اخبار دولية وعربيةاخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

جرائم “إسرائيل” بحق الإعلاميين لن تسكت صوت المقاومة

سارة عليان

لم يترك العدو الصهيوني متسعّا في حلقة إجرامه الا واستغلّها، يراكم يوميًا “إنجازات” جديدة في عالم الإبادة العنصرية التي لم يسلم منها حتى الجسم الصحافي والإعلامي. فقد ارتقى لغاية الآن أكثر من 6 صحافيين في لبنان، و 396 صحفيًا في غزة. وجريمة جديدة ارتكبها العدو الصهيوني، صباح يوم أمس، بحق عدد من الصحافيين والمصورين وطواقم البث في مكان إقامتهم في جنوب لبنان، إعلاميون عزّل كان سلاحهم الصوت والكلمة والصورة التي أوجعت العدو، وأظهرت للعالم كلّه مدى غطرسته ووحشيته.

“ارتقوا وهم يوثقون جرائم العدو”

لم تكن المرة الأولى التي يستهدف فيها العدو الصهيوني الصحافيين في لبنان، على غرار ما يفعله في غزة. وهذا الاستهداف الذي لا يوجد أي حجّة لــــــــ”اسرائيل” بارتكابه، كما أشار نقيب محرري الصحافة في لبنان الأستاذ جوزيف القصيفي، لم يقع ضمن أي منطقة عسكرية؛ بل في موقع معروف بضمه إعلاميين من وسائل إعلامية مختلفة.

النقيب القصيفي أكد أن العدو حاول بجريمته المتعمّدة هذه أن يسكت صوت الحقيقة، وأن ينال ممن يوثقون مجازره بحق الشعب اللبناني، مشددًا على أن النقابة كانت حريصة دائمًا على توخي الصحافيين السلامة، ولكن هذه الاجراءات الوقائية لا يمكنها أن ترد الصواريخ “الإسرائيلية”.

في الإطار نفسه؛ أكد نقيب المحررين أن النقابة تضع كل هذه الجرائم، والتي ترقى لجرائم حرب، في عهدة مجلس حقوق الإنسان واليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب والهيئات الحقوقية الدولية والعربية والنقابات الإعلامية في العالم، وتدعوهم إلى أوسع إدانة لما يتعرض له الصحافيون والإعلاميون في لبنان.

الوزارة ترفع الصوت عاليًا

على صعيد الموقف اللبناني الرسمي، رأى مستشار وزير الإعلام الدكتور مصباح العلي أن هدف العدو بقتله للصحافيين غالبًا ما تكون مقدمة لتطور ميداني ما، فيعمل على كسر الصورة وتهميش الصحافيين ليكون لديه حرية التحرك. وهذا ما حصل منذ الاستهداف الأول للصحافيين. أما اليوم؛ فخصوصية الاستهداف هي كون الموقع الجغرافي لحاصبيا كاشفًا بشكل واسع لمنطقة العدو. أما الأهداف العامة، فهي ضرب الإعلام اللبناني وهذا جزء من العدوان على لبنان لإرهاب الشعب وإذلاله.

وعن موقف وزارة الإعلام، أوضح المستشار الإعلامي أن معالي الوزير أكد، يوم أمس، أن الاغتيال هو جريمة حرب موصوفة، وسيتعامل معها على هذا الأساس، في السابق قدمت شكاوى الى الجهات الدولية بحق “إسرائيل” كونها تستهدف الصحافيين، وفي الأمس القريب وجه وزير الإعلام رسالة احتجاج إلى وسائل إعلامية انتهكت السيادة اللبنانية حين رافقت العدو “الإسرائيلي” الى داخل الأراضي اللبنانية،

وفيما عقد وزير الإعلام مؤتمرًا صحفيًا حول جريمة استهداف الصحافيين في حاصبيا، أكد خلاله أن وزارة الخارجية تقدمت بشكوى الى الأمم المتحدة ضد “إسرائيل”، داعيًا لأرشفة جرائم الحرب بهدف استخدامها كشهادات في مقاضاة “اسرائيل” أمام المحاكم الدولية، توقع الدكتور العلي، أن تتطرق الحكومة اللبنانية، في جلستها القادمة إلى استمرار العدوان “الإسرائيلي” باستهداف الصحافيين وسيكون هناك موقف حازم، بالإضافة إلى التحرك باتجاه الجهات الدولية والدول المعنية لرفع الصوت وتسجيل موقف احتجاجي لوقف هذه الانتهاكات بوصفها جريمة حرب.

الصمت العربي المتخاذل

المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع يؤازر وزارة الاعلام في موقفها، فيرى نائب رئيس المجلس إبراهيم عوض أن سجل العدو “الإسرائيلي” بقتله للصحافيين حافل بالدم، لأنه لا يريد أن يرى العالم إجرامه، ويعيدنا عوض إلى العام 2006، عندما استهدف العدو الصهيوني مبنى قناة المنار في الساعات الأولى للعدوان، وكان في ذلك رسالة واضحة عن أن أبرز أهداف العدو كانت ضرب الإعلاميين وقتلهم.

في السياق نفسه، يذكّر الأستاذ عوض بحادثة استهداف الصحافية شيرين أبو عاقلة، وما شهدناه بعد “طوفان الأقصى” من استهداف متتالي للإعلاميين، وقد كان لنا حصة من هذه الاستهدافات في لبنان بعد انطلاق جبهة الإسناد في لبنان، حيث ارتقى 3 صحافيين هم عصام عبد الله وفرح عمر وربيع المعماري، وأمس ارتقى أيضًا الزملاء وسام قاسم وغسان النجار ومحمد رضا، والعدو يعلم جيدًا أن المبنى الذي كانوا يستخدمونه هو لأداء عملهم.

وانتقد عوض صمت العالم والتخاذل العربي الذي نعيشه إزاء الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل”، حيث لم نسمع اليوم حتى إدانة من أي عربي، معربًا في الوقت ذاته عن أسفه من أن بعض الإعلام يجاري “إسرائيل” في جرائمها بشكل أو بآخر، حين يقدم الرأي “الإسرائيلي” تحت شعار الرأي والرأي الآخر، لكن فعليًا ليس هناك رأي آخر، بل هناك رأي واحد فقط وهو رأي الحق.

وختم عوض بالقول إن ما نشهده اليوم هو الإعلام المتدهور بشكل عام، وبالطبع ثمة إعلام موضوعي ومحقّ، لكن الأغلبية تعاني الانحطاط الإعلامي- مع الأسف- وأكثر ما يؤلم أن نرى إعلاميًا يتشفّى بموت زميل له ولا يقف إلى جانبه، وهذا يقال بكل حسرة وألم.

هل يصحو المجتمع الدولي؟

كثيرون من زملاء الاعلاميين الذين استشهدوا في حاصبيا، أدانوا الجريمة “الاسرائيلية” الجديدة بحق الصحافة والاعلام، ووضعوها في خانة اخفاء جرائم العدو وإسكات صوت المقاومة،

وهذا ما عبر عنه الاعلاميان روني ألفا وغسان ريفي. فاعتبر الأخير أن العدو “الإسرائيلي” يعمل دائمًا في الظلام، ويستهدف الصحافيين ليخفي جرائمه، مؤكدًا أن العدو الصهيوني ارتكب مجزرته رغم معرفته بأن المكان المستهدف في حاصبيا هو لإقامة الصحافيين، مشددًا على انه واهم إن اعتقد أنه سيسكت صوت الحقيقة، فهناك دائمًا من سيكمل المسيرة ويكشف جرائمه.

ووضع ريفي جريم العدو بحق الصحفيين برسم كل نقابات الصحافيين في أنحاء العالم كله، وبرسم مدّعي السيادة في لبنان الذين يتحدثون عن أن القانون والقرارات الدولية هي التي تحمينا، لافتًا إلى أن نقابة المحررين ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة، على أمل أن يكون هناك صحوة لهذا المجتمع الدولي لكي يدين ويحاسب هذا الكيان الغاصب.

وفي نفس السياق، رأى الاعلامي روني ألفا أن هدف العدو “الإسرائيلي” من استهداف الإعلام المقاوم هو إيقاف سردية هذا الإعلام وإسكات صوت الحقيقة، ليتفرّد بسرديته التي ينقلها الإعلام الغربي لتكوين رأي عام دولي مؤيد له، ولذلك تعمد تحييد الصحفيين عبر قتلهم جسديًا وإلغاء صوتهم وصورتهم، ونشر الرعب في المؤسسات الإعلامية التي يظن العدو أنها ستمتنع عن استبدال هؤلاء الشهداء بصحافيين يكملون السردية الحقيقية، خالصًا الى أن هذا الإعلام هو صاحب عقيدة صلبة وليس أمامه إلّا الاستمرار برسالته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com