدفعية.

وسط ظلمة الليل انفجرت السماء فجأةً بوابلٍ من القذائف المدفعية التي لم تفرق بين بيتٍ وآخر، تحولت الأعروق إلى جحيم مفتوح: جدران تنهار كأوراق الخريف، أشلاء متناثرة بين الحطام، رائحة البارود تختلط بدماء الضحايا، ودخانٌ كثيف يحجب رؤية الناجين، يقول أحد الناجين، بينما كان يُخرج جثة ابنه من تحت الأنقاض: “رأيتُ الموت أمامي ، أسرتي تصرخ بوجهي والدماء من أطفالي وزوجتي تنزف وسط الدمار والغبار، لم أستطع التحرك كنت أقول هذا كابوس”.

يقول أحد المسعفين:” سمعنا صوت الطائرة، وصلنا المكان المستهدف، وجدنا أمامنا أشلاء ممزقة على السطوح، وأمرة جثته تحت الأنقاض، في منزل المواطن ثابت ، وعدد من الجرحى، كنا نخرجهم من بين الدمار “.

سمعنا الضرب خرجنا نجري وجدنا أمي ونسبتي وكريمتي بين الجرحى، أسرة بالكامل تحت الأنقاض، بين الحياة والموت، وهذه القذيفة التي توزعت شظايا منها إلى بين صدر كريمتي، التي هي الآن بين الحياة والموت، مرتزقة العدوان يضربون علينا قذائف مدفعية يومياً دون ما عندنا أي معسكرات، نحن مواطنين عزل ، ضربونا ونحن نفرج فوق سطح البيت ، قتلوا نسواننا”.

العدوان وادواته يكتبون فصلاً جديداً من الإفلات من العقاب:”بحسب مراقبين دوليين، فإن استهداف الأعروق يُضاف إلى سجلّ جرائم العدوان السعودي الأمريكي التي هي بالآلاف وموثقة منذ 2015م، الخبير القانوني القاضي “عبدالوهاب الخيل” يؤكد أن ما حدث في الأعروق جريمة حرب ضد الإنسانية بكل معايير القانون الدولي، لكن الفيتو الأمريكي يحمي المجرمين”. بينما تظل الأدلة – من صور أشلاء الضحايا إلى تقارير الطب الشرعي – حبيسة الأدراج في مجلس الأمن.

اليوم، بعد 6 أعوام على المجزرة، لا تزال عشرات العائلات تعيش المعاناة، وتحولت القرية إلى أطلال يُراقبها قناصة المرتزقة، السؤال الأقسى يتردد بين أهلها: “كم مجزرةً أخرى يحتاج العالم ليتحرك؟”. بينما تُجفف “طفلة جريحة ” دموعها بيدٍ مبتورة، وتهمس: “أريد أن أعيد تعلم المشي… لكن من سيعيد أبي؟”.

وفي اليوم الثامن عشر من مارس خلال عامي 2017م، و2019م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتهم 4 جرائم حرب، ثلاث منهن في محافظة صعدة، خلفن 5 جرحى وتدمير عشرات المنازل ومزرعة، وتشريد العديد من الأسر من ماويها، بغارات متزامنة على مناطق متفرقة بمديريتي مجز باقم، والرابعة في خروقات جديدة لمرتزقة العدوان بمحافظة الحديدة ، بقصف مدفعيتهم على منازل المواطنين في منطقة الربصة بمديرية الحوك، ما أسفر عن استشهاد امرأة وجرح أخرى، وتضرر العديد من المنازل، والممتلكات.

18مارس 2017..5 جرحى بينهم امرأة وطفلتيها في 3 جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على منازل ومزارع المواطنين في مناطق متفرقة بصعدة:

في الثامن عشر من مارس 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، 3 جرائم حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في محافظة صعدة، شمال اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منازل المواطنين ومزارعهم في مديريتي مجز وباقم الحدودية، ما أسفر عن 5 جرحى بينهم امرأة وطفلتيها، وتدمير منزلين وعدد من المزارع، وأضرار في الممتلكات المجاورة، وموجة نزوح لعشرات الأسر التي فقد منازلها وأمنها، ومصادر عيشها.

مجز: جرح امرأة وطفلتيها وتدمير منزلين في جريمتي حرب متزامنتين

في منطقة الجعملة استهدف طيران العدوان منزل أحد المواطنين، وتدميره على رؤوس ساكنيه، ما أسفر عن جرح أم وطفلتيها، في مشهد وحشي لجريمة حرب، تسفك دماء المدنيين وتدمر الأعيان المدنية، بعد الغارات هرع الأهالي إلى المكان، ليشاهدوا منزل جارهم تحول إلى كومة دمار، تصدر أصوات الاستغاثة من تحتها، وسط تصاعد أعمدة الغبار والدخان، فينتشلون الأم وطفلتيها، ويبادرون بإسعافهن إلى أحد المستشفيات، تاركين منازلهم المجاورة، خشية من معاودة الطيران ليستهدفها، ويبيد عوائلهم ، ما زاد من تعميق الجريمة، وتداعياتها على أحولاهم المعيشية، وحرمان أسرهم من مآويها، في ظل ضعف المساعدات الإغاثية الإنسانية، وانعدام الخدمات الأساسية، والافتقار لأبسط مقومات الحياة.

هنا كان منزل المواطن الذي يقي عائلته حراره شمس الصيف وبرد الشتاء، وعاشت في عقود من الذكريات والأحلام، حولته الغارات إلى كومة من الأحجار والأتربة المختلطة بالأثاث ولعب الأطفال، ودفاترهم وحقائبهم وكتبهم المدرسية، والملابس، وما تذخره الأسرة من الغذاء والدواء والأواني، والبصائر، والصور التذكارية، والكتب الدينية والتاريخية على الرفوف، فخلطت كل ذلك بالشظايا الفتاكة ورائحة البارود، ودماء بريئة، لم تكن تتخيل أنها يوماً ستعيش الجحيم، وتفقد منزلها، وتهدد حياتها دون ذنب.

طفل يدوس على الجراح ويبحث عما بقي من ملابسه وألعابه ودفاتره، فيلتقط من تحت اللواح خشب السقف والأحجار، بجوار هيكل سيارة والده، ودراجتهم النارية، فستان أخته الصغيرة الجريحة في المستشفى، وليلتقط قطعة خبز حضرت قبل الاستهداف بلحظات، فينفض عنها التراب ويلتهمها ببراءة وفطرة سليمة، عله يسد جوع أمعائه ومعدته الخاوية منذ وقت ليس بقصير، ما يعكس الحالة الإنسانية التي يمر بها المدنيون اليمنيون جراء العدوان واشتداد الحصار المفروض عليهم.

يقول أحد المسعفين: “هذا منزل مواطن مزارع ساكن داخل مزرعته، استهدفهم طيران العدوان، دمرت البيت بالكامل، وجرحت الأم وطفلتيها، إحداهن رضيعة لا يتجاوز عمرها 8 أشهر، وحطم الكثير من أشجار الرمان المجاورة، وشبكة أنابيب المياه، هل هاتان الطفلتان وأمهن يمثلن خطراً على قيادات العدوان، ما علاقتهن بالحرب، هل محاولة قتلهن يسهل لسلمان احتلال اليمن؟”.

قريبة الأم الجريحة من جوارها وهي تحتضن طفلتيها الصغيرتين فوق سرير المستشفى تروي تفاصيل جريمة الحرب قائلةً: “كانت عائلة أحمد علي يحيى عجلان في الغرفة حق الجرف وبناتها معها، وجاء الطيران ضرب المنزل، والجرف، المحاذي للمزرعة والجبل والبيت، فتهدم المنزل بالكامل، وجرحن الثلاث في أرجلهن بشظايا، وراحت كل الممتلكات، حتى النقود لا تزال بين الأنقاض، لم يسلم شيء، ولولا أن الكثير من الأسر تسكن الجروف لكن في عداد الشهداء”، متابعةً “سمعنا الغارات على المنزل، وذهبت مع زوجي إلى هناك فوق السيارة، كان زوج الحرمة يصرخ ويطلب النجدة في الخط العام، وصلنا معه وأسعفناهن، إلى المستشفى”.

استهداف منزل آخر

أما في منطقة ضحيان بذات المديرية، فاستهدفت طيران العدوان منزل مواطن آخر، منتصف الليل، ما أسفر عن تدميره، بشكل شبه كامل، واتلاف البضائع والمواد الغذائية التي كانت في محلات الدور الأول منه، وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة له، وحرمان الأسرة المالكة له من حقها في العودة إليه، يروي أحد الأهالي قصة كيف نجت الأسرة بأعجوبة قائلاً :”هذا المنزل وسط حي سكني في مدينة ضحيان، استهدف بغارتين، وما فيه سلاح ولا شيء، غير سوبرماركت مواد غذائية، وأسر نساء وأطفال كانوا يسكنون فيه، نزحوا قبل أيام، العمارة دمرت بالكامل ، المنازل المجاورة لها تضررت، والكثير منها سبق استهدافها، لكن هذا الإجرام لن يستفيد منه العدوان، بل سيكون عاقبة أمره الخسران”.

باقم: جريحان بغارات عدوانية تستهدف مزارع آل عسيلان

وفي منطقة آل عسيلان بمديرية باقم، استهدف طيران العدوان مزارع المواطنين، وسلال غذائهم، ومصادر رزق عوائلهم، بغارات، تهلك الحرث والنسل، ولا تفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية، بل ترى مقومات الحياة والصمود أهداف استراتيجية لها، وعلى قائمة الأولويات في بنك أهدافها، ما أسفر عن جريحين، وتحطيم وإحراق العديد من المساحات الزراعية، وأشجارها، وحالة رعب في نفوس النساء والأطفال، في المناطق المجاورة، والعمال مرعاه المواشي.

الجريحان اللذان كانا يعملان في مزرعتهما نقلا إلى المستشفى مضرجان بدماء كثيرة غيرت لون ثيابهما وأفقدتهما القدرة على الحركة، يظهران على أسرة المستشفى في حالة حرجة، يقول أحدهما: “كنا نقطف أشجار القات، وشاهدنا طيران الاستطلاع السعودي يحوم فوق سماء المنطقة، وما جلسنا غير دقائق وجاء طيران العدوان الحربي، يضرب علينا، وقت أذان المغرب، واستمر التحليق إلى الساعة 12 ليلاً ما آخر عملية الإسعاف”.

غارات العدوان المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانة، تكشف بشاعة دول العدوان، وزيف ادعاءاتها ومزاعمها، وذارعها التي تقدمها للرأي العام، بعد كل جريمة، وتنبى عن تراجع القيم والمثل السامية وحاجتها إلى من يحميها، ويعيد لها مكانتها في الوعي الإنساني للمجتمع الدولي وبرتوكولاته ونصوصه التي حولتها سنوات العدوان على الشعب اليمني إلى مجرد حبر على ورق.

18 مارس 2019.. استشهاد امرأة وجرح أخرى إثر استهداف مدفعية قوى العدوان منازل المواطنين في الحديدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، سجل مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، بقصف مدفعيتهم على منازل المواطنين في منطقةالربصة بمديرية الحوك، ما أسفر عن استشهاد امرأة وجرح أخرى، وتضرر العديد من المنازل، والممتلكات، وإفزاع النساء والأطفال من نومهم، ونزوح عشرات الأسر، ومضاعفة المعاناة الإنسانية في ظل الحصار وتفاقم الأوضاع المعيشية، وشحة المساعدات الإغاثية، وتأخرها لإنقاذ الأسر المتضررة.

قبل صلاة المغرب فيما الأهالي يعودون إلى منازلهم بعد مشقة نهار طويل من العمل والجهد لكسب لقمة العيش لأسرهم، حاملين أكياس الخبز، وعلب الفول، وحليب الأطفال واحتياجات أساسية للبقاء، قصف مرتزقة العدوان الحي السكني في منطقة الربصة بقذائف المدفعية، محولين مشهد السكون الذي بدأ مع تلاشي خيوط ضوء النهار، إلى فزع ورعب، ووأد للأمل في الاستقرار ووقف إطلاق النار المعلن عنه منذ عام.

من بين الدمار وظلمة الليل الحالك، ورعب الأهالي يقول أحد الأهالي: “قبل المغرب والناس آمنين، استهدف مرتزقة العدوان، بقذيفة منزل جارنا الواقع خلف مدرسة النجاح، وسط حي سكني، مكتظ بالمدنيين، وكان فيه 5 نساء، استشهدت الأخت الكبرى، وجرحت أختها الصغيرة، وكان أبوهن وأخوهن خارج البيت، قمنا بإسعافهن إلى مستشفى الرشيد”.

مواطن آخر يقول : “احنا نزحنا من الربصة إلى غليل، استهدف العدوان 3 منازل عندنا، وهذا منزل صاحبنا من البلاد اتصلوا بي أنه استهدف منزلهم ، جيت إلى هنا، أطمئن عليهم، ما لقيت أحد، تم إسعافهم إلى المستشفى، هذه أسرة بسيطة، ما ذنبهم، فجعوا الأهالي، هذه المناطق تعرضت لضربات كثيرة، من قبل العدوان؛ لأن الربصة بعد خط المطار، ونعاني من الشظايا والراجع والرصاص، لا يوجد هنا ثكنة عسكرية، ولا أي شيء، تسببت قذائف العدوان بفزع الأهالي، ليل ونهار ونحن تحت الخطر، لن ننزح مرة ثانية من منازلنا، ذقنا الأمرين في النزوح، ندعوا الأمم المتحدة، بتثبيت وقف إطلاق النار”.

ويتابع مواطن آخر: “العدوان يستهدف الحي بشكل مستمر، يريدون منا أن ننزح، ونترك منازلنا، ونعيش على المساعدات والفتات الذي تقدمه المنظمات، لن يؤاثروا في معنوياتنا، وصمودنا، مهما استمر القصف.

جرائم الحرب وخروقات العدوان في محافظة الحديدة، تتواصل، بحق المدنيين والأعيان المدنية، أمام المجتمع الدولي، والأمم المتحدة وعلى مقربة من مقر لجانتها المشرفة على تنفيذ الاتفاق، ما يزيد من تضاعف معاناة المواطنين، وفاتورة الضحايا اليومية، ولكن العالم لا يضع لكل ذلك أدنى اعتبار، مكتفياً ببيانات إعلامية تعبر عن القلق، الذي لا يكفل للقانون الإنساني الدولي أية قيمة، ولا يكترث للتداعيات الإنسانية والاقتصادية بحق الإنسانية في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com