جبل الدود الأهمية الجيو عسكرية والتداعيات ..
بقلم / حميد منصور القطواني …
يعتبر جبلي الدود والدخان ، احدى البوابات الرئيسية لمحافظات جيزان جنوب المملكة،وعليه فان سيطرة القوات اليمنية عليهما بالأمس يعد انتصار كبير جدا و تحول كبير في مسار المعارك في عمق العدو السعودي لصالح المقاتلين اليمنيين .
ولعل القصف السعودي الهستيري على المدن اليمنية والأحياء السكنية متجاوزا كل الخطوط الحمراء ما هي الا مؤشر للصفعة التي تلقاها قادة العدوان وحجم هزائمه النكراء التي تعرض لها جيشه الذي عجز عن حماية مناطقه ومدنه ومواقعه العسكرية التي انهارت معنويات جنوده وضباطه قبل انهيار تحصينات مواقعه ومعسكراته ،وأخر تلك المعسكرات الحصينة جدا والإستراتيجية التي سقطت بيد القوات اليمنية جبلي الدود والدخان.
أن سقوط تلك المعسكرات التي كنت طيلة العشرة الأشهر الماضية مصدر للاعتداء على المواطنين اليمنيين في المناطق الحدودية وخصوصا استهدفها للمسافرين النازحين وناقلات المواد الاغاثية والغذائية والدوائية.وعليه فقد تم تأمين القرى والمديرات الحدودية و شبكة الطرق الرابطة بينها .
الأهمية العسكرية لجبلي “الدود والدخان” :
السيطرة عليهما تعني وقوع عدد من مدن العدو السعودي في شعاع النيران اليمنية أي تحت السيطرة النارية (مدفعية وصاروخية) حيث أن أي تجمعات أو تحركات عسكرية للعدو في تلك المناطق سوف تكون مكشوفة للقوات اليمنية وهذا يجعلها في مرمى الاستهداف المركز والدقيق.
بمعنى أخر أن السيطرة عليهما تجعل تجمعات و تحركات العدو وخصوصا حاميتها في وضعية انتحار تحت وطأة الكمائن التي سوف ترتفع وتيرتها بشكل مكثف لافتراس قوات العدو ، وكذا القصف الصاروخي والمدفعي المركز والمسدد ببأس الله كذا ولا ننسى الأثمان الباهظة من جنود وضباط العدو في كل محاولة لاستعادة تلك المواقع.
كما أن التضاريس الجغرافية الوعرة لتلك السلسلة الجبلية تمثل بيئة مثالية للمقاتل اليمني للقيام بمناوراته وتامين تحركاته وإمداداته و إعادة تموضع القوة الصاروخية والمدفعية في أكثر من نقطة ضمن نطاق تلك الجبال بما يمكنها من تفادي وامتصاص الضربات الجوية و الصاروخية والمدفعية للعدو .
أيضا تضاريسها توفر حامية طبيعية يجيد المقاتل اليمني توظيفها في المواجهة دفاعا و هجوما..وهذا يعني ان قوات العدو التي سوف تكلف بالزحوفات لاستعادت تلك المواقع سوف تكون في حكم الهالكة .
وفي مقارنة سريعة لأدارك حقيقة ذلك لنا ان نأخذ تجربة 2009 عندما سيطر المقاتلون اليمنيون على تلك الجبال ولم تستطيع قوات العدو السعودي والاولوية المشاركة من دول طثيرة منها الاردن ان تستعيدهما رغم ما استخدمه العدو من قصف جوي وصاروخي .
وكذلك تجربة حاضرة تجسدت في مأرب وبالأخص تبة المصارية و حجم الخسائر الكبيرة والكلفة الباهظة التي دفعها العدو ،المئات من جنوده وضباطه ومرتزقته وعشرات المدرعات في أكثر من ثلاثون زحف خلال شهرين للسيطرة على تبه لا تتعدى الطابقين رغم القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على تلك المنطقة بالكامل التي جعلت منها ارض محروقة ورغم ذلك صمد المقاتل اليمني بفضل الله وجعل العدو يدفع ثمن باهظ ، لم تستطيع قوات الغزو الإماراتية تحملها،بل وجعلتها تقرر سحب قواتها.
ولان العدو السعودي ليس أمامه إلا محاولة استعادة تلك المواقع وسوف يستميت في ذلك لكم أن تتخيلوا حجم الخسائر المتوقعة من جنوده وضباطه وقادة جيشه والياته.
سوف تكون مجازر بما تعنيه الكلمة لجيش العدو ومحارق لآلياته على يد القوات اليمنية وباس الله الشديد.
ان ما تملكه قيادة القوات اليمنية ممثلة في قائد الثورة وقادة الجيش واللجان الشعبية من خبره ودراية بعقلية العدو السعودي الأمريكي ،يمكنها من توقع و ادارك ردود فعل و خيارات العدو ومسار أولوياته العسكرية وطرقه التي سوف يتبعها في المواجهة، وهذا يفقد العدو المبادرة وإحداث الصدمة للقوات اليمنية في تلك المناطق وهذا بحد ذاته يوفر للقيادة اليمنية السيطرة على سير المعارك القادمة بل واختيار المكان والزمان لتلك المعارك بما يناسب العقيدة العسكرية للقوات اليمنية.
كل أوراق العدو باتت مكشوفة ومستخدمه وأثبتت فشلها في وضعية وظروف اقل مثالية للقوات اليمنية.
وليس أمام العدو إلا إفراغ جعبة حقده وقهره من قصفٍ بطائراته وصواريخه و أسلحته المحرمة وغير المحرمة بهدف إعاقة منع تموضع المظلة النارية للقوة الصاروخية والمدفعية اليمنية في تلك المناطق ، وهذا يأتي ضمن ما تتوقعه القيادة العسكرية اليمنية وتضعه ضمن حساباتها..
إن سيطرة القوات اليمنية على جبلي الدود والدخان سوف يخضع مدن رئيسية في محافظات جيزان للسيطرة النارية مما يؤدي الى زيادة حجم الضغط على قيادة العدو نتيجة لتذمر المواطنين وخوفهم المتزايد ،كما حصل في مدينة نجران التي تحولت إلى مدينة أشباح ،وعليه فان احتواء هذه التداعيات ليس بالأمر السهل امنيا ،خصوصا وان النزوح سوف يحدث فوضى توفر غطاء لتحرك وتنقل عناصر التنظيمات التي تريد الانتقام من ال سعود وعلى رأسها القاعدة و داعش ،أيضا الملف الاجتماعي الذي يقتضي نزوح مدن بأكملها بشكل منظم او عشوائي في مجتمع يعاني من التفرقة العنصرية و المناطقية والمذهبية يجعل هذا الملف عباء كبير نتيجة لتداعيات النزوح على الجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي.
أضف إلى ذلك أن تلك السيطرة تؤمن غطاء ناري لخطوط التماس المتقدمة، و هذا يوفر ظروف مثالية لعمليات الاقتحامات القادمة وفق مسار الخيارات الإستراتيجية وخصوصا إذا اتخذت القيادة اليمنية قرار السيطرة على مدن جيزان الرئيسية في الوقت والظروف التي تراها مناسبة.
أمام القوات اليمنية المؤيد بالله المتوكلة عليه ملحمة عظيمة سوف توصل العدو فعلا إلى مهالك ومجازر ومحارق لجنوده وضباطه ومرتزقته المستجلبين من ارجاس البشرية والياته التي لن يقوى العدو على تحملها بملياراته وسوف نسمع أصوات طائراته اشبه بعواء وبكاء وقنابله دموع حقد وقهر وهزيمة وذل تنهمرعلى الأطفال والنساء سوف تزداد وتيرتها.
ولان الله الغالب على أمره نثق انه مع هذا الشعب اليمني المستضعف و المظلوم و لن يحمله مالا يطقه ..
في الختام نثق ان الأمر لله من قبل ومن بعد المؤيد لجنده و المعز لأنصاره والصادق بوعده و نصره والغالب على أمره في مواجهة عدو فرعوني الجرائم وشيطاني التكبر والغرور..