اخبار دولية وعربيةتقارير

ممر داوود الإسرائيلي في سوريا

بالرغم من عدم وجود تصريح علني إسرائيلي حوله، إلا أن هناك العديد من المؤشرات الميدانية والتداول الإعلامي حول خطة “ممر داوود الإسرائيلي في سوريا”، الأمر الذي يشير الى وجود نوايا جدّية لتحقيقه، كما عودتنا كل التجارب السابقة مع المحور الأمريكي الإسرائيلي في منطقتنا.

فالخطط والمشاريع للمعكر الغربي في منطقة غربي آسيا، تُطبخ في الدوائر المغلقة والعميقة، ويكون الإعلام والميدان هما الناطق الرسمي عن هذه الخطط، مثلما حصل من قبل مع اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وغيرهما.

وعليه، فإن التطورات الأخيرة إلى حصلت في سوريا، تشير الى وجود مصلحة استراتيجية لإسرائيل في المنطقة الواقعة جنوب العاصمة السورية دمشق، أي المنطقة الممتدة من الجولان السوري المحتلّ مروراً بمحافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، ومن ثم بمنطقة التنف (المعروفة أيضاً بمنطقة الـ 55 كيلو)، ووصولاً الى الأراضي التي تسيطر عليها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومن هنالك يتم الربط مع إقليم كردستان في شمالي العراق.

وتأتي في هذا السياق، التحذيرات التي أطلقها خلال الأيام السابقة رئيس وزراء الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو والعديد من مسؤولي الكيان السياسيين والعسكريين. فبنيامين نتنياهو حذر حكام سوريا الجدد بكل صلافة منذ أيام، من نشر قوات عسكرية جنوب دمشق، داعيا إلى نزع السلاح من هذه المنطقة بشكل كامل. مؤكّداً بأنه لا ينبغي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، ولا للجيش السوري الجديد أن يعمل جنوب دمشق. مضيفاً وبشكل مثير للريبة والفتنة، تأكيده على التزام إسرائيل بحماية الدروز في هذه المنطقة (وهو ما لاقى استهجان واستنكار أغلبية الدروز في تلك المنطقة بحيث خرجت احتجاجات تندد بتلك التصريحات في السويداء). أما وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فقد كشف في بيان صادر عنه، بأن الهجمات الإسرائيلية التي حصلت في الأيام السابقة، كانت في إطار منع تحول المنطقة الى واقع شبيه بمنطقة جنوبي لبنان (أي مصدر لعمليات مقاومة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي كما فعل ولا يزال حزب الله). فيما لفت بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن “وجود قوات في الجنوب السوري يشكل تهديدا على مواطني إسرائيل”.

بالإضافة إلى هذه الاعتداءات والتحذيرات، فقد سبق لإسرائيل أن اتخذت منذ اللحظات الأولى لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، أن استولت على منطقة عازلة تحرسها قوات الأمم المتحدة على الأراضي السورية، بالرغم من الدعوات الدولية للانسحاب. وصرح في حينه كاتس بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستبقى على جبل الشيخ وداخل المنطقة العازلة إلى أجل غير مسمى، لحماية ما وصفها بالمجتمعات الإسرائيلية ومواجهة التهديدات المحتملة.

وفي سياق متصل، تشير تقارير إعلامية عديدة إلى أن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، للحفاظ على سوريا ضعيفة ولامركزية، ولذلك فإن تل أبيب لا تُخفي مصلحتها في أي مشروع لفدرلة وتقسيم سوريا الى كيانات مذهبية وطائفية وعرقية (كردي، وسني، وعلوي، ودرزي). وهذا ما عبّر عن فحواه وزير خارجية الكيان جدعون ساعر في كلمة ألقاها في اجتماع للاتحاد الأوروبي وإسرائيل، دعا خلالها إلى تقسيم سوريا إلى دول مستقلة منفصلة وفقًا للخطوط العرقية والدينية المفترضة. مشيراً إلى إن هذا مهم لحماية الأقليات في البلاد، التي يعتقد بأنها مهددة من قبل الحكومة الجديدة.

احتجاجات ضد تصريحات نتنياهو
احتجاجات ضد تصريحات نتنياهو

فما هي أبرز التفاصيل والتقديرات حول خطة ممر داوود؟

_السيطرة على الحدود الشرقية لسوريا وإقامة اتصال بري مع الانفصاليين الأكراد في شمالي البلاد.

_ يؤمن الاحتلال الإسرائيلي للكيان فرصة السيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي بين مرتفعات الجولان المحتلة ومنطقة الفرات. وهذا ما يُشكل فرصة للكيان لتحقيق الهدف النهائي الذي صاغه والد الصهيونية، ثيودور هرتزل، وهو إقامة “إسرائيل الكبرى”.

_ من شأن هذا الممر أن يمنع أحمد الشرع “الجولاني”، من فرض سيطرته على جزء كبير من البلاد، بما في ذلك معظم حدود البلاد مع الأردن. مع الإشارة الى أنه حتى يومنا هذا، لم تمارس الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة الجولاني، سيطرتها الكاملة على منطقة الجنوبي السوري، حيث تحكم الأقلية الدرزية بشكل مستقل محافظة السويداء، في حين تخضع درعا وريف دمشق لسيطرة مجموعات مسلحة مختلفة يبرز منها أحمد عودة.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com