عادات النوم الجيدة للأطفال
كثير من الأولاد متعبون عند أوقات النوم ولا ينامون بسهولة، وطوال مرحلة الطفولة، يقضون حوالي 40٪ من وقتهم في النوم؛ حيث إن النوم أمر حيوي لنمو الطفل العقلي والبدني، والأطفال الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، لديهم صعوبة في السيطرة على عواطفهم، مما قد يعكر مزاجهم، كما أنهم أكثر عرضة لمشاكل السلوك؛ حيث يجدون صعوبة في الانتباه والتعلم، ومشاكل زيادة الوزن.
لذا من المهم أن تفعل الأم كل ما في وسعها لمساعدة طفلها على الحصول على النوم الذي يحتاجه، فالمواعيد المنتظمة للنوم تؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل في الحصول على نوم عميق في أفضل حالاته، كذلك عمل عادات النوم الجيدة بشكل ثابت تساعد طفلك على النوم، والبقاء نائماً، والاستيقاظ مبكراً ومنتعشاً، كما يمكن لعادات النوم الجيدة أن تساعد أيضاً على تقليل الضغط أثناء وقت النوم.
ورغم أنه لا توجد قواعد صارمة وسريعة لوقت النوم، وكل طفل يختلف اعتماداً على مزاجه، ويقدم د.سمير نسيم العبد من فريق كل يوم معلومة طبية الاقتراحات التالية للبدء:
1- جعل النوم أولوية للأسرة: عن طريق تعيين موعد للنوم والاستيقاظ لجميع أفراد العائلة والتأكد من اتباعهم له– حتى في اجازة نهاية الأسبوع- ويمكن القول إن الأطفال يحصلون على قسط كاف من النوم عندما يغفون في غضون 15 إلى 30 دقيقة من الذهاب إلى الفراش، ويستيقظون في الصباح بسهولة، ولا يغفو خلال النهار.
2- التعامل مع صعوبات النوم: علامات مشاكل النوم تشمل صعوبة في النوم، والاستيقاظ ليلا، والشخير، ومقاومة الذهاب إلى الفراش، وصعوبة في التنفس أثناء النوم، والتنفس بصوت عال أثناء النوم، ويمكن ملاحظة صعوبات النوم أثناء النهار في السلوك كذلك.
لذا إذا كان طفلك يبدو عليه التعب، والنعاس، أو غريب الأطوار خلال النهار، أخبري الطبيب، وأهمية الطبيب في هذا الوضع هو أن أسباب صعوبات النوم قد تكون بسيطة مثل اللوزتين واللحمية، وهو ما يمكن تحديده خلال الفحص الروتيني.
3 – العمل كفريق واحد: من المهم الاتفاق على استراتيجية النوم لطفلك مع زوجك مسبقا والعمل معا كفريق واحد للقيام بها على الدوام، فخلاف ذلك، يجعل من غاية الصعوبة أن يتعلم أو يتغير سلوك طفلك فيما يخص النوم.
على الجانب الآخر- والأهم- اجعلي طفلك بنفسه جزءا من الفريق من خلال شرح خطة النوم ومواعيده الجديدة له إذا كان عمره كبيرا بما يكفي للفهم، ويمكنك أن تحاول استخدام الرسم لمساعدة طفلك على تعلم الروتين الجديد.
4 – النظام: الأطفال يحبون ذلك، فإنهم أن تربوا على ذلك سيأتي بنتائج، في الواقع، وجد أن النوم ليلا بانتظام يحسن مشاكل النوم. روتين وقت النوم ليلا يساعد طفلك على تعلم الشعور بالنعاس في نفس الوقت كل يوم. والروتين في ميعاد النوم يوفر الشعور بالأمن والسيطرة، كما يمكن أن يقلل من الضغط أثناء النوم ويساعد على جعله وقتاً خاصاً.
ليس هناك روتين نوم مناسب للجميع، ولكن بصفة عامة، ينبغي أن يشمل روتينك كل الأشياء التي يحتاجها طفلك قبل الذهاب إلى النوم، بما في ذلك تنظيف الأسنان و الاستحمام، وتناول وجبة خفيفة أو شرب ماء، كما أن طفلك قد يرغب في أن تقرأي له، أو تتحدثي إليه، أو أن يسمع قصة.
5 – الوجبات الخفيفة لوقت النوم: يحتاج الأطفال إلى أكثر من ثلاث وجبات يومياً، حتى وجبة خفيفة صغيرة قبل النوم يمكن أن تساعد في تغذية أجسامهم خلال الليل. المهم هو الاعتماد على خيارات صحية تشمل الحبوب الكاملة أو الحبوب مع الحليب، أو حتى قطعة من الفاكهة.
على الجانب الأخر ينبغي الحذر وتجنب الوجبات الكبيرة جداً وخاصة مع الأطفال الأكبر سناً، وذلك لأن المعدة الممتلئة يمكن أن تتداخل مع النوم.
6 – الملابس ودرجة حرارة الغرفة: الجميع ينام أفضل في غرفة جيدة التهوية، غير باردة في الوقت نفسه. ولمزيد من الراحة المثلى، هناك قاعدة جيدة، وهي أن تلبسي طفلك في الأساس كما تفعلين مع نفسك، مع الأخذ في الاعتبار أن الأطفال الأصغر سناً غالباً يركلوا الغطاء في الليل وغير قادرين على تغطية أنفسهم .
7- بيئة النوم: تأكدي من أن غرفة النوم مظلمة وهادئة ومستوى الضوضاء في المنزل منخفض، وإذا كان طفلك لا يحب غرفة مظلمة تماما يمكن استخدام إضاءة خفيفة أو ترك الضوء في الصالة والباب مفتوح إلى غرفة النوم.
8 – الأمان: وقت النوم يعني الانفصال عن الأم، ويمكن أن يتم تعويض ذلك على نحو أسهل مع كائن، مثل دمية، دب، وبطانية، أو غيرها من الأشياء المريحة؛ حيث يمكن لهذا الكائن توفير الشعور بالأمن و الراحة والتحكم الذي يطمئن طفلك قبل النوم.
9 – شيء واحد أخير: الأطفال يسألون دائماً عن هذا الشيء الأخير، كالقبلات، العناق، شربة ماء، استخدام الحمام، قراءة كتاب، لذا ابذلوا قصارى جهدكم لاستباق كل ذلك من خلال دمج هذه الطقوس الصغيرة في روتين وقت النوم. بهذه الطريقة يمكنك الحصول عليها قبل وضع طفلك إلى السرير، وهكذا يعرف طفلك أنه بمجرد وجوده في السرير، عليه البقاء، ولن يجد داعي للقيام من سريره لطلب قبلة أو عناق ما قبل النوم. ورغم كل ذلك إذا ظل طفلك يقوم من سريره في وقت النوم، فلا تنفعل، بل امسكه من يده واذهب به إلى السرير. أما إذا كنت ستجادل أو تعطي أوامر، فأعلم أنك ستزيد من استيقاظه وانتباهه وتأخير النوم. حاول أيضاً ألا تعطي فرصة لـ”فقط هذه المرة”، إلا في أضيق الحدود؛ حيث إن هذا الاستثناء بتكراره سيصبح قاعدة.