بعد تصعيد الكيان الصهيوني.. فصائل المقاومة تتوعده بأيام سوداء وتؤكد استمرار المقاومة
21 سبتمبر- مرزاح العسل:
بعد عملية تصعيده الأخيرة على الضفة الغربية والقدس المحتلتين والتي ارتقى خلالها 5 شهداء فلسطينيين.. توعدت فصائل المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني المحتل بـ”أيام سوداء تنتظره” جراء عربدته وجرائمه، وأكدت استمرار العمل المقاوم الذي يقوده رجال الضفة والقدس لإبطال مؤامرات الصهاينة وأعوانهم، كما أكدت حقها في الرد بالطريقة والكيفية المناسبة.
ونعت فصائل فلسطينية، صباح اليوم الأحد، شهداء الضفة الغربية والقدس المحتلتين، الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال خلال عملية عسكرية شنها الاحتلال بشكل مفاجئ، وأكدت أن العمل المقاوم الذي يقوده رجال الضفة يثبت أن حالة الاشتباك مع العدو هي الحل الوحيد لإبطال مؤامرات الصهاينة وأعوانهم.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نعت كوكبة من شهدائها الأبرار، الذين ارتقوا خلال اشتباكهم وتصديهم لقوات الاحتلال التي اجتاحت قرى القدس وجنين، والذين كان من بينهم الشهيد أسامة ياسر صبح، الذي ارتقى اليوم صباح اليوم.. مؤكدةً أن “دماء شهداء جنين والقدس الطاهرة الزكية لن تذهب هدراً، وسيتحمل الاحتلال ثمن كل جرائمه وإرهابه بحق أرض وشعب فلسطين”.
واعتبرت أن هذه الجرائم التي تستهدف المقاومة المتصاعدة في الضفة، لن تفلح في النيل أو الحد من العمل الفدائي، بل إن التفاف الجماهير حول المقاومة سيزداد وستكون دماء الشهداء الطاهرة نبراساً لكل الأحرار ليحملوا السلاح ويدافعوا عن أرضهم وكرامتهم.
وأكدت الحركة على أن صمود الشعب الفلسطيني يتكامل ويتعاضد، ومعركة الأسرى التي تمضي في يومها الـ21 على التوالي، قد شرعت أبواب انتفاضة الحرية، التي يزيدها الشهداء عنفواناً وقوة.
ورأت الحركة، أن هذه الجرائم تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن نهج التسوية قد سقط، ولم يعد متسع للقبول بإضاعة أوقات أخرى في الارتهان لمسار العجز والفشل، وقد آن الأوان للعودة إلى النهج الكفاحي الأصيل، نهج الثورة والانتفاضة والمواجهة.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي للحركة، داوود شهاب لقناة الميادين: إن لـ”فصائل المقاومة حق الرد بالطريقة والكيفية المناسبة” ردًا على عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة”.. مضيفاً: إن “هذه عملية مدبرة وهي تمثل عملية اجتياح في الضفة، نحن كفصائل مقاومة لنا الحق في الرد بالطريقة والكيفية المناسبة”.
وأضاف: “أيام سوداء تنتظر الاحتلال في الضفة الغربية فهذ العربدة والجرائم ستزيد من فعل المقاومة وقوة الالتفاف حولها”.
من جهته أكد الناطق العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أبو حمزة، اليوم الأحد، أن المقاتلين الأبطال تصدوا ببسالة للتوغل في جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وقال أبو حمزة في تغريدة له: “مقاتلونا الأبطال تصدوا ببسالة للتوغل في جنين وخاضوا اشتباكاً بطولياً مع قوات الاحتلال وأوقعوا إصابات محققة في صفوف العدو.. مشيراً إلى أن الاحتلال اعترف بإصابة ظابط وجندي من وحدة دوفدوفان.
بدوره أكد القيادي في الحركة الشيخ خضر عدنان، اليوم، أن شهيد سرايا القدس أسامة صبح حمل وإخوانه المجاهدين شهداء جنين والقدس المحتلة، عقيدة الجهاد بالقتال حتى النفس الأخير.. لافتاً إلى أن نخب جيش الاحتلال لم تكن لها نزهة في جنين.
وأضاف :”اسألوا مقص الرقابة العسكرية الذي سارع لكشف صور اعتقال أقمار نفق الطريق للقدس لترميم صنم أمنهم الذي هشمه أبطالنا بجلبوع، اسألوهم ماذا تخفون اليوم في برقين وجنين”.
من جانبها زفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثلة من شهدائها الأبطال، والذين ارتقوا خلال الاشتباكات المسلحة البطولية مع قوات الاحتلال في مدينتي القدس وجنين.
وقالت الحركة في بيان لها: “إننا إذ نزف كوكبة من المجاهدين الأبطال، نؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، ووصاياهم بوصلة إلهام، وإن شعبنا الفلسطيني وفي مقدمته قادة حماس وأبناؤها سيظلون في مقدمة الصفوف لمواجهة المحتل الغاصب مهما بلغت التضحيات، حتى دحر الاحتلال عن أرضنا المحتلة، واستعادة حقوقنا كاملة، وحماية مقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى”.
ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني البطل في الضفة الباسلة إلى تصعيد المقاومة ضد المحتل في جميع نقاط التماس، وعلى الطرق الالتفافية.
وأكدت أن “خيار المقاومة والرصاص هو القادر على حماية حقوقنا وتحرير أسرانا وحماية مسرانا”.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع” إن “دماء شهداء القدس وجنين فجر اليوم ستظل وقوداً لاستمرار ثورة شعبنا ضد المحتل الصهيوني وإصرار متجدد على اقتلاعه وكنسه عن أرضنا ولن تنكسر ثورة شعبنا وإرادته أمام جبروت الاحتلال”.
وأكد القانوع أن “ارتقاء شهداء اليوم هو نتاج التنسيق الأمني المتواصل مع الاحتلال الصهيوني وثمرة اللقاءات التطبيعية التي عقدتها قيادات من السلطة مع وزراء صهاينة وأعضاء كنيست في رام الله قبل أيام وهو من شجع الاحتلال مجدداً على ملاحقة المقاومة وقتل شبابها الثائرين وارتكاب مزيد من الجرائم ضد شعبنا”.
وشدد القانوع على أن “خيار مواجهة الاحتلال والتصدي له ومقاومته بكل الوسائل هو الأقدر على إرباك الاحتلال وإجباره على وقف جرائمه وهو ما يتطلب من السلطة إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف اللقاءات التطبيعية معه”.
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس القيادي حسام بدران: إن ارتقاء عدد من الشهداء في الضفة يأتي في ظل تراكم حالة المقاومة وتصاعدها بالشكل والحجم المتراكم يوما بعد يوم.. مضيفاً: إن “شهداء اليوم في شمال وجنوب الضفة يؤكدون للعالم أن الضفة الغربية هي خزان للمقاومة، وكل أحاديث الاحتلال بين الحين والآخر عن حلول اقتصادية لن يغير من واقع الحال ولن يؤثر في معنويات شعبنا”.
وأكد بدران على أن ارتقاء الشهداء في الضفة يدلل على أننا نعيش يوما فلسطينيا بامتياز.. موضحا أن هذه هي الحالة الطبيعية التي يجب أن نكون عليها مع الاحتلال المجرم، وأن المقاومة لها أثمان وهذه الدماء جزء من تلك الأثمان التي تقدم.
كما أكد القيادي في (حماس) بمدينة جنين خالد الحاج، أن دماء شهداء اليوم بالضفة ستشعل مزيدًا من فتائل المواجهة مع الاحتلال المستمر في عدوانه، وتثبت أن معركة سيف القدس لا يزال تأثيرها حاضرا في الضفة الغربية.
من جانبها نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، صباح اليوم، شهداء مدينة القدس وجنين الذين ارتقوا خلال تصديهم لقوّةٍ صهيونيّة خاصّة اقتحمت بلدة بيت عنان في القدس وبلدة برقين في جنين، وتمنّت الشفاء العاجل للجرحى.
واعتبرت الجبهة في بيان لها بحسب وكالة (معا) الفلسطينية، “أنّ استمرار الاحتلال الاسرائيلي في اقتحام المدن والبلدات والمُخيّمات الفلسطينيّة وتنفيذ جرائمه بحق شعبنا، يدعونا إلى مزيدٍ من التكاتف والوحدة، والانتقال إلى ميادين المواجهة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال على امتداد الأرض المحتلة”.
وأكَّدت الجبهة “على أنّ دماء الشهداء التي روت تراب الوطن صباح هذا اليوم لن تذهب هدرًا لأنّ شعبنا يحفظ وصايا الشهداء جيدًا”.. مُشددةً على أنّ الوفاء لدماء الشهداء يتطلّب مُغادرة حالة التشظي والرهان على وهم وسراب الحلول مع الاحتلال، والذهاب سريعًا إلى وحدةٍ وطنيةٍ تعددية قاعدتها برنامجٍ وطني كفاحي موحّد لشعبنا، وإعادة بناء مؤسّساتنا الوطنيّة على أساس ذلك، وبعقيدةٍ وطنيةٍ مقاوِمة لوجود الاحتلال وتعبيراته كافة على أي بقعة من أرض فلسطين”.
وكانت الرئاسة الفلسطينية، قد أدانت اليوم، الجريمتين البشعتين اللتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وجنين، وأسفرتا عن استشهاد 5 فلسطينيين، واعتبرت أن هذه الجرائم امتداد لمسلسل الانتهاكات والإعدامات الميدانية المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن استمرار هذه السـياسة، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وحملت الرئاسة، حكومة الاحتلال، المسؤولية المباشرة عن هذا التصعيد وتداعياته.. مطالبة المجتمع الدولي، بمغادرة مربع الصمت على عمليات الإعدام المباشرة التي ينفذها الاحتلال بحق أبناء شعبنا، إلى مربع الفعل واتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
من جهتها اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” مجزرة جيش الاحتلال الاستعماري العنصري الإسرائيلي في محافظتي القدس وجنين صباح اليوم، انعكاسا لطبيعة المنظومة الإجرامية القائمة على الإرهاب والمجازر وسفك دماء المواطنين الفلسطينيين الأبرياء.
وحملت حركة “فتح”، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، حكومة الاحتلال وجيشها المسؤولية كاملة عن هاتين الجريمتين، اللتين ترتقيان إلى مستوى جريمتي حرب، بحق مدنيين فلسطينيين عزل أبرياء.
وطالبت “فتح” دول العالم بيقظة ضمير ولو لمرة واحدة، والنظر في المجازر والاغتيالات وعمليات الإعدام الميداني التي تنفذها سلطة الاحتلال، باعتبارها الدلائل والبينات على نهج ما يسمى دولة إسرائيل القائمة منذ إنشائها على سفك دماء الشعب الفلسطيني.
أما دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، فقد حملت المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، المسؤولية عن مجازر الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وآخرها مجزرتي القدس وجنين، بسبب الصمت عنها وعدم معاقبة الاحتلال ومحاسبته.
في المقابل أعلنت وسائل إعلام العدو الصهيوني عن إصابة ظابط وجندي من وحدة دوفدوفان، خلال مواجهات الليلة الماضية في مناطق بالضفة الغربية المحتلة.. وقالت: إن الجنديين “الإسرائيليين” من القوات الخاصة، وأصيبا بجروح خطرة خلال المواجهات في رام الله وجنين.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، أن قوات جيشه نفّذت عملية ضد “خلية” لحركة حماس كانت تستعدّ لتنفيذ عمليات، وأن “الخلية” كانت تخطط لتنفيذ هجوم وشيك، وقال: إن “جنود وقادة الجيش في الميدان تصرفوا كما هو متوقع منهم، ونحن ندعمهم بالكامل”.
في سياقٍ متصل، زعمت القناة 12 العبرية نقلا عن مصدر أمني صهيوني: بأن “قوات الجيش تمكنت الليلة الماضية من إحباط عملية كبيرة لم تشهد لها “إسرائيل” مثيل منذ وقت طويل”.. قائلة: إن “جيش الاحتلال يستعد لاحتمال أن ترد حمـاس والجهاد على تصفية الجيش لنشطائها في الضفة، بإطلاق الصواريخ من غزة”.
ونقلت قناة “كان” العبرية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قوله: إنه وفي أعقاب الأحداث والنشاط المكثف ضد نشطاء حركة حماس بالضفة، فإن الجيش يستعد لاحتمال إطلاق صواريخ من غزة.. مبيناً أن الجيش يستعد لاحتمال أن ترد حركة حماس على “تصفية” الجيش لنشطائها في الضفة الغربية بإطلاق صواريخ من قطاع غزة.
بدورها قالت صحيفة يديعوت اليوم: إن ما حدث في القدس وجنين من اشتباك مسلح “حدث نادر إلى حد ما”، في ضوء سياسة “جز العشب” التي عادة ما تتمكن من اكتشاف البنى التحتية المسلحة في مراحلها الأولى.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن البنية التحتية العسكرية لحركة حمـاس في الضفة الغربية ليست أمرا روتينيًا في السنوات الأخيرة – من خلال الإشتباكات والنتائج والمواقع المختلفة لأحداث الليلة الماضية، يمكن افتراض أن هذه بنية تحتية ناضجة وغير ناشئة.
سبأ نت