سياسيون: مسيرات “ثابتون مع غزة” ترسخ الموقف الشامل على طريق الإسناد

21 سبتمبر |
تستعيد ساحات التظاهر اليمنية زخمها الشعبي إسناد لغزة بعد أن شهدت توقفاً لقرابة ستين يوماً بفعل إعلان وقف أطلاق النار في غزة.
ومع مماطلة العدو الصهيوني وتلكأه في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار ولجوئه إلى فرض الحصار مجددا على أهالي قطاع غزة، قبل استئناف الإجرام المروع، ظهر السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في كلمة متلفزة معلنا موقفه الجري والشجاع المتمثل في تهديد الكيان الصهيوني ومنحه مهلة أربعة أيام لفتح معبر رفح والسماح بدخول المساعدات الغذائية، ومع تجاهل الكيان الصهيوني مهلة السيد القائد أعلنت القوات المسلحة اليمنية عودة حضر الملاحة الصهيونية ضمن مسرح العمليات المحددة.
وفي المقابل وبدلاً من الضغط على الكيان الصهيوني لوقف حصاره الإجرامي على قطاع غزة لجأت الولايات المتحدة الأمريكية وهي الشريك الأساسي والداعم الكبير للكيان الصهيوني إلى عدوانها الغاشم والبربري على اليمن مستهدفا المدنيين ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات.
وردا على العدوان الأمريكي أكد السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله أن العدوان الأمريكي الغاشم لن يثني اليمنيين عن موقفهم الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة وأن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء العدوان الأمريكي الصلف، داعيا كافة الشعب اليمني للخروج للساحات والتظاهر بشكل واسع وغير مسبوق.
ومع أن دعوة السيد القائد للشعب اليمني كانت في وقت ضيق وفي أجواء رمضانية استثنائية إلا أن الزخم الجماهيري المليوني الكبير وغير المسبوق في مسيرات “ثابتون مع غزة.. وسنواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد” في أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات الجمهورية اليمنية الحرة، عكس صورة فنية فريدة عن صلابة الموقف اليمني وثباته على قراره المساند لغزة.
وتعود أهمية الخروج المليوني الأخير في أنه أتى بالتزامن مع ذكرى معركة بدر الكبرى يوم الفرقان ليوصل رسائله إلى قوى الهيمنة والطغيان العالمي أمريكا وإسرائيل أن راية الإسلام عالية وأن الحق منتصر مهما تمادى وتعربد الباطل في طغيانه واسرف في اجرامه.
ترسيخ الموقف الثابت
وفي نزول ميداني للمسيرة يؤكد الكاتب الصحفي والناشط السياسي محمد الموشكي أن التجمهر المليوني في ساحات التظاهرات المختلفة المتزامن مع ذكرى يوم الفرقان، يحمل أهمية كبيرة من الناحيتين الدينية والسياسية.
ويوضح أن خروج الشعب اليمني إلى ساحات التظاهرات أوصل رسائله المدوية والكبرى للعدو الأمريكي وأثبت له الاستعداد والجهوزية لمواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد، مؤكدا أن من الرسائل التي حملتها السيول البشرية في ساحات التظاهرات، التأكيد على ثبات الموقف الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة وأن اليمنيين سيبقون على طريق الحرية والعزة والكرامة، متمسكًا برفع راية الإسلام المحمدي التي حملها أجدادهم الأنصار في غزوة بدر الكبرى، والتي كانت أول غزوة وأول معركة خاضها الإسلام ضد الكفر.
ويلفت الموشكي إلى أن في الخروج المليوني الحاشد رسائل سياسية بالغة الأهمية أبرزها تأكيد هذا الشعب العظيم، أبناء الأنصار، على ثباتهم في موقفهم الراسخ تجاه فلسطين، ورفضهم للعدوان الغاشم الذي عاد اليوم بموافقة أمريكا وكذا الحصار المفروض والقائم على غزة من قبل الكيان الصهيوني المحتل.
في خروجهم المليوني الكبير في مئات الساحات يؤكد اليمنيون استعدادهم الكامل وجهوزيتهم العالية لمواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد، مؤكدين استمراراهم في الموقف المناصر لغزة حتى تحقيق النصر وانتهاء العدوان الصهيوني على غزة.
وحول هذا السياق يؤكد الكاتب الموشكي أن الشعب اليمني بلا استثناء خرج في ساحات التظاهرات ليجدد تفويضه المطلق والتام والكامل للسيد القائد والقوات المسلحة اليمنية في اتخاذ خطوات استراتيجية رادعة تكفل بكسر العدوان الأمريكي الغاشم وارغام العدو الصهيوني على فك الحصار على قاطع غزة.
موقف عروبي مشرف
ومن الدلالات التي تحملها السيول البشرية في ساحات التظاهرات وحدة الشعب اليمني بمختلف طوائفه ومكوناته السياسية واجتماعهم خلف القيادة السياسية والثورية في قرارها المساند لغزة.
كما أن لها أهمية بالغة في دحض الإشاعات وكشف أساليب التظليل التي يروج لها العدو الصهيوني والأمريكي وأدواتهم الدولية والإقليمية والمحلية والمتمثلة في أن قرارات القيادة السياسية والثورية لا تعبر عن إرادة اليمنيين.
وحول هذا يؤكد الأمين العام والمسؤول المالي لمؤسسة الاتحاد العربي للصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب الدكتور قادري صروان أن القضية الفلسطينية تحضر في أعماق ووجدان ومشاعر اليمنيين.
ويوضح أن التظاهرات الشعبية تجسد الارتباط الوثيق بين الشعب اليمني وقضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ويبين صروان أن التجمهر في الساحات يعزز الهوية الإيمانية المشتركة لكافة الشعب اليمني، كما أنها تسهم بشكل فاعل في تعزيز اللحمة الوطنية واحياء الدور العروبي والإسلامي الذي خمد وجمد في عصرنا الحالي.
ويشير صروان إلى أن الجماهير اليمنية الحاشدة تمثل حجة دامغة على الدول والشعوب الإسلامية والعربية في ضرورة التحرك الجاد لإسناد غزة ورفع الظلم والجور عنها.
وفي حين يسعى العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي في تصفية القضية الفلسطينية وإجهاض كافة الحقوق الفلسطينية مستغلا الصمت العربي المطبق والمعيب والتواطؤ الدولي، تأتي المسيرات الشعبية اليمنية كمكمل للموقف السياسي والعسكري اسناداً لغزة، الأمر الذي يسهم بشكل فاعل وكبير في أرساء وتثبيت الحقوق الفلسطينية وإعادة القضية الفلسطينية المركزية للواجهة.
ويمثل الموقف اليمني التاريخي المناصر لغزة بارقة أمل لأحرار العالم العربي والإسلامي الذين يتوقون إلى مواجهة الكيان الصهيوني ويتمنون من أنظمتهم الحاكمة اتخاذ مواقف شجاعة تجبر العدو الصهيوني على وقف إجرامه الوحشي بحق الأبرياء في غزة.
ووفق صروان فإن أحرار العالم العربي والإسلامي ينظرون بإعجاب كبير وإكبار للموقف اليمني المساند لغزة، كما أن العديد من النشطاء الأوربيين والغربيين يؤيدون الموقف اليمني ويشيدون بذلك في المحافل وأماكن التجمعات.
ويشير إلى أن شعوب العالم يدركون جيدا أهمية الموقف اليمني وأثره الكبير في التأثير على الكيان الصهيوني النازي والذي استطاع هو وحليفه الأمريكي التنكر للقوانين الدولية والضغط على المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية.
وفي حين تمثل العمليات العسكرية اليمنية ورقة ضاغطة ومؤثرة على الكيان الصهيوني يحاول العدو الصهيوني وحلفائه تصوير العمليات العسكرية اليمنية وكأنها عمليات عدوانية تستهدف الملاحة الدولية، غير أن تصريحات العديد من الدول وبيانات القوات المسلحة اليمنية ودقة تحركاتها تقول خلاف ذلك حيث أقر العديد من مسؤولي وقيادات العالم أن ما يجري في البحر الأحمر وخليج عدن والمنطقة بشكل عام مرهون بأحداث غزة وأنه لا يوجد استهداف للملاحة الدولية.
ومع الآثار التي تتركها العمليات اليمنية، يبقى مسار الإسناد ورقة رهان رابحة بيد المفاوض الفلسطيني يمكنه من خلاله فرض إملاءاته على الكيان الصهيوني وارغامه في الخضوع على للمفاوضات ووقف العدوان.
محمد ناصر حتروش ـ المسيرة نت