اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرالقضية الفلسطينيةتقارير

الحرب في المخيمات… سيناريو الدمار والتهجير في الضفة الغربية

شن الكيان الصهيوني جولة جديدة من الاعتداءات على مخيمات الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس مؤخرا أن الجيش “أخلى” ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، ونتيجة لهذه الإجراءات تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين غير المأهولة في جنين وطولكرم ونور شمس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا توسيع عملياته في الضفة الغربية ونشر وحدة دبابات في مدينة جنين، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها دبابات في الأراضي الفلسطينية منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في عام 2005، وفي هذا الصدد، أعلنت الأمم المتحدة أيضاً في أحدث تقرير لها أن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي أسفرت عن مقتل 51 فلسطينياً على الأقل وتشريد أربعين ألف شخص، وتبلغ مساحة الضفة الغربية 5,500 كيلومتر مربع، ويسكنها نحو 2,7 مليون نسمة.

ردود فعل الفصائل الفلسطينية

ولاقت الجولة الجديدة من العدوان الإسرائيلي ردود فعل ومعارضة فلسطينية واسعة النطاق، وفي بيان له، وصف القيادي في حركة حماس محمود المرداوي، توسع العدوان وتحريك الدبابات في الضفة الغربية بالأعمال الهمجية، واعتبر التصعيد الاحتلالي حرباً نفسية ومحاولة يائسة من الكيان لإضعاف المقاومة الشعبية، وأكد: “الاحتلال سيواجه هزيمة مذلة في تحقيق أهدافه بالضفة”.

وفي هذا الصدد أعلنت حركة الجهاد أيضا في بيان لها: “أن قرار قوات الاحتلال استخدام الدبابات ضد الأهالي في الضفة الغربية، وقرار إخلاء ثلاثة مخيمات فلسطينية، هو إجراء جديد يهدف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه، وتنفيذ مخطط احتلال الضفة الغربية للتهجير القسري”.

وتأتي الجولة الجديدة من اقتحامات جيش الاحتلال لمخيمات الضفة الغربية، بعد يومين من زيارة بنيامين نتنياهو لقوات الاحتلال في مخيم طولكرم خلال زيارته للضفة الغربية، وإصداره أوامر بتصعيد العمليات العسكرية.

وحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، قتل ما لا يقل عن 900 فلسطيني في هجمات شنها الجيش الإسرائيلي أو المستوطنون في الضفة الغربية منذ بدء العدوان على قطاع غزة، كما تشير إحصاءات إسرائيلية رسمية إلى أن الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين أسفرت عن مقتل 32 شخصا على الأقل في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها.

مخيمات الضفة الغربية

ويأتي الهجوم على المخيمات في وقت يقال أن ربع اللاجئين يعيشون في 19 مخيماً رسمياً في الضفة الغربية، والتي تضم عدداً كبيراً من السكان، وفيما يلي، سوف نقدم لكم كل واحداً من هذه المعسكرات التسعة عشر، والأمر الملحوظ في هذه المخيمات هو أن معظمها يقع على قطع أراض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية، وفي عام 1949 أقام الصليب الأحمر “مخيم الأمعري” ضمن حدود بلدية البيرة، حيث وفر الخيام للاجئين القادمين من مدن اللد ويافا ورام الله، بالإضافة إلى اللاجئين من قرى بيت دجن ودير طريف وأبو شوش ونينة وصيدا وجنزا والبعثة.

– تأسس مخيم الجلزون عام 1949 على أرض مساحتها 0.253 كيلومتر مربع، على بعد 7 كيلومترات شمال مدينة رام الله، وينحدر سكان هذا المخيم من 36 قرية في منطقتي اللد والرملة.

– تأسس مخيم الدهيشة عام 1949 على قطعة أرض مساحتها 0.33 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية بيت لحم، وينحدر سكان هذا المخيم من 45 قرية تقع غرب القدس وغرب الخليل.

– تأسس مخيم العروب عام 1949 على بعد 15 كيلومتراً جنوب مدينة بيت لحم، على مساحة 0.24 كيلومتراً مربعاً، وينحدر سكان المخيم من 33 قرية في رام الله والخليل وغزة.

– تأسس مخيم الفارعة عام 1949 على قطعة أرض مساحتها 0.26 كيلومتر مربع على سفوح وادي الأردن بالقرب من عين الفارعة، يقع هذا المخيم على بعد 17 كيلومترًا شمال شرق نابلس، وينحدر سكان المخيم من 30 قرية في المناطق الواقعة شمال شرق يافا.

– مخيم الفوار، المخيم الأقصى جنوباً، أنشئ عام 1949 على أرض مساحتها 0.27 كيلومتر مربع، على بعد 10 كيلومتر جنوب مدينة الخليل. وينحدر سكان المخيم من 18 قرية في مناطق غزة والخليل وبئر السبع.

– تأسس مخيم بلاطة عام 1950 وسرعان ما أصبح أكبر مخيم في الضفة الغربية من حيث عدد السكان، حيث بلغ عدد اللاجئين المسجلين فيه أكثر من 23 ألف لاجئ، وتبلغ مساحة هذا المخيم 0.25 كيلو متر مربع ويقع ضمن حدود بلدية نابلس، وينحدر سكان المخيم من 60 قرية في مناطق اللد ويافا ورام الله، والعديد من السكان هم من أصول بدوية.

– تأسس مخيم بيت جبرين عام 1950 في قلب مدينة بيت لحم، ويعتبر هذا المخيم أصغر مخيم للاجئين في الضفة الغربية، حيث تبلغ مساحته 0.027 كيلومتر مربع فقط، السكان الرئيسيون في المخيم هم من قرى بيت جبرين المدمرة، الواقعة في التلال الغربية لمدينة الخليل.

– يقع مخيم جنين ضمن بلدية جنين وهو المخيم الأكثر شمالاً في الضفة الغربية، كان تاريخ هذا المخيم مسرحاً لألم ومعاناة كبيرين، تأسس مخيم جنين عام 1953 بعد تدمير المخيم الرئيسي في المنطقة في عاصفة ثلجية، كما تأثر بشدة بالانتفاضة الثانية.

– يقع مخيم دير عمار على بعد 20 كيلومترًا شمال غرب مدينة رام الله، بالقرب من قرية دير عمار، وأدى الوصول إلى أسواق العمل الإسرائيلية والمحلية إلى تحقيق استقرار اقتصادي نسبي في المخيم.

– تأسس مخيم الوحيد (رقم واحد) عام 1950 على قطعة أرض مساحتها 0.05 كيلومتر مربع على طول الطريق الرئيسي المؤدي من نابلس إلى جنين ويقع ضمن حدود بلدية نابلس، سكان المخيم هم من سكان مدن اللد ويافا وحيفا، وبعض السكان لديهم أيضًا جذور بدوية.

– تأسس مخيم طولكرم للاجئين عام 1950 على قطعة أرض مساحتها 0,18 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية طولكرم على الطرف الغربي من الضفة الغربية، وهذا هو ثاني أكبر مخيم للاجئين في الضفة الغربية.

– تأسس مخيم شعفاط للاجئين عام 1965، بعد أكثر من عقد من الزمان على إنشاء مخيمات رسمية أخرى في الضفة الغربية، على قطعة أرض تبلغ مساحتها 0.2 كيلومتر مربع، شمال القدس، وتم إنشاء مخيم شعفاط بعد إغلاق مخيم مسكر في البلدة القديمة من مدينة القدس بسبب الأوضاع الصحية السيئة في المدينة.

– تأسس مخيم عايدة للاجئين عام 1950 بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا، على قطعة أرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.

– تأسس مخيم “عسكر” عام 1950 على مساحة قدرها 0.12 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية نابلس، وينحدر سكان المخيم من 36 قرية في مناطق اللد وحيفا ويافا، وكما هو الحال بالنسبة لبقية مخيمات الضفة الغربية، فقد بني هذا المخيم على قطعة أرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.

– تأسس مخيم “عقبة جبر” عام 1948 على بعد 3 كيلومترات جنوب غرب مدينة أريحا، قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، بلغ عدد اللاجئين المسجلين 30 ألف لاجئ، ما يجعل المخيم الأكبر في الضفة الغربية، وكان معظم سكان المخيم يأتون من حوالي 300 قرية شمال حيفا، بالإضافة إلى منطقتي غزة والخليل.

– أُنشئ مخيم عين السلطان عام 1948 على مساحة من الأرض تبلغ 0.87 كم2 عند سفح جبل قرنال (المعروف أيضاً بجبل الخبرة) وعلى بعد 1 كم من مدينة أريحا، ويأتي سكان المخيم من كل أنحاء فلسطين التاريخية.

– تأسس مخيم قلنديا للاجئين عام 1949 على قطعة أرض مساحتها 0.35 كيلومتر مربع على بعد 11 كيلومترًا شمال القدس، يمر عبر المخيم الطريق الرئيسي بين القدس ورام الله، يعود أصل اللاجئين في هذا المخيم إلى 52 قرية تابعة لمناطق اللد ورام الله وحيفا والقدس والخليل.

– يقع مخيم نور شمس للاجئين في شمال غرب الضفة الغربية، على بعد حوالي 3 كيلومترات شرق مركز مدينة طولكرم، لجأ أول لاجئي المخيم إلى منطقة جنين، إلا أن عاصفة ثلجية دمرت خيامهم وأجبرتهم على النزوح إلى منطقة طولكرم، ومن هذا الحدث تم إنشاء القيادة العامة لنور شمس.

أهداف وعواقب الهجمات على المخيمات

وقال الخبير في الشؤون الإقليمية حسن هاني زادة في حديث لـ«الوقت» حول أسباب الهجمات الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية: «إن الهجمات الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق في الضفة الغربية تشكل خرقاً لاتفاقية أوسلو، باعتبار أن هذه الاتفاقية تؤكد صراحة على أن الضفة الغربية يجب أن تدار تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وأنه لا يجوز للكيان الإسرائيلي التدخل في الشؤون الداخلية لهذه المنطقة، باستثناء وجود بعض المستوطنات اليهودية»، لكن بعد تدمير البنية التحتية لغزة، وجه الكيان الصهيوني اهتمامه الآن إلى الضفة الغربية، وبفضل خطة دونالد ترامب لطرد سكان غزة، بدأت تل أبيب في تنفيذها بجدية.

وأضاف الخبير حول تفاصيل خطة الكيان الإسرائيلي: “نظرا لوجود صلة وثيقة بين سكان الضفة الغربية والحكومة الأردنية، فإن الكيان الإسرائيلي يحاول أولا نقل بعض سكان قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ونقل بعض سكان الضفة الغربية قسرا إلى الأردن”، وفي إشارة إلى نزوح آلاف العائلات في الأيام الأخيرة، قال هذا الخبير في شؤون غرب آسيا حول عواقب ونتائج خطة الكيان الصهيوني: “هذه الهجرة القسرية ستجلب العديد من المشاكل إلى دول مصر والأردن”، أولا، لا توجد أي قدرة اقتصادية في هذه البلدان على الإطلاق، وثانياً، الأمن هو قضية أخرى سوف تصبح تحدياً كبيراً.

واعتبر هاني في نهاية المطاف أن المعارضة اللفظية من جانب الدول العربية لخطة ترامب غير كافية، قائلا: “هذه خطة خطيرة تسعى إليها أمريكا والكيان الصهيوني”، ويبدو أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية، يجب أن يحافظ على ذكائه ويتبنى الآليات اللازمة لمنع جيش الكيان الصهيوني من مهاجمة الضفة الغربية مرة أخرى لتغيير التركيبة الاجتماعية لسكان هذه المنطقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com