سوابق حزب الله في الصراع مع الكيان المؤقت
21 سبتمبر
سجلت معركة أولي البأس التي يخوضها حزب الله منذ 17 أيلول / سبتمبر 2024، ضد الكيان المؤقت، حصول العديد من السوابق المهمة واللافتة، التي تحصل للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع إسرائيل. وتؤكّد هذه السوابق بأن المقاومة بالرغم مما واجهته من ضربات واغتيالات واعتداءات، لا تزال تمتلك الكثير من أوراق القوة والمفاجآت، المؤلمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
فما هي أبرز وأهم هذه السوابق التي تسجّل لصالح حزب الله؟
_استهداف وزارة الدفاع ومبنى الكرياه:
ففي نهار الأربعاء 13-11-2024، وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع مع الكيان المؤقت، شنّ حزب الله بعمليتين هجوميتين، الأولى عبر سربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، والثانية عبر صواريخ قادر 2 على قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة “تل أبيب”، وأصابوا أهدافهم بدقّة.
وقد شكّل استهداف حزب الله هذا لمنطقة كيريا في فلسطين المحتلة، واحداً من أهم عمليات المقاومة العسكرية وأندرها، لأن المقاومة من خلال هذه العملية كانت تؤكّد على تصميمها وعزمها، على إيلام إسرائيل، بأكثر ما تخشاه الأخيرة، من خلال ضرب مركز القيادة المركزي للأجهزة العسكرية والاستخباراتية لها.
فالكرياه بما تحويه من مقرات عسكرية، من وزارة الحرب وقيادة جيش الاحتلال، ترمز إلى القوة العسكرية الإسرائيلية لجيش احتلال الذي كان “لا يقهر” طوال عقود. وبالتالي فإنه بالنسبة لحزب الله، فإن الهجوم المستهدف على مثل هذا الموقع الاستراتيجي لا يشير فقط إلى قدراته العملياتية ولكن أيضًا إلى نواياه وقراره الجريء وغير المسبوق، في تحدي الهيمنة العسكرية الإسرائيلية بحدوده القصوى. كما يؤكّد على وعد قطعه السيد الشهيد حسن نصر الله سابقاً، من أن المقاومة ستواجه أي عدوان، بلا ضوابط أو أسقف.
_ الاستهداف الشخصي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو:
في 19/10/2024، هاجمت المقاومة منزل رئيس حكومة الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو في مدينة قيسارية المحتلّة، بواسطة طائرة مسيّرة استطاعت تجاوز كل منظومات الاعتراض الإسرائيلية. وشكّلت هذه العملية أيضاً سابقة في تاريخ الصراع مع إسرائيل. خاصةً وأن المقاومة أصابت نافذة غرفة نوم نتنياهو، مع ما يعنيه ذلك من امتلاكها لمعلومات استخباراتية دقيقة، ولجرأة القرار بالتخطيط والتنفيذ ثانياً أي استهداف أعلى مستوى سياسي في الكيان، وكون غالبية مستوطني هذه المنطقة هم من رجال الأعمال والأثرياء. لذا وصف العديد من محلّلي الكيان العملية بأنها تشكّل نقطة تحول في الحرب بين محور المقاومة وإسرائيل.
_تهجير منطقة شمالي فلسطين المحتلة، واصدار أوامر إخلاء:
وفي خطوة مشابهة لما عمد اليه جيش الاحتلال الإسرائيلي من تهجير ممنهج للمواطنين اللبنانيين من جنوب لبنان والعديد من المناطق الحاضنة للمقاومة. قام حزب الله بتحذير العديد من المستوطنات بضرورة الإخلاء، وأتبع تحذيره بهجمات صاروخية كبيرة، ليؤكّد على وعد سيد شهداء الأمة السيد الشهيد حسن نصر الله، بأن المستوطنين الإسرائيليين لن يعودوا الى منطقة شمالي فلسطين المحتلة قبل عودة سكان جنوب لبنان وقبل وقف الحرب الهمجية على قطاع غزة.
كما كان لقرار المقاومة في لبنان، بفتح جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية في 08/10/2023، تأثيره الكبير غير المسبوق في تاريخ الكيان، لناحية إجبار حكومة الاحتلال على أخذ قرارها بإخلاء عشرات المستوطنات، وما تسبب به هذا القرار من تداعيات اقتصادية وامنية خطيرة جداً.
_ الاستهداف المركّز والممنهج لقواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجعلها مناطق غير أمنة:
منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، وما تبعه من جبهة مساندة في لبنان، تميزت عمليات المقاومة بأنها استهدفت بشكل مركّز وممنهج وتصاعدي، أغلب مواقع ومعسكرات وقواعد وثكنات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكل لم يحصل في كل حروب إسرائيل منذ سنة 1948. وهذا ما دفع جيش الاحتلال الى استحداث قواعد وأماكن تجمعات وتحشدات في مناطق جديدة، وبالرغم من ذلك، تمكنت المقاومة من اكتشاف هذا الأمر، وتنفيذ عمليات هجومية ضدها. وكأنها أرادت تكريس معادلة غير مسبوقة في تاريخ الصراع، بأن كل تحركات جيش الاحتلال والأماكن التي يستخدمها هي تحت نظرها ونيرانها، وأنه لا يوجد أي مكان آمن للجيش الإسرائيلي.
_ مهاجمة قواعد الاستخبارات في الكيان التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية أمان والموساد:
فوفقاً للعقيدة الأمنية الإسرائيلية، فإن مهمة أجهزة استخبارات الكيان الأساسية هي منع استهدافه من الخارج أو أقله تأمين الإنذار المبكر للكيان بحصول أي هجوم ضده. لذلك فإن استهداف المقاومة في لبنان لقواعد هذه الأجهزة، في غليلوت وتل حاييم وغيرها، يسدد ضربتين معنوية ومادية لهذه الأجهزة.
_ استهداف سلاسل توريد جيش الاحتلال:
من البارز جداً في هذه المعركة، تنفيذ المقاومة للعديد من العمليات الهجومية ضد سلاسل توريد الاحتلال، من مصانع وشركات تورد لجيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من المنظومات والأسلحة والتموين الغذائي وغيرهم. وأبرز هذه العمليات هي ضد: مصانع شركة رافايل في حيفا وتل أبيب وشمالي فلسطين المحتلة، قاعدة زوفولون الصناعية العسكرية في حيفا، شركة تاعس العسكرية، مصنع تعليب المواد الغذائية الذي يزود الجيش الاسرائيلي بالمعلبات الغذائية في منطقة أخزيف شمال مستوطنة نهاريا،….
_ الكشف الاستخباري العميق:
بيّنت عمليات المقاومة الهجومية، ضد القواعد العسكرية والاستخباراتية السرية، وما كشفته من معلومات عن هذه القواعد، مثل قاعدة الكرياه وكيفية توزع المكاتب فيها، بأنها تملك بنك معلومات استخباراتي عميق، يمكّنها لاحقاً من تنفيذ عمليات استهداف غير مسبوقة في تاريخ الكيان (كاغتيال وزير الحرب أو رئيس أركان جيش الاحتلال على سبيل الذكر لا الحصر).
_ اختراق أجواء الكيان المؤقت:
حققت طائرات المقاومة دون طيار، الانقضاضية والاستخباراتية، إنجازاً مهماً حينما استطاعت اختراق أجواء الكيان، مع فشل منظومات الدفاع والاعتراض الجوي الإسرائيلية بإسقاطها. هذا الأمر تحوّل الى مادة تهكم وسخرية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسابقة لا تقل أهمية عن باقي السوابق.