غموض يلف المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة… اليمن يُعلنها حربًا إذا لزم الأمر

الوقتفي ظل اقتراب نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني، يظل مصير المرحلة الثانية محاطًا بالغموض وعدم اليقين، حيث كان من المفترض أن تشهد المرحلة الثانية خطوات حاسمة نحو إنهاء الحرب بشكل دائم، إلا أن التأخير في بدء المفاوضات واختلاف الرؤى بين الأطراف يهددان بانهيار الاتفاق برمته.
في هذا السياق، تبرز مطالب حماس بوقف تام لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بينما يواصل الكيان الصهيوني وضع العراقيل ويماطل في تنفيذ التزاماته، كما تأتي التحذيرات الدولية من انهيار الاتفاق، إلى جانب التهديدات الإقليمية بالتصعيد العسكري، لتعكس مدى تعقيد الموقف وتصاعد التوترات، فهل ستنجح الجهود الدبلوماسية في إنقاذ الاتفاق، أم إن المنطقة على شفا موجة جديدة من العنف؟
الغموض يخيم على مستقبل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني، يظل مصير المرحلة الثانية غامضًا، كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات بعد 16 يومًا من بدء سريان الاتفاق، على أن تدخل حيز التنفيذ في مطلع مارس المقبل.
حركة حماس حددت رؤيتها لإنجاح المرحلة الثانية، والتي تشمل وقفًا تامًا لإطلاق النار، انسحابًا كاملًا للقوات الصهيونية من غزة، وتبادلًا شاملًا للأسرى دفعة واحدة، كما طالبت بضمانات دولية ملزمة لتنفيذ الاتفاق، ومع ذلك، يواجه الكيان الصهيوني هذه المطالب بعراقيل، حيث يعمل على توسيع المرحلة الحالية للإفراج عن أسرى إضافيين.
حماس تطالب بضمانات دولية لإنقاذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
في ظل الغموض الذي يلف مستقبل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والكيان الصهيوني يواصل الكيان الصهيوني وضع العراقيل أمام بدء مفاوضات المرحلة الثانية، حيث يعمل على توسيع المرحلة الحالية للإفراج عن أسرى إضافيين، وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الكيان الصهيوني يعتزم العودة إلى القتال في غزة، ما يزيد من تعقيد الموقف.
عائلات الأسرى الصهاينة حذّرت رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من تداعيات عدم بدء المرحلة الثانية، وطالبت بتوضيحات عاجلة حول مصير ذويهم، في حين أن حماس لم تفصح عن عدد الأسرى المتبقين، سواء الأحياء أو الأموات، ما يزيد من الغموض حول مستقبل هذه المفاوضات.
“إسرائيل” تدرس استئناف الحرب بعد فشل محادثات القاهرة
أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن المحادثات التي جرت في القاهرة حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “لم تكن جيدة”، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، وأشارت القناة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيبحث إمكانية استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة بعد عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة مساء الجمعة.
وقال المسؤولون الإسرائيليون: إن حركة حماس تريد التقدم نحو إنهاء الحرب وانسحاب “إسرائيل” من القطاع، وهو ما رفضته “إسرائيل” بشكل قاطع، وأكدت المصادر أن الوسطاء طلبوا مزيدًا من الوقت لحل الأزمة، لكن التوترات تتصاعد مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق.
حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى وتطالب بالانتقال الفوري للمرحلة الثانية
أكدت حركة حماس التزامها الكامل بتنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك المرحلة الثانية التي تتضمن إنهاء الحرب بشكل دائم، ورفضت الحركة محاولات “إسرائيل” تمديد المرحلة الأولى لمدة 42 يومًا إضافيًا، مشددة على ضرورة الانتقال الفوري إلى المرحلة الثانية كما هو متفق عليه.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن الوفد الإسرائيلي سعى خلال محادثات القاهرة إلى تمديد المرحلة الأولى، لكن حماس أصرت على المضي قدمًا نحو إنهاء الحرب، وفي الوقت نفسه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من انهيار الاتفاق، داعيًا الطرفين إلى بذل كل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار، وتم التوصل إلى الاتفاق بعد حرب إسرائيلية شرسة على غزة استمرت 15 شهرًا، تسببت في دمار هائل وخسائر بشرية فادحة، وتأتي المحادثات الحالية في إطار جهود دولية لإنهاء الصراع بشكل دائم
الحوثي يهدد “إسرائيل” بالرد العسكري في حال استئناف حربها على غزة
توعد قائد حركة أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، “إسرائيل” بأنها ستكون “تحت النار” في حال استئناف حربها على قطاع غزة. جاء ذلك في كلمة له بمناسبة شهر رمضان، حيث أكد التزام حركتة الديني والإنساني والأخلاقي بنصرة الشعب الفلسطيني والمجاهدين في الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وأشار الحوثي إلى أن اليمن يراقب محاولات “إسرائيل” التهرب من وقف إطلاق النار في غزة والالتفاف على استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، وحذر من أن عودة الحرب الإسرائيلية على غزة ستواجه بعودة التدخل العسكري الحوثي، بما في ذلك استهداف تل أبيب وغيرها من الأهداف الإسرائيلية.
في السياق نفسه أكد قائد حركة أنصار الله أن اليمن سيواصل الدعم للشعب الفلسطيني والفصائل المقاومة، مشيرًا إلى أنهم لن يتخلوا عن واجبهم الديني والإنساني في نصرة القضية الفلسطينية.
يذكر أن الحوثيين قد شنوا سلسلة من الهجمات على سفن شحن إسرائيلية وأهداف مرتبطة بها في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كجزء من تضامنهم مع غزة في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل”.
في الختام، مع استمرار الغموض حول مصير المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، يبدو مستقبل غزة معلقًا بين خيارين: إما تحقيق سلام دائم عبر التزام الأطراف بالاتفاق والضمانات الدولية، أو العودة إلى دوامة العنف التي قد تفتح أبوابًا جديدة من المعاناة للشعب الفلسطيني، والتحديات التي تواجه الاتفاق، من مماطلة “إسرائيل” إلى المطالب المشروعة لحماس، تعكس تعقيدات الصراع الذي يتجاوز الحدود الإقليمية ليشمل أبعادًا إنسانية وسياسية ودولية، وفي ظل التهديدات المتصاعدة والتحذيرات من انهيار الاتفاق، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتغلب إرادة السلام على منطق الحرب، أم إن غزة ستظل رهينة صراع لا ينتهي؟