اليوم العالمي للشاي.. حقائق تاريخية مثيرة عن المشروب الأشهر عالميًا!
إذا بحثت في “جوجل” عن اليوم العالمي للشاي، فستجد تاريخين مختلفين هما 15 كانون الأول و 21 أيار لكن الاحتفال بهذا اليوم في أيار بدأ فقط عام 2019.
قبل ذلك كانت كبرى الدول المنتجة للشاي مثل الهند وسريلانكا، هي التي تحتفل بما يطلق عليه اسم “اليوم العالمي للشاي”.
وفي التاسع عشر منكانون الأول عام 2019 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 21 أيار من كل عام يوما عالميا للشاي في كل دول العالم.
اعتمدت الأمم المتحدة في قرارها هذا على حقيقة أن إنتاج الشاي وتجهيزه وبيعه يشكلون مصدر رزق لملايين الأسر ويساهمون في توفير فرص العمل وتمكين المرأة والتنمية الريفية وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية والأشد فقرا.
وذلك بالإضافة إلى الفوائد الصحية والأهمية الثقافية للشاي.
—تاريخ الشاي:
تغيرت الطريقة المفضلة للتعامل مع أوراق الشاي على مدار ثلاثة قرون، وعبر القارات، لكن الشغف بهذا المشروب وحبه ظلا راسخين.
وكان الشاي هو الرفيق الدائم للإنسان، مع قوافل الجمال، والثورات السياسية، وحتى تخزين بعض منه للحياة ما بعد الموت.
ونستعرض هنا عشرة حقائق مذهلة عن الشاي، لا يعرفها حتى أشد الناس حباً لهذا المشروب.
1- أول دليل على استهلاك الشاي يرجع إلى مئتي عام قبل الميلاد في الصين.
(قرابين الشاي دُفنت مع الموتي في الصين قبل الميلاد بمئتي عام)
عُثر في مقابر “يانغ لينغ” في وسط الصين على قرابين في غرف الدفن، من بينها كعك مجفف من الأوراق.
وبتحليل هذه الأوراق، عُثر على مواد الكافيين والثيانين، ما يثبت أنها أوراق شاي دُفنت مع الموتى لأخذها معهم إلى العالم الآخر.
وأثبت هذا الاكتشاف أن تاريخ استهلاك الشاي يسبق التاريخ المعروف سابقاً بحوالي مئتي عام.
2- كل أنواع الشاي مصدرها نبتة واحدة.
(تلال الكاميرون في ماليزيا من بين أفضل مناطق زراعة الشاي في العالم)
كل أنواع الشاي تأتي من نبته “كاميليا سينينسيس”.
وتستخدم كل أوراق هذه الشجيرة الصغيرة لإنتاج الشاي.
لكن اختلاف أنواع الشاي يرجع لاختلاف مناطق وظروف نمو النبات، وعمليات الإنتاج.
3- تجربة دينية
(طقوس الشاي في اليابان أصبحت لها شهرة عالمية)
جُلب الشاي إلى اليابان من الصين، على يد الكهنة والقوافل اليابانية في حوالي القرن الميلادي السادس. وسرعان ما أصبح مشروب رجال الدين.
وعلى مدار عقود، أصبح الشاي الأخضر مشروبا أساسيا بين المثقفين وأفراد الطبقة العليا.
وأخذ الرهبان البوذيون تناول الشاي من الصين في القرن الخامس عشر الميلادي، لكن اليابانيين حولوه إلى شعيرة خاصة بهم، فأصبح تقليدا شبه ديني.
4- قافلة الشاي الروسية
(شاي القوافل الروسي يستمد اسمه من القوافل التي عبرت القارات لتجلب الشاي إلى روسيا قديما)
حصل الروس على إمدادات الشاي عن طريق القوافل القادمة من الصين.
وكانت قوافل الجمال تسير على مدار شهور، تحمل الشاي عبر القارات.
وكان دخان النار التي يوقدونها ليلا يتسلل إلى حمولة القافلة من الشاي، وعند وصولهم إلى موسكو أو سانت بطرسبرغ، كان الشاي يصبح مدخنا، وهو ما يميز شاي القوافل الروسي الذي نعرفه اليوم.
5- إنهاء الاحتكار الصيني
(الشاي الذي ينمو في دارجيلينغ بالهند يُعرف بنكهته الزهرية)
شهد القرن السابع عشر قطيعة دبلوماسية بين الصين والإمبراطورية البريطانية، ما دفع بريطانيا للبحث عن مصدر بديل للشاي.
ولجأت شركة الهند الشرقية، المتحكمة في التجارة العالمية آنذاك، لعالم النباتات الاسكتلندي، روبرت فورتشن، المعروف باهتمامه بجمع أنواع البهارات النادرة وبيعها للطبقة الأرستقراطية.
وكُلف “فورتشن” بالذهاب متخفيا إلى الصين، وتهريب نبات الشاي للهند، لتكوين صناعة موازية.
ونجح بالفعل في تهريب 20 ألف من النباتات والبذور من الصين إلى “دارجيلينغ”، لكنه فوجئ بالشاي ينمو بشكل بري هناك.
ويرجع الفضل لهذه العملية السرية في تحول الهند إلى معقل لإنتاج الشاي لاحقا.
6- شاي بالحليب؟
(انجلترا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تضيف الحليب إلى الشاي)
كان النبات الذي عُثر عليه اشتقاقا من نبتة الشاي الأصلية، يحمل اسم كاميليا سينينسيس آساميكا.
ومذاق شاس “آسام” أفضل وهو لونه داكن وهو أخضر، إذ أن عملية الأكسدة التي تتسبب في اسمرار أوراق الشاي تقلل من النكهة الزهرية، وتضيف نكهة أقوى.
وكان خليط شاي الإفطار الإنجليزي يحتوي على شاي “آسام”، ما جعله ذو نكهة قوية، ودفع الناس إلى إضافة الحليب.
ويستمر حتى الآن إضافة الحليب إلى الشاي في المملكة المتحدة، لكن في أنحاء أخرى في أوروبا، نادرا ما يُضاف الحليب.
ويرجع ذلك إلى استيراد هولندا للشاي من منطقة جافا في إندونيسيا، والذي كان خفيفا بحيث لا يحتاج إلى الحليب، حتى أصبحت طريقة الشائعة في فرنسا وأسبانيا وألمانيا.
7- شاي على شطائر الخبز؟
(حاول البعض وضع الشاي مع الزبدة على شرائح الخبز)
كانت بدايات بيع الشاي في لندن على يد توماس غاراواي عام 1657، وسادت حالة من التخبط حول الطريقة المثلى لاستهلاكه.
وكان سلعة رفاهية آنذاك، لا يقدر الكثيرون على تحمل نفقة شرائه، فأصبح مرغوبا وعلامة على الثراء.
لكن لم يعلم الكثيرون طريقة استخدامه.
وثمة مصادر تشير إلى محاولات نقع أوراقه، أو أكلها، أو وضعها على شطائر الخبز مع الزبدة.
8- انتصار الشاي على القهوة
(رغم شهرة القهوة التركية عالميا، إلا أن الشاي هو المشروب الشعبي الأول في تركيا)
كانت تركيا دائماً السوق الأكبر للشاي في العالم.
ويأتي معظم الشاي التركي من المنحدرات الخصبة في ولاية ريزة، على الساحل الشرقي للبحر الأسود.
ورغم الشهرة العالمية للقهوة التركية، إلا أن المشروب الأكثر شعبية في تركيا هو الشاي.
9- تأجيج الثورات
(احتجاجات الشاي كانت خطوة نحو حرب الاستقلال الأمريكية)
في عام 1773، كان سكان مدينة بوسطن الأمريكية في حالة ثورة ضد الحكم البريطاني.
وهنا ظهر حزب حفل الشاي في بوسطن، الذي احتج على فرض الحكومة البريطانية ضريبة على الشاي.
وفي عتمة الليل، هجم ثوار أمريكيون على ثلاثة سفن بريطانية كانت في مرسى ميناء بوسطن، وأغرقوا 342 حاوية شاي في المياه.
وكانت هذه الاحتجاجات خطوة نحو حرب الاستقلال الأمريكية.
10- تعرف على أشهر أنواع الشاي
1. الشاي الأسود
2. الشاي الأخضر
3. الشاي الأصفر
4. الشاي الأبيض
5. شاي الأعشاب: شاي البابونج، شاي الكركديه، الشاي الأحمر.
وبالطبع، الرشف هو الطريقة المثلى للتعرف على نكهة ومذاق الشاي.
—العرب والمشروب الساخن:
عرف العرب الشاي بشكل فعلي مع القرن الـ19، ولاقى انتشاراً في سوريا ومن قبله تركيا، بعد ترخيص الحكومة العثمانية استيراده، ثم انتشر بشكل أكبر في العالم العربي كله، وفي حين أنه بدأ مشروب نخبوي في دول مثل مصر مع الاحتلال الإنجليزي عام 1882، لكنه أصبح شعبوياً بعد ذلك مع الحرب العالمية الأولى التي كانت بين عامي 1914 و1918، كما تشير مراجع ومنشورات في صحف مصرية آنذاك.
وقد يعزف البعض عن شرب القهوة، لكن الشاي يحتفظ بمركزه الثاني كأكثر المشروبات تناولاً بعد المياه، بحسب الأمم المتحدة، وهو رفيق شبه دائم في السهرات، وبين الضيف والمضيف، حتى باتت الدعوة إلى شربه تحمل عدة أوجه، فهو في بعضها دعوة للصلح، وفي بعضها الآخر للضيافة أو بداية للحظات تخطيط أو مع الساعات الأولى في العمل، بعبارة مختلفة والمعنى واحد “تعالَ اشرب شاي”.