اخبار دولية وعربيةاخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

طوفان الهلع يجتاح المستوطنين والـXanax ينفد

أحمد فؤاد

بالرغم من الرقابة العسكرية الصارمة على إعلام العدو، تتسرّب بين الحين والأخر بعض الأرقام والإحصاءات التي توحي بحجم الخسائر المادية والنفسية الفادحة التي يتلقاها جيش العدو إثر وقع ضربات المقاومين من مختلف الجبهات لا سيما لبنان وفلسطين..،

أحد تلك الأرقام أورده تقرير للإعلام “الإسرائيلي” كشف فيه أنّ 300 ألف من المستوطنين طلبوا المساعدة النفسية، خلال عام بعد عملية “طوفان الأقصى”، ما يؤشر إلى أنّ الكثير منهم بات يعاني اضطرابات نفسية وتأثيرات صادمة إثر عدم وجود ملاذ آمن لهم في مستوطنات الشمال والجنوب.

أزمة الكيان، بعد عملية الطوفان، بدأت مع السبب الأول في نشأته، وهو توفير ملجأ آمن لكل مستوطن. وهذا الهدف سُحق تمامًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ليظهر هشاشة المجتمع الصهيوني على الملأ، وحجم الانقسامات التي تعصف بقياداته ووزرائه وجنرالاته..، فبعد عام من “طوفان الاقصى” دخلت الفكرة الصهيونية ذاتها عتبة الأفول، وكل ما يظهر في صورة الكيان الهش مجموعة عقد نفسية “هستيريا” نتجت عن تطبيق جبهة المقاومة لضغط أكبر ممّا تحتمله أعصابهم، والتلويح بأكثر ممّا يتصورونه، حتى في أسوأ كوابيسهم.

بالعودة إلى الإرقام، تتحدث وسائل إعلام العدو عن نسبة عدد المعاقين في الجيش “الإسرائيلي” أكثر من 9 آلاف جندي. وتشير الأرقام، بحسب القناة السابعة الإسرائيلية، إلى أن أكثر من ثلث المصابين بعد السابع من أكتوبر يُعالجون من أمراض عقلية 35% مقابل 21% منهم إصاباتهم جسدية.. وتضيف القناة أن الأمراض النفسية تسيطر على المجتمع الصهيوني، إذ ارتفعت نسب الاكتئاب وردود أفعال ما بعد الصدمة بنسب تقارب الـ 100%.

المجتمع الصهيوني اتجه، بعد نفاد بخار “القداسة الوهمية”، من القاطرة إلى “الإشباع المادي” للغرائز، فطبقًا لـ”معهد مكابي للأبحاث والابتكار”، زادت نسبة شراء “الإسرائيليين” للمهدئات بشكل غير مسبوق ووصلت إلى 204%، مقارنة مع حرب لبنان الثانية، والتي شهدت زيادة بنسبة 27% في شراء الأدوية المضادة للقلق.

شراء المهدئات هذا سيتسبب، من دون شك، بنفاذ أدوية الأعصاب (Xanax – Fluoxetine ..) في الكيان. إذ وفقًا لتقرير منظمة “مركز الإدمان والصحة النفسية في نتانيا”، الضغط النفسي في المجتمع “الإسرائيلي” ولّد إقبالًا متزايدًا على الأدوية المسبّبة للإدمان والمشروبات الكحولية والمخدرات بكل أنواعها. وخلص المركز إلى أن 25% من مختلف شرائح سكان الكيان قد اتجهوا للإدمان حلًا لأزماتهم النفسية. وبعبارة أخرى؛ إنّ مستوطنًا من بين كل 4 مستوطنين اتجه للإدمان، وتباعًا زادت الجرائم المسجلة في النصف الأول من 2024 بنسبة 7%، ما يفضح في النهاية الطبيعة المادية الهشة لهذا المجتمع المريض، ربما يكون قويًا على مستوى السلاح والدعم، لكنه مجتمع بلا روح، ذبلت حيويته، وتضعضعت أركانه، وانهارت فيه منظومة السلوك، وحتى القوانين ذاتها دهست وسط غبار الأزمة العاصفة.

شهادة العدو: انهيار وشيك!

كل هذه الإرقام والإحصاءات توضح تأثير الضغط النفسي إثر خسائر العدو.. فمن قتلهم الخوف أضعاف ممن قتلتهم الصواريخ والرصاص، وهذا ما يشهد عليه مراسل قناة الـ B.B.C في “تل أبيب”، كسرى ناجي، إذ وصف حال المجتمع “الإسرائيلي” هذه الأيام، في تقرير بثته القناة، فقال: “إن الغالبية تشعر بالإحباط العميق؛ لأنهم لا يرون نهاية لهذا الصراع”. وأضاف:”عندما تتحدث مع أي شخص، هنا، تشعر فورًا باليأس والعجز في حديثه”، موضحًا أن: “كثيرين يشكون في أنّه ليس لهم مستقبل هنا.. الكثير منهم يغادرون ويقولون: لا يوجد مستقبل لأولادنا هنا، علينا أن نربيهم في مكان آخر خارج المجتمع الذي بات لا يرى إلا اليأس..”.

“السعيد”: الهلع يسيطر على الكيان

“حال من الذعر” يعيشها الكيان الصهيوني على المستويات كلها، شعبيًا أو حكوميًا أو عسكريًا، بعد مرور عام كامل من “طوفان الأقصى”، هذا ما يؤكده الكاتب والسياسي المصري الكبير الدكتور مصطفى السعيد. وفي مقابلة خاصة لموقع “العهد الإخباري”، يشير السعيد إلى أن سيطرة حال الهلع والرعب داخل الكيان تجسدت في تصدي مستوطنين لطائرات شراعية صهيونية أطلقها الجيش في الجليل، ومدى خشية الداخل الصهيوني من مفاجأة كبرى تعصف بما تبقى من احتمالات للنجاة.

“سيد أحمد”: 2.5 مليون يرغبون في الفرار

“نتنياهو ورط نفسه في مستنقع جديد لن يتمكّن من الخروج منه”، هذا ما يؤكده الدكتور محمد سيد أحمد، وهو أستاذ الاجتماع السياسي في ىجامعة القاهرة. ورأى، في مقابلة خاصة لموقع “العهد الإخباري”، أن الأهداف البعيدة غالبًا ما تدفع المجتمعات إلى الشك وإلى الخلافات وإلى بوتقة صراع داخلي قد يكون أصعب من عدوها الخارجي. ويضيف “سيد أحمد” أنه كلما طالت الحرب وازداد صمود المقاومة وضرباتها تكبد العدو خسائر هائلة وانخفضت معنويات مستوطنيه، وبهذا تستنزف المقاومة العدو على المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وبذلك ينهار الكيان ويتفكك من الداخل”.

أحد أوجه التفكك التي تحدث عنها “سيد أحمد”، بدت واضحة في حالات الهروب الجماعي والهجرة العكسية لما يزيد عن مليون مستوطن، فوفقًا لإحصاءات “إسرائيلية” رسمية هناك ما يقرب من 40% من المستوطنين يرغبون بترك الكيان والعودة من حيث أتوا. وهذا بالتحديد ما يلفت اليه “سيد أحمد” إذ يؤكد أن الفشل سيؤدي إلى المزيد من الاحتقان الداخلي ومزيد من الشعور بعدم الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما سيدفع المستوطنين الصهاينة من اللجوء إلى الهجرة العكسية – طبقًا لرغبات المستوطنين- والتي تقدر الآن بنحو 2.5 مليون مستوطن ومرشحة للزيادة مع مستوطنين لا يشعرون بالانتماء لهذه الجغرافيا، فيفرون حفاظًا على أرواحهم.

بخلاف أي مجتمع بشري عادي؛ ما حققته حرب حقيقية متعددة الجبهات، متماسكة متعاضدة يشد بعضها بعضًا، هو أنها عرّت الجانب الأكثر انحطاطًا لطبيعة الكيان المؤقت، ليس أكثر. إذ إنّ المجتمع الذي قام على خرافة القوة القاهرة ووهم الردع الدائم، حين أحسن أن القوة وهم وأن الردع انتقل إلى الضفة الأخرى، بات مشلولًا عاجزًا، ليس أدل على ذلك من القرار الصهيوني بالتوغل البري في لبنان، على الأرض هناك من يتحدث من المراسلين العسكريين والجنرالات عن عصيان الجنود للأوامر العسكرية، وهروب من المعسكرات، وذعر بين الضباط، نحن نتحدث هنا عن وحدات نخبة جيش العدو، وعن هروب من الميدان لا من الخدمة، رأس حربة الكيان قد كسر على حدود الجنوب اللبناني، وشهادات المراسلين والضباط المنشورة في وسائل إعلام العدو تفضح ذلك.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com