إجتماع الأسودين.. واستدامة السيطرة!! بقلم /حسن حمود شرف الدين
في أكبرِ فضيحةٍ أَخْلَاقيةٍ وقيَمية ومهنيةٍ وقَعَ الإعلامُ العربيُّ والدوليُّ في مستنقعِ التلفيقِ والترويجِ للأخبار الكاذبة والمدنَّسة والزائفةِ في سبيلِ إرضاءِ واستجداء مالكي الذهب الأسود. كانت القلوبُ تميلُ إلَى الذهب الأصفر للونِه وبريقِه اللمَّاع.. حتى تراجَعَ جمالُ الذهب الأصفر أمامَ الذهب الجديد الذي استحوذَ على صدارة أَطْمَــاع ورغبات العالم بدون استثناء.. لقد استطاع رغمَ سواد لونه وقَتَامتِه من استنهاض دُوَيلات من العدم واستجلبِ الأموال إليها.. فسُخِّرت لأَطْمَــاع ورغبات القائمين عليها ببلاهة وَسذاجة منقطع النضير. من أكبرِ الدول المالكة للذهب الأسود المملكة السعودية؛ ويرجعُ ذلك لكبر مساحتها وموقعها وسط الجزيرة العربية التي تتميَّز بوجود المخزون النفطي الكبير والمستمر.. هذا الموقعُ والمخزونُ كان ولا يزالُ تحتَ مجهر أَطْمَــاع ورغبات قوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل.. لكنهما لا زالتا تداعبان وتتلطفان النظامَ السعودي حتى تصفِّرَ أرصدةَ السعودية في البنوك الدولية خُصُوْصاً البنوك الأُورُوبية والأمريكية. التراجُعُ الاقتصادي والمالي التي شهدتهُ أمريكا خلال السنوات السابقة من حُكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما جرَّاء دخولِ أمريكا في حروبٍ مباشرةٍ في عدد من المناطق كأفغانستان والعراق أجهضت الاقتصادَ الأمريكي.. حتى جاء أوباما وأمامَه مشكلةٌ اقتصاديةٌ يجبُ عليه حَلُّها خلالَ فترتِه الرئاسية الأولى.. فوضعها أمامَ عينَيه وبدأ في كيفية تحريك الاقتصاد الأمريكي مع استمرار أمريكا في سيطرتها على الشعوب، خُصُوْصاً الشعوب المالكة للذهب الأسود النفط. لقد اجتمع الأسودان سوادُ الذهب السعودي وسواد الرئيس أوباما، خلالَ فترة من الفترات مصالحهما واختلفت وسائلهما.. الأولى انتهجت نهْجَ تجميعِ الأموال وتكديسها في البنوك وتوجيهها لخدمة الأسرة الحاكمة دون استخدامها في تنمية البلاد وتأهيل الشعب الحجازي.. فيما ذهب النظامُ الأمريكيُّ إلَى شراء ما يكفيه من مخزونٍ نفطي.. ووقَفَ أمام مشكلة تحريك الاقتصاد الأمريكي. خِبرةُ النظام الأمريكي السياسية والعسكرية في المنطقة العربية مكّنته من إقحامِ النظامِ السعودي في كثيرٍ من المستنقعات التي جعلته يستنزفُ أموالَه المكدَّسةَ في بنوك أمريكا وأُورُوبا، وليس المملكة السعودية فقط من وَقَعَ في هذا الفخ الاقتصادي الأمريكي فقط، بل جرت دولُ الخليج هي الأُخْـرَى لنفسِ المستنقع الذي أنعش الاقتصادَ الأمريكي وتمكن من استعادة زمام الاقتصاد المنهار. تكَبُّرُ المملكة الهالكة ومضيها نحو الهلاك ومكابرتُها بعدم وجود علاقاتٍ مباشرةٍ مع أمريكا، فَضَحَهَـا وزيرُ الخارجية الأمريكي الذي أعلن مؤخراً أن أمريكا شريكةٌ في الحربِ التي تخوضُها السعوديةُ ضد اليمنِ وقد تجاوَزَ التعاوَنَ من الدعم اللوجستي إلَى الشراكة والمصير الواحد، في محاولةٍ لإخراج شريكها وأداتها المتبقية في المنطقة العربية من دائرة المساءَلة والملاحَقة القانونية. هذا الاعترافُ كشف عن كثيرٍ من الحقائق والدلالات أبرزُها أن النظامَ السعوديَّ مسيَّرٌ وليس مخيَّراً، ولا يمتلك حَـقَّ اتخاذ القرار.. كما دَلَّ أن العدوَّ الرئيسيَّ للشعبِ اليمنيِّ والقائد الحقيقي لقوات تحالف العدوان هو الصهيوأمريكي، وما النظام السعودي إلَّا مطيةٌ يستخدمُها النظامُ الأمريكي لتحسينِ اقتصادِه المنهارِ واستمرار سيطرته على الشعوب.