من فرضة “نهم” الى “رمضة” جيزان .. المعركة بتوقيت نجران : الانتصار في “عسير “سهل !!..بقلم /عابد المهذري
لا وجود لهم في فرضة نهم القريبة جدا من شرق العاصمة صنعاء بعدما اعلنوا سيطرتهم على الفرضة واقترابهم من تحقيق النصر الكبير .. مجرد تنويعات اعلامية لافتعال ضجة ضخمة بحجم ضخامة المبالغ المالية التي يكونوا قد تقاضوها مقابل عنوان ما مثل موضوع فرضة نهم ..
هذا كل ما في الأمر وحتى لو وصل المرتزقة و الدواعش و قوات الاحتلال و الغزو الخليجي الامريكي الى قلب صنعاء فلن تحسم المعركة او تنتهي الحرب بقدرما ستشتعل بضراوة اشد و اضخم مما يتصوره أحد لمليون سبب بديهي .. غير ان تمسك الاعداء بقشة انتصارهم المزعوم والهش في فرضة نهم ينم عما هو أبعد من الافلاس و اوسع من الاخفاق و أشنع من الخسارة .. خاصة مع تفاقم الخلافات بين فصائل العملاء بالجبهة الشرقية “مأرب الجوف الوديعة ” وتنامي صراعات “المقدشي وهاشم الاحمر وسلطان العرادة” على المال والسلاح والحظوة التي يوفرها السعوديون و الاماراتيون لليمنيين العملاء و الخونة الذاهبين الى المحرقة .
فرضة نهم منطقة صغيرة قياسا بمساحة مديرية نهم المترامية الاطراف والتي يحاول الاعداء توظيف هذا الترامي الجغرافي للايحاء باطباق القبضة على المنطقة القبلية المهمة و استخدامها اعلاميا لتسويق نوع من انواع الحرب النفسية في سياق التظليل و التشتيت الذهني المتعمد على تفاصيل و مجريات الحرب بما انها في جميع الجبهات لا تصب في مصلحة تحالف العدوان على اليمن ..
اذ لو تأملنا سريعا مجريات المعارك على ارض الميدان سنجد كفة النصر ترجح موقف الجيش اليمني و اللجان الشعبية في شتى محاور القتال البرية و البحرية و الجوية أيضا .. و تتعاظم الانتصارات اليمنية بشكل نوعي و مميز في جبهات الحدود مع العدو السعودي .. حيث ينتشر ابطال اليمن على امتداد يزيد عن 350 كم من الشريط الحدودي من منفذ خباش البقع شرقا الى منفذ الطوال حرض غربا .. في بيئة و تضاريس قاسية جدا تتنوع بين رمال الصحراء وسلاسل جبلية وهضاب سهلية وسواحل تهامية ووديان وشعاب تتوزع على ثلاث محافظات معظمها في صعدة وقليل منها في حجة والحديدة في ظل تنوع مناخي صعب وطبيعة جيولوجية معقدة استطاع المقاتل اليمني تجاوزها والتغلب عليها من اول وهلة للحرب ..
عكس جنود العدو في الطرف المقابل الغير قادرين على التعايش مع بيئة بلدهم والتأقلم معها ..وفقدان القدرة تتجسد ايضا في العجز عن حماية المناطق السعودية من الضربات اليمنية التي اثبت قدرتها على الفعل باختراق الخطوط الامامية لجيش العدوالسعودي والسيطرة التامة على مواقع عسكرية كثيرة ومدن حيوية عديدة في أمارات “نجران وجيزان وعسير” لم يستطع العدو السعودي استعادتها حتى اليوم رغم محاولاته فعل ذلك بترسانة أسلحة خيالية وفيالق جيوش حاشدة وغطاءجوي من أحدث أسراب المقاتلات التي تنفذ يوميا مئات الغارات على الاراضي اليمنية و المدن السعودية المحررة دون تحقيق اية نتيجة حربية مؤثرة في ميزان المعركة وهو ماتدركه المملكة ودول تحالف العدوان جيدا وتفهم سلبيته من واقع ان القصف الجوي و الرهان على سلاح الطيران كعامل تفوق وعنصر مساعدللحسم تلاشت فعاليته مع مرور الوقت وانقضاء عشرة اشهر من هستيريا عشرات الالاف من الغارات الجوية التي لم يواكبها انجاز على الواقع كما يفترض بل صارت للدفاع عن مكان التموضع وحماية نقطة التواجد كما في مثلث الجوف وكرش ومكيراس البيضاء وهيلان مارب ! سقوط فرضة نهم في اسوأ تقدير لن يغير شيئا في موازين الصراع و لن يمنح السعودية والمقاتلين معها انتصار حقيقي يغير المعادلة ..
لقد تمت السيطرة على ما هو أهم من فرضة نهم : محافظة عدن و معظم المحافظات الجنوبية ..وبالسيطرة عليها واحتلالها بالقوة العسكرية لم يتأثر الجيش اليمني او يضعف و يتقهقر بقدرما تماسك أكثر واستعاد زمام المبادرة بتركيز متخفف من اعباء الجنوب الغارق في المستنقع حاليا وسط عجز قوات الغزو والاحتلال عن ايجاد الحلول وفرض نفوذ الدولة وتعملق داعش والقاعدة هناك .. بينما الجيش اليمني واللجان الشعبية قادرون للعودة الى الجنوب وتحقيق انتصارات وتواجد على مشارف عدن .. لكنهم يعرفون متى ستكون ساعة الصفر ولا يستعجلونها . قدرتهم على العودة لجنوب اليمن تبرز مؤشراتها في قدرة القوات اليمنية على فرض السيطرة النارية على الجنوب السعودي الاكثر صعوبة و الاشد تحصينا من جنوب اليمن .. مقابل الانحسار المستمر لقوات المملكة لداخل اراضيها فرارا من عمليات رجال الله اليمنيين .. بموازاة رفض مرتزقة وعملاء الداخل الجنوبيين القتال مع حلفاء العدوان في تعز ومناطق الشمال ضد الجيش واللجان .. لذلك فالقادر على انجاز النصر هو المنتصر في الاخير .. وقدرة جيشنا ولجاننا الشعبية على صناعة انتصارات سهلة في عسير والقيام بعمليات اجتياح كاسحة في نجران وجيزان بارزة للعيان ..
خلافا لحالة العدو الذي يبحث عن اي نصر ولو صغير فلا يجده ولايقوى على فعل ه ..لدرجة احتفاءه بفقاعة التقدم في فرضة نهم و تجاهل تهاوي مواقعه في رمضة جيزان ورملة مارب و شرفة نجران..يخسر جبل الدود ودخان في الحدود فيبحث عن تعويض بجبل صلب وهيلان بمأرب ..تخرج الربوعة والخوبة من قبضته فيتغابى ويسعى لاحتلال ميدي وحرض والبقع كرد مماثل ويلقى مصيرا قاسيا بالانتحار على تراب اليمن .. يحس باقتراب سقوط نجران فيسارع بالترويج لقرب وصول قواته لمدينة صعدة .. وهكذا دواليك من زوابع باب المندب و المخا و تهامة والعند وحاشد وعمران ..
يمضي الاعداء ومشروعهم التامري باتجاه الجحيم ..اذا كانت سيطرتهم على عدن و خمس محافظات معها لم تمنحهم الطموح و القوة المنبغاة ولم تعزز موقفهم بما يمكن ان يستفيدوا منه .. فكيف يمكن ان يحصلوا من فرضة نهم على ماهو اهم مما حصلوا عليه من عدن .. مقارنة بالاهمية و الاستراتيجية لفرضة نهم الصغيرة و عديمة الاهمية و محافظة عدن الكبيرة والمهمة .. واذا كان العدو السعودي عاجز تماما عن العودة الى مواقعه في جنوب المملكة .. فأننا ابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية يستطيعون بسهولة العودة الى جنوب اليمن المحتل متى ارادوا وقرروا العودة !!