انتشار مرض خطير ومعدٍ بين جنود الاحتلال بغزة
أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الإثنين، إصابة جنود الاحتلال في غزة بمرض خطير، ووجود إصابات بالجملة ونقلها للمستشفيات.
وكشفت “يديعوت أحرونوت” عن انتشار خطير وغير عادي لبكتيريا “الشيجيلا” بين جنود الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ووجود إصابات بالجملة بالأمراض المعوية تم تسجيلها بين جنود الاحتلال.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “عمون”، عن مصادر صحيفة إسرائيلية، أن هناك ارتفاعًا غير عادي في إصابة جنود الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في الحرب على قطاع غزة بالأمراض المعوية، خاصة بكتيريا “الشيجيلا”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في تقرير لها، نشرته اليوم الإثنين، “أن بكتيريا “الشيجيلا” تنتشر بشكل كبير بين جنود الجيش الإسرائيلي، حيث يعاني الكثير منهم من الإسهال الشديد والارتفاع المستمر بدرجة حرارة أجسامهم”.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” في تقريرها أنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة بدأت التبرعات الغذائية من بعض المصادر الداعمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تصل إلى الجنود، حيث ظهرت بعد ذلك زيادة كبيرة في الأمراض المعوية بينهم بسبب عدم صلاحية الكثير من تلك المواد الغذائية.
وذكرت الصحيفة أن نتائج الفحوصات، التي أجريت لجنود الاحتلال، كشفت عن إصابتهم ببكتيريا تسبب “التهابا واضطرابا في الأمعاء”، وتسبب في كثير من الحالات إسهالًا شديدًا وارتفاعًا في درجة الحرارة.
ويقول مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام في أسدود، الدكتور تال بروش، عن البكتريا التي أصابت جنود الاحتلال في غزة: “لقد تفشى الإسهال بين الجنود في الجنوب، وفي مناطق التجمع، وفي وقت لاحق أيضا بين الجنود الذين ذهبوا إلى القتال داخل غزة”.
وأضاف تال بروش “لقد تم تشخيص الإصابة ببكتيريا الشيجيلا التي تسبب مرض الزحار، وهذا مرض خطير للغاية، كما تفشى المرض بين المقاتلين في غزة. وتتم الإصابة ببكتيريا الشيجيلا من خلال الاتصال المباشر بين شخص وآخر أو من خلال الطعام”.
يذكر أن الإصابة ببكتيريا “الشيجيلا” تتم من خلال الاتصال المباشر بين شخص وآخر أو من خلال الطعام، وعدوى الشيجيلا أو داء الشيجيلات هي عدوى معوية تسببها فصيلة بكتيرية تُعرف باسم “الشيجيلا”. وتظهر أهم علامات الإصابة ببكتريا الشيجيلا في شكل الإسهال، وعادةً ما يكون مدممًا.
أعراض الإصابة ببكتريا الشيجيلا
وتؤكد الأبحاث الطبية أن عدوى “الشيجيلا” معدية جدًا، ويصاب الأشخاص بالشيجيلا عند ملامسة كميات صغيرة من البكتيريا من فضلات شخص مصاب بالشيجيلا ويبتلعونها. على سبيل المثال، يمكن أن يحدث ذلك بين العاملين الذين لا يغسل أيديهم جيدًا بما يكفي، أو أثناء التدريب على استخدام المراحيض، ويمكن أن تنتقل أيضًا بكتيريا الشيجيلا من خلال الأطعمة الملوثة أو بسبب شرب مياه أو السباحة في مياه ملوثة.
وتشير الأبحاث الطبية إلى أن علامات وأعراض الإصابة بعدوى الشيجيلا تظهر عادةً بعد يوم أو يومين من التعرض للبكتريا، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوع للإصابة بالمرض.
وتشمل أعراض الإصابة ببكتريا الشيجيلا الخطيرة (الإسهال، يحتوى عادةً على دم أو مخاط، وآلام المعدة أو تقلصات المعدة المؤلمة، والحُمَّى، الغثيان أو القيء)، وتستمر الأعراض بوجه عام لمدة خمسة إلى سبعة أيام. وفي بعض الحالات، قد تستمر لفترات أطول. وبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض بعد الإصابة بعدوى الشيجيلا. بالرغم من أنهم يصيبون من يخالطهم بالعدوى.
مضاعفات خطيرة للإصابة ببكتريا الشيجيلا
وعن مضاعفات بكتريا الشيجيلا أكدت الأبحاث أنها “قد تستغرق عودة عملية التبرز إلى حالتها الطبيعية بضعة أسابيع وربما شهور، وتكون مضاعفاتها (الجفاف، حيث يؤدي الإسهال بشكل مستمر إلى الجفاف، وتشمل مؤشرات هذه الحالة وأعراضها الدوار والدوخة وقلة الدموع عند الأطفال، والإصابة بداء العيون الغائرة، الجفاف الشديد يمكن أن يؤدي إلى الصدمة والموت.”
كما يعاني المصابين ببكتريا الشيجيلا من الحُمى الشديدة، وتدلِّي المستقيم، في هذه الحالة، قد يؤدي الضغط أثناء التبرز أو التهاب الأمعاء الغليظة إلى خروج الغشاء المخاطي أو بطانة المستقيم، مع متلازمة انحلال الدم اليوريمية.
ومن المضاعفات النادرة لداء الشيجيلا، الناتجة عادةً عن نوع من البكتيريا القولونية، تؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، وكذلك انخفاض عدد الصفيحات الدموية (نقص الصفيحات) والفشل الكلوي الحاد.
كما تؤدي الإصابة ببكتريا الشيجيلا إلى تضخم القولون السمِي، وتحدث هذه المضاعفات النادرة عندما يصاب القولون بالشلل، ويمنعك من التبرز ما يؤدي لألم المعدة والتورم والحمى والضعف، إذا لم تتلقى علاج لتضخم القولون السُّمِّيِّ، يمكن أن يؤدي لتمزق القولون، مسببًا التهاب وعدوى تهدد الحياة وتتطلب عملية جراحية طارئة.