اخبار دولية وعربيةاخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

كسر الاستعلاء الجوي.. معركة تفكيك منظومات الدفاع الجوي

21 سبتمبر

كانت أولى عمليات استهداف العدو بسلاح المسيرات في مرحلة اسناد غزة يوم الخميس في 2-11-2023 حيث استهدفت المقاومة الإسلامية بنجاح تجمعًا لجنود العدو في مستعمرة المطلة بمسيرتين إنقضاضيتين. ومنذ ذلك الوقت شكّل استخدام الطائرات المسيرة بأنواعها الهجومية والاستخباراتية مفهومًا مركزيًا في العقيدة القتالية لمحور المقاومة وجبهات الاسناد، كما شكّل بشكل تراكمي تحديًا كبيرًا ومتطورًا لاستقرار وأمن العدو. نضع بين أيديكم الدراسة التالية بعنوان “كسر الاستعلاء الجوي” (يمكنكم تحميلها بشكل كامل أسفل المقدمة).

باتت حرب الأسراب في شهر الإسناد السادس مفهومًا في قلب العقيدة القتالية لمحور المقاومة. وبموجب هذا المنطق، تغلبت كمية الهجوم على جودة الدفاع. ومن منظور جوي، واستناداً إلى أنماط بناء القوة لدى حزب الله فإن تكتيك المناورة النارية بسلاح دفاعي يتحول هجومياً كسلاح المسيرات عند الطلب وبلا تعقيدات تشغيلية يصبح عنصراً أساسياً في العقيدة القتالية للمقاومة الاسلامية. جوهره يرتكز على مبدأ بسيط هو استغلال الإغراق والتحايل والمراوغة الالكترونية والفنية لاختراق طبقات الدفاع الصاروخية الصهيونية المختلفة والتغلب عليها.

ولم يقتصر هذا النهج على مجال عملياتي واحد، بل وجد تعبيرًا عنه في الجو (حزب الله + المقاومة الاسلامية في العراق) وفي البحر (اليمن) الذين برعوا بتنفيذ الواجب. على سبيل المثال، فإن عقيدة الهجوم التي تتبعها البحرية اليمنية تدعو إلى ضرب أهداف العدو بأسراب من القوارب، بما في ذلك القوارب المتفجرة الصغيرة، وتدمج ذلك بالهجمات الجوية على شكل أسراب من الطائرات بدون طيار، حيث يمكن أن يشكل كل تشكيل سربًا مصحوبًا بالمتفجرات الصغيرة والمتوسطة والثقيلة والصواريخ.

على مستوى التحوّل الهام الذي ظهر في أداء المقاومة في الربع الثاني من معركة اسناد غزة، يبدو أن قيادة المقاومة وبعدما نجحت بتحييد منظومة معلومات العدو الاستخبارية والتجسسية البرية تحولت إلى تزخيم خططها بتحييد كامل منظومة الرصد والاستعلام والتجسس الجوي التابعة للعدو في الجبهة الشمالية فبعد ضرب المسيرات (هيرمز 450 و900) والنجاح بالإطباق الفني على الطائرات الحربية وتدمير 80 % من منظومة قاعدة ميرون الجوية. تحولت المقاومة إلى تدبيرين مهمين يعتبران من المفاتيح الرئيسية للهيمنة الجوية في الأجواء المنخفضة بالميدان اللبناني وهما:

– تعطيل منظومات التحكم الأساسية عند العدو بإحدى أهم طبقات نظام الدفاع الجوي التي تعني الجبهة اللبنانية.

– تفكيك منظومات القبة الحديدية وهي أجهزة الرادار وأنظمة التعقب والبطاريات الحاملة للصواريخ الاعتراضية تحت مسمى (TAMIR).

– شل منظومات الهداية الجوية لأهم الطبقات الجوية التي يستخدمها العدو للاستعلام والاستخبار والقتل المستهدف في الميدان اللبناني:

– استهداف وحدة الإدارة والتحكم الجوية وإسقاط منطاد للحرب الالكترونية من نوع “سكاي ستار 330” في مستوطنة أدميت.

– استهداف قاعدة إيلانية غربي مدينة طبريا، والتي تعتبر جزءًا من منظومة ‏المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو.

– اسقاط الجزء الأهم من مشروع “طال شمايم” للتجسس والدفاع الجوي “كأداة إنذار لسلاح الجو” وهو المنطاد التجسسي الاستراتيجي المسمى بنفس الاسم (SKY DEW أو ندى السماء) في بلدة مسكنة الفلسطينية المحتلة عام 1948.

وفيما يعتمد العدو على نظام الطبقات المتكاملة في دفاعه الجوي أظهر هذا الاستهداف لخمسة منظومات مترابطة تعتبر جزءًا من نظام الدفاع والهداية الجوية بأن المقاومة عازمة على إعماء العدو وإفقاده القدرة بنسبة كبيرة على الطيران وعلى اعتراض الأهداف وعلى رأسها في الجبهة الشمالية.

كما أن ذلك المؤشر على اجتياز المقاومة عشرات الكيلومترات في العمق الفلسطيني بدا أنه تحذير للعدو بأن المقاومة في لبنان بدأت تقترب من مرحلة إلغاء السقوف والحدود والخطوط الحمراء وهي على قاب خطوة من الوصول إلى أعمق نقطة في فلسطين.

فهرس الدراسة:

– لمحة تاريخية

– سلاح المسيرات يدخل معركة اسناد غزة

– أعمى وأصم

– معركة تفكيك منظومات الدفاع الجوي

– الهدهد يدخل المعركة

– تحليل عملية “الهدهد”

– المسيرات في معركة أولي البأس

 

الخنادق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com