تقرير أممي يعتبر ممارسات العدو في حربه على غزة “تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية”
21 سبتمبر
في ظل استمرار جيش العدو الصهيوني شن عدوانه الغاشم على قطاع غزة لليوم الـ405 على التوالي، مُرتكبًا كافة أساليب القتل والتدمير والتهجير، ومُخلفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين.. اعتبرت لجنة أممية في تقرير لها اليوم الخميس، ممارسات الكيان الغاصب في حربه على غزة “تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية”.
وفي هذا الإطار، اعتبرت لجنة أممية معنية بالتحقيق في الممارسات الصهيونية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، في تقرير لها صدر اليوم، أن ممارسات العدو الصهيوني خلال حربه في غزة “تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية”.
وقال التقرير: إن سلطات العدو الصهيوني تنتهج سياسات التجويع بحق المدنيين الفلسطينيين كأسلوب من أساليب الحرب.. كما أثار التقرير مخاوف جدية بشأن استخدام العدو لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية.
وفي هذا التقرير الجديد الذي يغطى الفترة من العدوان على القطاع منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي حتى يوليو الماضي، أشارت اللجنة إلى “سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروف تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا”.
وأضافت اللجنة في تقريرها: “من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من النداءات المتكررة للأمم المتحدة، والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب قوات الإحتلال الصهيوني عمداً في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة”.
وأفادت اللجنة التي تحقق منذ عقود في الممارسات الصهيونية التي تؤثر على الحقوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأن “سياسات “إسرائيل” وممارساتها خلال الفترة المشمولة بالتقرير تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية”.
وذكرت اللجنة أن سلطات الاحتلال، من خلال تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي والغذاء الحيوية وتلويث البيئة، خلقت مزيجاً قاتلا من الأزمات التي ستلحق ضررا شديدا بالأجيال القادمة.
وأعربت اللجنة عن “قلق عميق إزاء الدمار غير المسبوق للبنية التحتية المدنية وارتفاع عدد الشهداء في غزة، حيث قضى أكثر من 43700 شخص منذ بدء العدوان، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة اليوم، أن العدو الصهيوني ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 24 شهيداً و112 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.. مؤكدة بذلك ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على القطاع، إلى 43,736 شهيداً و103,370 مصابا أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وحذّر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة نهاية الأسبوع المنصرم من أن المجاعة باتت وشيكة في شمال غزة.. ووثق التقرير كيف أدت حملة القصف الصهيونية المكثفة في غزة إلى تدمير الخدمات الأساسية والتسبب في كارثة بيئية ذات آثار صحية دائمة.
وأشار التقييم إلى أن قوات العدو الصهيوني استخدمت بحلول شهر فبراير من هذا العام أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات في أنحاء قطاع غزة، وهو ما “يعادل قنبلتين نوويتين”.
من جهتها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها، اليوم الخميس: إن سلطات العدو الصهيوني تسببت في نزوح قسري للشعب الفلسطيني في غزة إلى حد يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وهذا التقرير هو الأحدث في سلسلة من التقارير الصادرة عن منظمات الإغاثة والهيئات الدولية التي تحذر من الوضع الإنساني المتردي في القطاع المحاصر.
وجاء في التقرير أن “هيومن رايتس ووتش”، وجدت أن التهجير القسري واسع النطاق، وأن الأدلة تشير إلى أنه منهجي وجزء من سياسة الدولة.. وتشكل مثل هذه الأفعال أيضاً جرائم ضد الإنسانية”.
ولم يعلق جيش العدو الصهيوني حتى الآن على الأمر، لكن سلطات العدو رفضت في السابق اتهامات مشابهة، وتقول إن قواتها تعمل وفقا للقانون الدولي.
ويحظر قانون النزاعات المسلحة التهجير القسري للسكان المدنيين من الأراضي المحتلة، ما لم يكن ذلك ضروريا لأمن المدنيين أو لأسباب عسكرية ملحة.
من جهة أخرى، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن مجزرة دقيق جديدة ارتكبتها قوات العدو بحق عشرات المُجوّعين شمال مدينة غزة وأدت إلى استشهاد وإصابة وفقدان عشرات الفلسطينيين.
وأوضح المرصد أن جيش العدو الصهيوني استهدف مدنيين كانوا يتجمعون في منطقة دوار السودانية شمال غرب مدينة غزة صباح أمس الأربعاء بانتظار وصول المساعدات الإنسانية بعد نحو 50 يومًا من منع إدخالها.
وقال: إن تقديراتنا الأولية تشير إلى أن نحو 200 شخص كانوا يتجمعون في المنطقة، استشهد وأصيب نحو 70 منهم، وما زال العشرات مفقودون وعالقون تحت الأنقاض.
وطالب، بتدخل عاجل لضمان وصول طواقم الدفاع المدني والإنقاذ إلى المكان المستهدف لاحتمال وجود أحياء وتمكينهم من العمل على نحو آمن لنقل الضحايا إلى المستشفيات.
وطالب بإنهاء جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة والتي تستخدم فيها التجويع كأداة تنفيذ رئيسة والعمل فورًا على إدخال المواد المنقذة للحياة عبر المعابر والطرق البرية بشكل فوري.
وغم مرور نحو 405 أيام على حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على القطاع، وأكثر من 40 يوما على اجتياحه لبلدات شمال غزة، إلا أن جيش العدو لا زال يتكبد خسائر فادحة في الآليات والأفراد، فيما لا تزال المقاومة تُسطر بطولات ملحمية في ميدان القتال، ما يجعل العدو عاجزًا على تحقيق ما يسميها أهداف الحرب.
ونفذت المقاومة خلال الأيام الماضية عدة عمليات بطولية في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، استهدفت خلالها عدة آليات عسكرية صهيونية وفجرت ناقلات جند، وأجهزت في كمين محكم على 15 جندياً من مسافة صفر غرب بيت لاهيا، كما أجهزت على خمسة جنود في مخيم جباليا إضافة إلى الإجهاز على سبعة جنود آخرين بالمخيم، وفق بلاغات عسكرية نشرتها كتائب القسام فضلا عن قصف نقاط تمركز جيش العدو في محور نتساريم وسط القطاع.
وتأتي هذه البطولات امتدادًا لسلسة طويلة من العمليات والكمائن التي تنفذها المقاومة استهدفت خلالها نحو 1900 آلية عسكرية صهيونية وفق تقدير خبراء عسكريين، الأمر الذي أربك حسابات العدو الصهيوني، وأدى إلى انسحابه من مناطق توغل بعد تكبده خسائر فادحة.