اخبار محليةمقالات

الشيطان الاخرس

آخر مآسي العرب في عصر القيادة السعودية لهم ، العدوان السافر الذي تشنه السعودية على الشعب اليمني ، بذرائع تضحك الثكلى ، بينما العالم العربي لا يحتج ولا يعترض فحسب ، بل يتسابق الحرب ، او هكذا تريد ان تظهرالسعودية الوضع ، في المشاركة في قتل اطفال ونساء اليمن ، عسى ان تنظر السعودية لهم نظرة اشفاق وتمدهم ببعض دولاراتها النفطية ، عسى ان تسد حاجاتهم.

كلامنا هنا ليس موجها الى من باع شرف الكلمة لعصبية مذهبية مذمومة ، او لحقد طائفي او قومي اعمى ، فهولاء ليسوا من صنف البشر في اعتقادنا ، فهؤلاء “دواعش” الكلمة  واغلبهم من الخليجيين العاملين في الاعلام السعودي والقطري ، ولكن حديثنا موجه الى العرب الذين يلوذون بالصمت ، وهم يشاهدون المجازر التي ترتكبها السعودية ضد اطفال ونساء اليمن ، فهؤلاء لا يمكن وصف حالهم  الا بكلمة واحدة وهي “العار” ، فليس هناك من كلمة اليق بحالهم من هذه الكلمة ، والا ماذا يمكن ان نطلق على هؤلاء العرب ، وهم يشاهدون اخوة لهم في القومية والدين تمزقهم خفافيش السعودية وتهدم بيوتهم على رؤوسهم ، دون ان ينبسوا ببنت شفه ، خوفا من ان تقطع ارزاقهم

في الوقت يطالب فيه الصليب الاحمر الدولي من السعودية وقف هجماتها على اليمن لمدة 24 ساعة ، او ساعتين كل يوم على الاقل ، لتقديم المساعدات الانسانية لعشرات الالاف من النساء والاطفال ، وتقديم العلاج لالاف الجرحى ، يأتي الجواب من الرياض بالرفض ، دون ان يثير هذا الموقف السعودي المتغطرس ، المشاعر الانسانية داخل هؤلاء العرب ، او ان يوقظ ضمائرهم التي دخلت في غيبوبة الدولارات النفطية السعودية.

ان الحالة الصعبة التي يعيشها اليمنيون تحت القصف السعودي ، ليست من نسج خيال صحفيين واعلاميين يتعاطفون مع الشعب اليمني ، بل هي حقيقة تؤكدها التقارير الاممية ، فهذا روبرت مارديني رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى  اعلن وبشكل واضح انه لابد من الوقف الفوري للقتال في اليمن ، ففرص بقاء الجرحى على قيد الحياة تعتمد على التحرك خلال ساعات وليس أيام.

دبلوماسيون في الامم المتحدة اعلنوا ان السبب وراء رفض السعودية طلب الأمم المتحدة إيصال المساعدات الطبية وإسعاف الجرحى وإخلاء المصابين ، جاء ردا على رفض المنظمة الدولية دعم العدوان السعودي.

يبدو ان السعودية التي اعتادت شراء ذمم بعض العرب في الجامعة العربية وفي الاعلام الماجور ، كانت تتصور ان بالامكان فعل ذلك مع العالم اجمع ، حيث وصل الامر بها الى محاولة شراء ذمم حتى اعضاء منظمة الامم المتحدة للتغطية على سياساتها وجرائمها في اليمن.

وامام صمت العرب ازاء المجازر التي ترتكبها السعودية ضد الشعب اليمني ، ورفضها تقديم اية مساعدات انسانية للمدنيين ، وحتى الاجانب العالقين داخل اليمن ، بعد ان اغلق العدوان كل المطارات والموانىء ، دعت روسيا مجلس الأمن للضغط من أجل تعليق الهجمات الجوية السعودية في اليمن للسماح بإجلاء المدنيين الأجانب والدبلوماسيين، وكذلك لادخال المساعدات الانسانية بشكل سريع وآمن ودون تعطيل.

وجاء في مشروع القرار الروسي أن أي تعويق للمساعدات الإنسانية وعمليات الإجلاء يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني.

البيان الروسي الداعي لتعليق الهجمات السعودية على الشعب اليمني ، من اجل ايصال مساعدات انسانية الى عرب ومسلمين يمنيين ، كان يجب ان يصدر عن الجامعة العربية او عن الدول العربية ، وليس عن روسيا ، كما كان العرب اولى من روسيا بوصف جرائم ومجازر السعودية ضد اليمنيين بالانتهاك الخطير للقانون الدولي ، فما يجري في اليمن هو صراع بين حق يمني واضح ، وباطل سعودي سافر ، وشتان بين الاثنين ، فكل ثروات آل سعود تعجز عن جعل باطلهم حقا ، او جعل حق اليمنيين باطلا ، فكل ما تروجه الامبرطوريات الاعلامية الخليجية مثل قناتي “العربية” السعودية و “الجزيرة” القطرية ، عن العدوان السعودي على اليمن ، ليس سوى فعل شيطان اخرس.

بقلم: نبيل لطيف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com