
21 سبتمبر ـ بقلم ـ كوثر المطاع
ما يعلن عنه في القمم ليس كما يعمل به على أرض الواقع، والواقع يشهد على تلك الحالة المزرية من تاريخ القمم العربية التي لا نجدها إلا في القاعات الفخمة والمظاهر المليئة بالترف وكأن العالم العربي لم يعد يعاني من شيء سوى إطلاق البيانات وَطمأنة الشعوب بحالة الاستقرار التي يعيشون في كنفها.
قمم يتم الإعداد لها والإعلان لها من وقت طويل ليظن العرب بأن ما سيطرح فيها سينتج عنه الخلاص عن كُـلّ المشاكل في المنطقة وماهي إلا كترياق مؤقت لتخدير الشعوب وقتل حالة الحمية التي عرف بها العرب.
تاريخ القمم العربية وَالإسلامية يشهد على ذلك السقوط الذي تعيشه الحكومات العربية والخذلان وَالتبعية وَالعمالة، وحال المقاومة في دول المحور يشهد أَيْـضًا فحالة الخذلان من حكوماتها يشهد على كُـلّ اتّفاقيات الذل والعار التي بات العرب والمسلمون يسيرون إليه، فحال غزة منذ ما يقارب مئة عام من الزمن في حصار وقتل وأسر وَتهجير يشهد على نجاح تلك القرارات المفرغة من المصداقية وما هي إلا لذر الرماد على العيون عن رؤية الحقيقة وعن مستقبل بات غير مجهول فهَـا هي الدول العربية تتساقط أمام مرأى الجيوش العربية التي باتت تعمل لحراسة القواعد الغربية في المنطقة وَلإسكات الأصوات الحرة التي لم تستطع السكوت عما تراه.
فكل تلك البيانات لا ينتج عنها سوى الاغتيالات لقادات المقاومة وَالحصار الذي يضيق عليها الخناق لكي تتخلى عن سلاحها وعن قوتها، نشر الشائعات الترهيبية ضد دول المقاومة حتى تقل الحاضنة الشعبيّة لها وَالمناصرون والملتحقون بها.