مقالات
رؤساء اليمن خلف قضبان المحكمة …بقلم / عابد المهذري
علي عبدالله صالح يشهد بكفاءة أبوأحمد الحوثي ..
أكثر من يهتم ويراقب أداء وأعمال اللجنة الثورية العليا يدقق في كل صغيرة وكبيرة بشكل يومي لأعمالها المتعلقة بإدارة شئون الدولة هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح .. الذي بلاشك ومن واقع تجربته الطويلة في الحكم على مدى 33 عاما قضاها رئيسا لليمن .. فإنه يقف مذهولا ومشدوها الى حد كبير بقدرة رئيس اللجنة الثورية أبواحمد محمد علي الحوثي في القيام بمسئوليات وواجبات رئاسة الجمهورية بنجاح لافت في وضع صعب ومرحلة عويصة كالتي تعيشها بلادنا في هذه المرحلة وتحديدا هذا العام تحت قصف وحصار وحرب تحالف العدوان السعودي الامريكي المتصهين على الشعب اليمني .
خبرة ومعرفة صالح المتراكمة في ثلاثة عقود من حكم اليمن ودرايته الشاملة بتفاصيل الأمور ومكامن التعقيدات ونقاط الضعف ومفاتيح التحكم بالقرار وطرق وأساليب العمل للرجل الاول في السلطة .. تجعله كرئيس سابق يتوقف حائرا أمام نحاحات محمد الحوثي .. متأملا في تجاوزه للعوائق وتغلبه على التحديات واستطاعته وفريق عمله العبور بالوطن الى مرافئ الأمان .. من حيث لم يتوقع أحد وبثقة وعبقرية تجعل صالح مطننا يسأل نفسه : كيف استطاع هذا الشاب فعل كل هذا ؟!
شاب صغير تجاوز الكبار في عام واحد
………………..
السؤال الذي لا يجد له صالح من إجابة تشفي حيرته واندهاشه .. خاصة وهو يسأل نفسه : هل كنت سأستطيع ادراة دفة الحكم لو كنت رئيسا في ظل هذه الظروف المعقدة التي لم تمر بها اليمن عبر التاريخ !!
هل كان صالح أو هادي أو حتى الحمدي أو علي ناصر والبيض وغيره من الرؤساء السابقين الذين حكموا اليمن قادرين على الإمساك بزمام الأمور اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا وإداريا ومجتمعيا بذات القدر من القوة والتماسك الذي قام به أبوأحمد الحوثي في وقت لا يشجع أي رئيس على النجاح ودولته المنهكة تعاني التفكك والفساد والاضطرابات وخواء الخزينة .. وتواجه حربا عدوانية غاشمة من أقوى وأغنى دول العالم دمرت ماتبقى من منشآت خدمية وبنية تحتية وفرضت حصارا على الموانيء والمطارات وحشدت الجيوش والقوات العسكرية لاجتياح واحتلال البلد بالقوة الباطشة وأوقفت النشاط التجاري والاستثماري والصناعي وأوقفت مصادر ايرادات الدولة من الانتاج النفطي والجمركي والضريبي والمساعدات والقروض الخارجية وحتى الحوالات المالية للمغتربين ولم تترك مصدر دخل قومي إلا ومنعته وحالت دون استفادة الحكومة والسلطات اليمنية منه لدرجة قصف المنافذ البرية والبحرية والجوية واخراجها عن الجاهزية وتعطيل دخول البضائع والأغذية والمشتقات البترولية والدواء والمتطلبات الضرورية للحياة الى اليمن سعيا الى تركيعه ودفعه للاستسلام والانهيار التام .. لكنها فشلت ونجحت اللجنة الثورية بقيادة شاب ثلاثيني مغمور قادم من أرياف صعدة كمواطن يمني أشعث أغبر من ابناء الناس العاديين ينتمي لطبقة البسطاء الكادحين .. ليخوض تجربة جديدة ويتولى منصبا كبيرا ومهام جسام كان الكثيرين يرونها أكبر منه ويراهنون على عدم قدرته تحمل أعبائها الوظيفية لانعدام الهبرة ومحدودية العلاقة وانعدام العوامل المساعدة على تحقيق نجاح ضئيل .. لكن محمد علي الحوثي فعلها بمستوى فاق توصيف المفاجأة اذا نظرنا لأداه خلال عام واحد من باب التقييم وتسجيل الانطباع .. بعيدا عن العواطف والمجاملات .. قريبا من رصد حذافير المشهد من زوايا متعددة ووضعه تحت مجهر الواقع المعاش وفوق ميزان المحاكمة العادلة للإدلاء بشهادة صادقة بالتحليل والقراءة والمقارنة .. وصولا الى فهم الحقيقة بالشكل التي هي عليه من البروز الواضح الذي يتعامس الجميع عن رؤيته أو يتعمدون تجاهله لاسباب متفاوتة .. بات من الضروري جدا ان يعيها كل مواطن يمني ونحن نضع الرؤساء الممنوعين من اللمس خلف قضبان محكمة الوطن الشعبية ..
وبإسم الثورة نكمل جلسة المرافعة في الحلقة القادمة مع ابواحمد الحوثي .