اخبار محليةالعرض في السلايدرمقالات

تشابه عقليات الانهزام والإجرام

21 سبتمبر || مقالات:

ارتباط وثيق وعميق بين عقليات الانهزام والإجرام الأول يمثل وجه النفاق والثاني الكفر والإجرام والله سبحانه وتعالى جمع بينهم قال تعالى ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ)) فمثلا حاخام اليهود الذي يمثل المرجعية الدينية “يقول: في الحرب لا رحمة يجب قتل النساء والأطفال والشيوخ وحتى البهائم ، يجب القضاء عليها وقبلها كانت تصريحات المجرم نتنياهو ورئيس الكيان أيضا.
واحدث تصريح كان لما يسمى وزير العدل في كيان الاحتلال عندما قال: إن حركة حماس ليست مثل الأردن ومصر، بل انها من الجحيم ولا يمكن السماح لها بحكم غزة، وحينما رد عليه المذيع (الجزيرة)اذا كانت حماس من الجحيم لأنهم قتلوا الفاً إلى الف ومائتين، فأين أنتم وقد قتلتم ما يزيد على مائة الف طفل وامرأة وهنا ينسحب من المقابلة .
الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت حينما هزم عند أسوار عكا الفلسطينية 1799م دعا إلى إقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين وإصدار بيان دعا كل يهود العالم إلى القدوم للقدس تحت حماية ورعاية الإمبراطورية الفرنسية.
الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس (بريطانيا) جاءت بعدهاعام1840م لترسل مبعوثا رسميا إلى السلطان العثماني يطالبه السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين وكان عددهم لا يتجاوز ثلاثة آلاف إنسان حتى عام1885م .
واتفقت سياسات الدول الاستعمارية الكبرى آنذاك (فرنسا وبريطانيا وروسيا وأمريكا) على توطين اليهود في فلسطين بموجب اتفاقيات التفاهمات لحماية المصالح المشتركة لهم.
ونشطت الجمعيات اليهودية بدعم لامحدود من حكومات الاستعمار في معظم الدول فتم إنتاج فيديوهات دعائية لصالح دعم الاستيلاء على أرض فلسطين وفق خطط معدة تحت إشراف السلطات الاستعمارية (خلال خمسة وعشرين عاما1926م تم الاستيلاء على 177 الف دونم وخلال الخمسة والعشرين القادمة سيتم الاستيلاء على مليون دونم وضمها لصندوق الأراضي اليهودية.
الفلسطينيون قاوموا تلك الإجراءات وقاموا بالعديد من الثورات إلا أن عقليات الانهزام والإجرام خذلوهم وأشاعوا ان الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود.
علماء المسلمين اصدروا فتواهم بتحريم بيع الأراضي للأجانب وخاصة اليهود.
الرئيس الأمريكي هاري ترومان الحاصل على ارفع وسام ماسوني اعترف بأنه تم طرد ما بين 5 – 6 ملايين فلسطيني واستبدالهم بمثل ذلك العدد من اليهود.
والملك السعودي عبدالرحمن آل سعود يلتزم بسياسة بريطانيا العظمى ولا يخرج عنها؛ ولا يمانع من إعطاء فلسطين “للمساكين اليهود ” أو غيرهم واتفق الشريف حسين على مناقشة مسألة توطين اليهود في فلسطين بعد الاستقلال من الحكم العثماني ولما بدا الاستقلال أعطوا وعدا لليهود (بلفور) ووعدا له نفذوا لليهود واخلفوا موعدهم معه وعمّدوا صدق وعدهم بقتل المتظاهرين وتدمير القرى والمدن وتشريد الأهالي منها بواسطة الجيش البريطاني والعصابات الصهيونية التي تم استقدامها تحت إشراف وتمويل سلطات الاحتلال، وتفاقمت عمليات التدمير اكثر بعد صدور وعد بلفور.
حيث تم تدمير أكثر من 531 قرية ومدينة من إجمالي 774 قرية ومدينة تدميرا كاملا وبما يعادل ثلاثة أرباع المساحة التي تحت سيطرة الاستعمار البريطاني تنفيذا للوعد “سلم لهم الأراضي الأسلحة والمناصب ومدهم بالقتلة والمجرمين من الفرق المدربة الخاصة مساعدة لهم لإكمال المهمة.
العقليات الإجرامية والانهزامية شنت دعايات تبرر جرائم اليهود والاستعمار ان أهل فلسطين باعوا أرضهم.
قامت الثورة الإسلامية في إيران وقطعت العلاقات مع اليهود وصرح المرشد الأعلى آية الله الخميني: “إسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول” وأعلن يوم القدس العالمي دعما لفلسطين، قامت الحرب بين العراق وإيران واستمرت لأكثر من ثمان سنوات وذلك تحت عناوين مواجهة المد الثوري وتتابعت الأحداث حتى رأينا الأنظمة العربية معظمها تتعامل مع اليهود وكيانهم المحتل وتتهم النظام الإيراني بالعمالة لليهود لكن الأحداث أثبتت أن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية بينما يدعم المطبعون كيان الاحتلال سرا وعلانية.
الإجرام الصهيوني يرتكب المجازر ضد الأبرياء من النساء والأطفال ويرتكب أبشع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والمنافقون يبررون ويباركون لهم ويعملون جاهدين على حصار المقاومة وامداد اليهود والحلف الصليبي الصهيوني بكل الإمكانيات التي يحتاج لها.
اعتمدوا منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني وتعاونوا مع اليهود عليها حتى وقعت على الاتفاقيات المفرطة بحقوق فلسطين وجاء الدور على بقية الحركات لمحاصرتها ووصف نضالها بالإرهاب وتم فتح السجون والمعتقلات لممثليها بموجب التفاهمات السرية والعلنية مع الحلف الصهيوني الصليبي، ورغم المحاولات بمنع التعرض لها ما بالك بدعمها لكن ذلك كان مستحيلا فالإملاءات والأوامر كانت صارمة.
إيران دعمت الحركات الجهادية سرا وعلانية
أما الانهزاميون فقد طبعوا علاقاتهم ووجهوا سياساتهم لخدمة اليهود والنصارى انحلالا في الأخلاق وإفسادا للمجتمعات وسعيا للفتن والفرقة بين المسلمين بعضهم ضد بعض .
غزة اليوم تعاني من تعاون وتكاتف الخذلان والإجرام وتحالفهم ضدها والآن لبنان يتم التضحية به لإرضاء القتلة والمجرمين ومع ذلك نجد معظم الأنظمة العربية تدعم وتؤيد كل تلك الجرائم ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).

بقلم/ طاهر محمد الجنيد*

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com