الشهر الوردي.. شهر أكتوبر للتوعية حول الوقاية من سرطان الثدي
يعد شهر أكتوبر من كل عام شهراً مميزاً على الصعيد الصحي والاجتماعي، إذ يخصصه العالم للتوعية حول الوقاية من سرطان الثدي وعلاجه، ويتخذ اللون الوردي رمزاً لذلك ويسمى “أكتوبر الوردي”.
تهدف هذه الفترة لتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر ورفع الوعي حول مرض سرطان الثدي، الذي يعد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء على مستوى العالم.
وتبرز الحملات التوعوية مدى أهمية الفحص الدوري واكتشاف المرض في مراحله الأولى حيث تزيد فرص العلاج والشفاء.
وانطلقت المبادرة العالمية “أكتوبر الوردي” في أكتوبر 2006 إذ يتم تنفيذ حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.
الدراسات الحديثة أثبتت أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعاً في العالم متجاوزاً بذلك ولأول مرة في عام 2020 سرطان الرئة.
قد يصيب سرطان الثدي كلاً من الرجال والنساء، إلا إنه أكثر شيوعاً بين النساء، وقد يصيب ثُمن النساء خلال فترة حياتهن، ويُعد من أكثر أمراض السرطان المسببة للوفيات بينهن.
ففي عام 2020 تم تشخيص نحو 2.3 مليون امرأة أصيبت به، وحصد نحو نصف مليون حالة وفاة على مستوى العالم، وفي نهاية العام نفسه كان هناك 7.8 ملايين امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية.
ويحمل شهر “أكتوبر الوردي” الكثير من الأعمال والمساهمات للتوعية حول سرطان الثدي وسبل الوقاية منه وتقديم العلاج والعناية المنتظمة في حال اكتشافه في المراحل المبكرة والتي تمنع انتشار الأورام السرطانية إلى باقي أعضاء الجسم وبالتالي تمتع المرأة المصابة بجودة حياتها مثل أي شخص، بعيداً عن تداعيات المرض عند اكتشافه في مراحل متأخرة .
وقد ساعدت التوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدُّم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه، وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى.
وفي اليمن وضمن جهوده الرامية لنشر الوعي حول سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه، وفي إطار مسؤوليته المجتمعية؛ ينفذ صندوق مكافحة السرطان هذا العام 2024م الحملة الوطنية السادسة للتوعية بسرطان الثدي تحت شعار “اطمئني على صحتك”.
تهدف الحملة التي تستمر حتى 31 أكتوبر الحالي، إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول سرطان الثدي وأعراضه وعوامل الإصابة به وطرق الوقاية منه وطرق الفحص الذاتي للكشف المبكر، بما يسهم في خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عنه.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور عبد السلام المداني، أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين السرطانات الأكثر انتشاراً في البلاد وذلك نتيجة تدني مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الفحص الذاتي والكشف المبكر بالإضافة إلى العديد من العوامل المساعدة التي تسبب الإصابة بالسرطانات.
وأكد أن من أبرز العوامل المساعدة للإصابة بسرطان الثدي، التقدم في العمر، والتأخر في الحمل إلى ما بعد الـ 30 عاماً، وعدم الرضاعة الطبيعية، والتأخر في انقطاع الدورة الشهرية لما بعد عمر 55 سنة، والتدخين بكافة أنواعه، والسمنة المفرطة وعدم ممارسة الرياضة.
وذكر الدكتور المداني، أن سرطان الثدي، مرض قابل للشفاء إذا تم اكتشافه مبكراً، فكلما كان اكتشافه في مراحل مبكرة كلما زادت فرصة علاجه ونسبة الشفاء منه عالية، لافتاً إلى أهمية الحملة لتحفيز المجتمع ودفعه نحو الاهتمام بالصحة من خلال عمل الفحوصات الدورية بانتظام، والمسارعة لاستشارة الأطباء حال الاشتباه بظهور أحد أعراض سرطان الثدي الموضحة ضمن الرسائل التوعوية للحملة.
وأشار إلى أن هذه الحملة تعد السادسة ضمن سلسلة حملات توعوية بالأمراض السرطانية الأكثر انتشاراً في البلاد، والتي ينفذها الصندوق ضمن خطط وبرامج التوعية الصحية لأفراد المجتمع.
ودعا رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان، كافة أفراد المجتمع ومؤسساته إلى التفاعل الإيجابي مع الحملة والإسهام الفاعل في إنجاحها من خلال نشر الرسائل التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية لبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالصحة.
ويحدث سرطان الثدي عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية، تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، وتشكِّل كتلة أو ورماً، وقد تنتقل الخلايا من خلال الثدي إلى الغدد الليمفاوية، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
والنوع الأكثر شيوعاً من سرطان الثدي يبدأ في غدد إنتاج الحليب، ومن الممكن أن يبدأ أيضاً في أحد الفصوص الفرعية أو في غيرها من أنسجة الثدي، في معظم الحالات ليس واضحاً السبب الذي يجعل الخلايا السليمة في نسيج الثدي تتحول إلى خلايا سرطانية.
وقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر، ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها.
كما أثبتت الدراسات العلمية أن هناك العديد من العوامل المساعدة التي تتسبب في الإصابة بهذا السرطان ومن أبرزها: التقدم في العمر، إذا تجاوزت المرأة سن 55 فإنها أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، ومن خلال إصابة الأقارب من الدرجة الأولى (بسبب الوراثة)، فيجب القيام بالفحص الدوري لسرطان الثدي وسرطان المبايض، وكذا التأخر في الحمل بعد عمر 30 سنة، أو عدم الحمل.
ومن العوامل أيضاً عدم الإرضاع طبيعياً فالرضاعة الطبيعية تقي النساء من الإصابة بسرطان الثدي، وكذا البلوغ في سن مبكرة قبل 12 سنة والتأخر في انقطاع الدورة الشهرية بعد عمر 55 سنة..
ومن العوامل كذلك بعض أنواع العلاج مثل العلاج بالأشعة أو العلاج الهرموني أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، والتعرض للإشعاع في عمر مبكر (قبل الثلاثين).
وتتضمن العوامل المساعدة التي تسبب الإصابة بسرطان الثدي، إصابة سابقة بأورام خبيثة في الثدي أو بعض أنواع الأورام الحميدة، والسمنة وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين بكافة أنواعه.
ويساعد إجراء تغييرات حياتية على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي ومنها الفحص الذاتي والفحوصات الدورية السريرية، الحد من العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، تجنب المواد الكيميائية المرتبطة بالسرطان، ممارسة الرياضة، الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي صحي.
وتسهم معرفة العوامل المسببة لسرطان الثدي وتعزيز الوعي بعلاماته وكيفية اكتشافه وعلاجه وطرق الوقاية في تقليل حالات الإصابة، فضلاً عن أن الاكتشاف المبكر يساعد في الشفاء بنسبة عالية تصل إلى 95 بالمائة.