رئيس هيئة الأركان: المعادلة العسكرية لم تعد كما كانت فلدى اليمن أسلحة ردع وقوة بشرية
21 سبتمبر|| صنعاء
أكد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، أنه بالرغم من تصعيد العدوان إلا أن المعادلة العسكرية لم تعد كما كانت فلدى اليمن أسلحة ردع وقوة بشرية أكثر تنظيماً وتأهيلاً.
وأشار اللواء الغماري في حوار مع “26 سبتمبر” إلى أن المعركة مع الغزاة لا تقاس باحتلال ارض هنا أو بتحقيق اختراق هناك بل تقاس بمدى صلابة أبناء الأرض في الدفاع عن بلدهم وأرضهم وبمدى إيمانهم بقضيتهم وتمسكهم بثوابتهم.
وقال” العدوان فرض علينا الدفاع عن بلدنا وقواتنا في موقف دفاعي منذ اللحظة الأولى للعدوان ونمتلك مشروعية المواجهة كوننا ندافع عن وطننا الذي يتعرض اليوم لغزو واحتلال وتدمير ممنهج طال البشر والحجر”.
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة أن الصمود كان هو الخيار الوحيد أمام اليمن ولولا هذا الصمود لكانت اليمن مستباحة للعدوان والمرتزقة ووصلت الفوضى إلى كل قرية ومدينة.
وفيما يتعلق بالادعاءات بان العدوان جاء ردا على إطلاق الصواريخ والطيران المسير أشار اللواء الغماري إلى أن الصورايخ لم تدخل المعركة إلا بعد مرور 40يوماً من العدوان على اليمن والطيران المسير لم يدخل بشكل كامل إلا بعد العام الثالث.
ولفت إلى أن القدرة الصاروخية وسلاح الجو المسير وصمود المرابطين في الجبهات ساهم إلى حد كبير في إجبار العدوان على محاولة تحقيق أهدافه من خلال المفاوضات بعد أن كان يهدد ويتوعد انه قادر على إخضاع اليمن عسكرياً خلال أسابيع أو أشهر.
كما أكد أن قوات الجيش والجان الشعبية التزمت بوقف إطلاق النار تنفيذا لاتفاق ستوكهولم ولا تزال في موقف دفاعي.. لافتا إلى أنها لن تظل مكتوفة الأيدي أمام استمرار خروقات واعتداءات العدو في الحديدة.
فيما يلي نص الحوار:
في مثل هذه الظروف التي تعيشها بلادنا من الصعوبة بمكان اللقاء بقائد عسكري بحجم رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري الذي لا يستقر في مكان معين فما إن يستقر في جبهة حتى يتنقل الى أخرى دون كلل أو ملل.
يقولون.. استراحة محارب.. غير أن الغماري يستحق لقب المحارب الذي لا استراحة له ووصف القائد الذي منح كل وقته للوطن فمنزله الجبهة وأهله ورفاقه المجاهدون الصامدون وحياته أصبحت منذ بدء العدوان كلها تصدياً وصموداً وجهاداً لدرجة إعلان إعلام العدوان أكثر من مرة مقتله في غارة جوية هنا أو قصف هناك.
الغماري الغائب عن الإعلام الحاضر في كل جبهة لا يلتفت إلى ما يبث وينشر عنه في وسائل إعلام العدوان, فالقضية بحسب وجهة نظره اكبر والحدث أعظم وأخطر ومسؤولية الدفاع عن الوطن واجب لا مفر من أدائه وتأديته.
ما بين الغياب الإعلامي والحضور المستمر في معركة كان لنا هذا اللقاء مع قائد الميدان رئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد الغماري:
بداية.. يتساءل الكثير عن أسباب هذا الغياب على وسائل الإعلام؟
نرحب بكم.. نحن حاضرون بحسب ما تقتضيه طبيعة مهمتنا فالبلاد تتعرض لعدوان وهو ما يفرض علينا وعلى الكثير من القيادات في الجيش واللجان الشعبية أن يكونوا في الميدان ولهذا فإن انشغالنا يعود إلى المسؤولية الملقاة على عاتقنا والتي تفرض علينا تأدية الواجب كما ينبغي.
قصدنا من السؤال غيابكم عن الظهور في وسائل الإعلام أو الإدلاء بتصريحات أو ما شابه؟
كلما سنحت لنا الفرصة لا نتردد في الحديث لوسائل الإعلام أو التواصل مع إعلاميين بشأن مستجدات المعركة وكل ما يتعلق بالجانب العسكري المرتبط بالإعلام كوننا نرى ضرورة التكامل بين الجانبين فالمعركة الإعلامية لها أهميتها ولا يمكن التقليل من دور الإعلام في إسناد العمليات العسكرية.
هل تتابعون وسائل الإعلام وما يبث وينشر عن المعارك الدائرة في مختلف الجبهات القتالية؟ وما تقييمكم للإعلام الوطني خلال هذه المرحلة؟
بالتأكيد.. نتابع وتصل إلينا تقارير بشكل دوري أما بشأن الإعلام الوطني فبالتأكيد انه حقق بعض النجاحات وتمكن من المنافسة والتصدي للهجمة الإعلامية الشرسة رغم فارق الإمكانات, ونؤكد على ضرورة التنسيق والتكامل بين مختلف الوسائل الإعلامية الوطنية وتوحيد الجهود وخوض تجارب مشتركة بين مختلف المؤسسات للوصول إلى مشاريع إنتاجية تضمن استغلال الإمكانيات المهدورة وتوظيفها بأعمال تدعم الصمود الشعبي وترد على ادعاءات إعلام العدو وهنا نوجه الإعلام العسكري بشكل عام للتعاون مع أي أفكار تلبي الأهداف.
برأيكم هل يؤدي الإعلام العسكري ما عليه من مهام في هذه المرحلة؟
بعد بدء العدوان كان من الضروري إعادة ترتيب وتنظيم وتطوير الإعلام العسكري وقد قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك من خلال تفعيل دائرة التوجيه المعنوي وكذلك تطوير الإعلام الحربي في إطار منظومة الإعلام العسكري الذي يجب أن يقوم بكافة مهامه في هذه المرحلة ونعتقد أن لدينا الكفاءات والخبرات القادرة على النهوض بهذا الدور.
كيف تتعامل القيادة العسكرية مع دعوات وقف إطلاق النار وتحقيق السلام؟
العدوان فرض علينا الدفاع عن بلدنا وقواتنا في موقف دفاعي منذ اللحظة الأولى للعدوان ونمتلك مشروعية المواجهة كوننا ندافع عن وطننا الذي يتعرض اليوم لغزو واحتلال وتدمير ممنهج طال البشر والحجر فنحن لم نعتد على احد ولم نحاصر أحداً ومع كل ذلك فوقف العدوان سيؤدي حتماً إلى وقف كافة الأعمال القتالية كون عملياتنا الدفاعية والهجومية تأتي رداً على العدوان فإذا توقف العدوان ورفع الحصار تحقق السلام وقد أكدت القيادة أكثر من مرة أننا مع رفع المعاناة عن شعبنا العزيز المظلوم ونتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات في الوقت الذي نعمل فيه على تعزيز قدراتنا الدفاعية فنحن لا نثق بالعدوان ولولا اتجاهنا لتطوير قدراتنا الذاتية لكان الوضع أسوأ مما هو عليه اليوم.. وعلى الناس ان يسألوا أنفسهم ماذا لو لم نتمكن من الصمود وماذا لو لم نتجه للتصنيع الحربي ونحن أمام عدوان همجي وحشي لا يلتزم بأي قيم أو أخلاق أو دين أو عرف .
البعض يطرح أن عمليات القوة الصاروخية وكذلك سلاح الجو المسير وراء استمرار العدوان.. ما صحة ذلك؟
ترى كيف بدأ العدوان هل جاء رداً على إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية أو رداً على عمليات سلاح الجو المسير باتجاه الإمارات.. بالتأكيد لا.. فالصورايخ لم تدخل المعركة إلا بعد مرور 40يوماً من العدوان والطيران المسير لم يدخل بشكل كامل إلا بعد العام الثالث ولهذا من يقول أن عملياتنا وراء استمرار العدوان ليس إلا تبريراً للعدوان ومحاولة للتضليل على الناس.
وفي الحقيقة أن قدراتنا الصاروخية وكذلك سلاح الجو المسير وصمود المجاهدين ساهم إلى حد كبير في إجبار العدوان على محاولة تحقيق أهدافه من خلال المفاوضات بعد ان كان يهدد ويتوعد انه قادر على إخضاعنا عسكرياً خلال أشهر أو أسابيع.. اليوم نعم هناك تصعيد عسكري كبير لكن المعادلة العسكرية لم تعد كما كانت فلدينا أسلحة ردع وقوة بشرية أكثر تنظيماً وتأهيلاً وقبل كل ذلك إرادة وعزيمة وإصرار على التصدي للعدوان وهذا نابع من إيماننا بالله تعالى وارتباطنا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبالقيادة الحكيمة التي رسمت خط الصمود في وجه العدوان.
تحدثتم عن محاولات التشكيك في جداوئية الصمود في وجه العدوان.. ترى هل لا تزال هذه المحاولات مستمرة وقائمة ومن هي الجهة التي تقف خلف ذلك؟
في البداية.. كان البعض يقول أن مواجهة تحالف العدوان مغامرة غير محسوبة وان النتائج ستكون لصالح العدوان وبالتالي يحاول هؤلاء إيصال الناس إلى قناعة أن المواجهة غير مجدية وهذا أمر خطير للغاية وقد أثبتت الأيام عدم صحة ذلك وان من يشكك في قدرة اليمنيين على الصمود أصبح اليوم على قناعة راسخة بأن أبناء اليمن قادرون على الوصول إلى أهدافهم فالصمود في وجه العدوان ساهم في الحفاظ على أجزاء مهمة من بلادنا وهي مناطق الثقل السكاني التي تعيش أمناً واستقراراً رغم المعاناة جراء العدوان والحصار.. ولهذا فإننا في كل مرحلة كنا أمام حرب مفاهيم ومصطلحات وبالعمل المستمر وتأكيد الصمود والالتفاف الشعبي ودعم الجبهات سقطت كل المفاهيم التي حاول العدوان بشكل مباشر أو غير مباشر الترويج لها تحت شعارات مختلفة منها الحرب الناعمة ورياح السلام وغير ذلك من المشاريع التي لم تجد طريقها إلى عقول الشعب بل إن الأوضاع الحالية في بلادنا عموماً كشفت حقيقة مخططات العدوان الذي صفق وهلل له البعض في البداية قبل أن يندموا على موقفهم بعد أن شاهدوا بأم أعينهم ما يحدث في بعض المحافظات المحتلة من ممارسات وأعمال إجرامية وبعد أن طالتهم يد الاحتلال ونكلت بهم واعتدت عليهم.
كل ذلك أكد أن الصمود كان الخيار الوحيد أمام كل الشرفاء الأحرار من أبناء شعبنا العظيم فلولا الصمود لكانت كل اليمن مستباحة للعدوان والمرتزقة ولكانت الفوضى قد وصلت إلى كل قرية ومدينة لكن بفضل الله عز وجل وتوجيهات القيادة وصمود الأبطال في الجبهات ودعم الشعب للجبهات تشكلت لوحة تاريخية يمنية معمدة بالدم دماء الشهداء في الجبهات ودماء الشهداء الذين سقطوا بالغارات والقصف العدواني.
برأيكم.. كيف حققت العسكرية اليمنية هذا الصمود خلال السنوات الماضية وهل هناك من أسباب محددة يمكن التطرق لها تقف خلف صمود الجيش واللجان الشعبية؟
أولاً.. نحمد الله تعالى على توفيقه وعونه وثانياً فإن عوامل الصمود كثيرة ومتعددة على رأسها الارتباط بالله عز وجل والثقة الكاملة بنصره فالعقيدة القتالية للمجاهدين ولشعبنا هي الدافع للصمود ونعتقد أن القيادة لها دور رئيسي في ترسيخ الارتباط بالقرآن الكريم وتوجيه كافة أبناء الشعب إلى الدفاع عن الوطن وإدارة المعركة بمختلف جوانبها السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية ونشير هنا إلى الخطاب الأول الذي ألقاه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعد العدوان بعدة ساعات وفيه وضع النقاط على الحروف وحدد مجالات العمل للتصدي للعدوان وما يحدث في الميدان ترجمة لتلك الموجهات. . ولا ننسى هنا أيضا أن نؤكد على حقيقة تاريخية تتعلق باليمن واليمنيين فهذه البلاد لم تقبل غازياً يوماً ولقبت بمقبرة الغزاة فكل من حاول احتلال اليمن خرج منها مجبراً بفعل المقاومة الشعبية والتصدي وشعبنا العظيم له أمجاد وبطولات وتاريخ عظيم لا ينكره احد بل إن ما يحدث اليوم هو امتداد لذلك التاريخ فاليمني مقاتل شرس لا يقبل الهزيمة ويرفض الذل والخضوع وما نشهده في هذه المرحلة من اصطفاف شعبي واندفاع نحو الجبهات يؤكد حتمية الانتصار فمهما طال زمن المعركة والمواجهة مع الغزو والاحتلال فمصيره في نهاية الأمر إلى الهزيمة والخروج من هذه البلاد وأشير هنا أيضا إلى ما قاله السيد عبدالملك في ذات الخطاب الذي تحدثنا عنه بالقول أن شعبنا اليمني سيثبت اليوم أن اليمن مقبرة الغزاة كما أثبتها بالأمس.
البعض يرى أن العدوان حقق بعض أهدافه مثل احتلال أجزاء واسعة من البلاد ويحاول احتلال ما تبقى.. ترى ما هي الظروف والأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك؟
كنا نتحدث عن التاريخ في الإجابة على السؤال السابق.. وهو نفس التاريخ الذي أكد أن الغازي لليمن قد يحقق بعض الأهداف مثل احتلال المناطق الساحلية وهذا أمر حدث في مختلف المراحل لكن هل توقفت المقاومة اليمنية للغزاة؟ بالتأكيد لا.. إضافة إلى أن المناطق الجبلية كانت عصية على الغزاة في مختلف المراحل وهي الآن كذلك باعتبارها مناطق الثقل السكاني وبتعقيداتها الجغرافية التي تجعل اليمني متفوقاً عسكرياً.
ورغم تلك الحقائق التاريخية إلا إننا تمكنا خلال هذه المرحلة من كسر قاعدة تاريخية تتمثل في السواحل فمعظم محاولات الغزو تنجح في احتلال الساحل الغربي مثلاً الذي يسقط في يد الغزاة في بداية الغزو لكن هذه المرة تغيرت المعادلة فقد صمدت قواتنا في مناطق الساحل الغربي عدة سنوات تكبد فيها العدو خسائر كبيرة جداً وفي اعتقادي أن من يقرأ معركة الساحل الغربي عسكرياً سيجد أن المقاتل اليمني تجاوز قواعد الحروب واثبت أن الصمود ممكن دون غطاء جوي, بل أن الصمود ممكن في ظل احتكار العدو للجو هذا ما كان خلال السنوات الماضية لكن اليوم أصبح لدينا سلاح الجو المسير الذي كسر تفوق العدو من ناحية الجو وبدأ يحقق إنجازات كبيرة على صعيد العمليات القتالية.
وبالتالي لا تقاس المعركة مع الغزاة باحتلال ارض هنا أو بتحقيق اختراق هناك بل تقاس بمدى صلابة أبناء الأرض في الدفاع عن بلدهم وأرضهم وبمدى إيمانهم بقضيتهم وتمسكهم بثوابتهم.
برأيكم هل تفوق العدو كان له تأثير في نتائج المعارك السابقة وكيف تعاملتم مع هذا التفوق أو فارق الإمكانيات من الناحية التسليحية بين قواتنا وقوات العدوان؟
إذا نظرنا إلى المعركة كما طرحته بالسؤال لما صمدنا حتى اليوم ولكان اليمن قد استسلم لتحالف العدوان خلال الأسبوع الأول بحكم الفارق في الإمكانيات كون العدوان يضم دولاً تمتلك أسلحة إضعاف ما يمتلكه الجيش اليمني وتعتبر من الدول المصنعة والمصدرة ولها ثقل اقتصادي وسياسي عالمي ونحن هنا نتحدث عن الولايات المتحدة وبريطانيا وأدواتهما في المنطقة السعودية والإمارات إضافة إلى المرتزقة المحليين والجماعات التكفيرية كل هذا التحالف الذي يضم أكثر من 10 دول وعصابات وجماعات من بلدان مختلفة أمام الجيش واللجان الشعبية وعلينا أن نتخيل المقارنة بين الطرفين لتوقع نتائج المعركة .. بالتأكيد سيقول الكثير أن النتيجة محسومة لصالح العدوان لكن هل بالفعل حقق العدوان أهدافه أم اننا أمام ما قد يصفه البعض بالمعجزة العسكرية ونحن هنا لا نعتبرها معجزة بقدر ما نعتبرها نتيجة من نتائج الإيمان بالله وبالوطن فنحن نمتلك قضية عادلة وهم لهم أطماع وأهداف معروفة ومن يمتلك الأرض والتاريخ لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تحتل أرضه دون إرادة منه ولهذا نؤمن ان نتيجة المعركة في نهايتها هو النصر الحتمي لأبناء اليمن المدافعين عن أرضهم وتاريخهم ودينهم وحاضرهم ومستقبلهم فمادام وهناك يمني يرفض الغزو والاحتلال فمن المستحيل ان يحقق العدو أهدافه مهما امتلك من وسائل القوة ومهما سخر من الإمكانيات في سبيل تحقيق أهدافه وقد حاول الغزاة عبر التاريخ احتلال اليمن وكانوا أكثر قوة ومع ذلك فشلوا وقبرت قواتهم في الجبال والأدوية والسواحل اليمنية.
ماذا عن الجهود المبذولة في التصنيع الحربي وتطوير أسلحة الردع وكسر تفوق العدوان؟
هناك إنجازات يفخر بها كل أبناء الشعب اليمني على صعيد القوة الصاروخية وكذلك سلاح الجو المسير فخلال العام الماضي دخلت عدد من المنظومات الصاروخية الجديدة الخدمة وأصبحت جزءاً من المعركة مع العدو وكان لها تأثير كبير وأيضا سلاح الجو المسير كسر تفوق العدو في المجال الجوي إضافة إلى صناعات أخرى سيتم الإعلان عنها في وقتها ونحن نولي هذا الجانب الاهتمام الكبير من أجل الدفاع عن شعبنا المظلوم الذي يتعرض لعدوان أدى الى استشهاد وجرح عشرات الآلاف إضافة إلى تدمير آلاف المنازل والمساجد والمقرات الحكومية والمدارس والطرقات ناهيك عن تداعيات الحصار ونتائجه على ملايين اليمنيين.. كل ذلك كان الدافع للكفاءات والخبرات والكوادر في الجيش للعمل على تعزيز القدرة الدفاعية وإنتاج المزيد من أسلحة الردع فنحن نؤمن أن مثل هذه الظروف مناسبة للاتجاه نحو الاعتماد على الذات ليس في الجانب العسكري فقط بل والاقتصادي والزراعي وغيره.
واذكر هنا كيف كان البعض يقلل من جهود التصنيع الحربي في البداية بل وهناك من سخر من توجهنا نحو الصناعة المحلية لكن بعد أن أثبتت الأسلحة المصنعة محلياً نجاحها تغيرت وجهة نظر الكثيرين فاليمني يمتلك إرادة فولاذية وعزيمة قوية وعلينا ان نثق بشبابنا في إحداث التحول المطلوب في كافة الأصعدة.
إلى أي مدى نجحت المؤسسة العسكرية من إفشال مشروع العدوان خاصة ما يتعلق باستهدافها ومحاولة القضاء عليها؟
محاولة استهداف المؤسسة العسكرية قائم ومستمر واتخذ إشكالا متعددة فبعد الاستهداف العسكري بالتدمير للمعسكرات والمنشآت المختلفة حاول العدوان استخدام الحرب النفسية باستهداف القادة والضباط والجنود ثم استمرت المحاولات للقضاء على المؤسسة العسكرية بطرح مشروع يشبه الى حد كبير المشروع الأمريكي في العراق بعد الغزو والمتمثل في حل الجيش وهذا الكلام طرح في مشاورات الكويت ووفدنا وقف أمام هذه المحاولات بكل صلابة فالعدوان يريد ان ينهي الجيش لتصبح البلاد تحت رحمة التشكيلات العسكرية التي أنشأها تحت شعارات مناطقية ومذهبية وأؤكد كذلك أن مؤامرة تسريح الجيش فشلت وستفشل إذا قرر العدوان طرحها مرة أخرى فعشرات الآلاف من أبناء الجيش لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه المؤامرة الخبيثة التي لا تستهدفهم فقط بل وتستهدف أسرهم وتستهدف الوطن بأكمله باعتبار ان الجيش يمثل مختلف المناطق اليمنية.. وهنا نؤكد أن مثل هذه المشاريع مصيرها الفشل فالمؤسسة العسكرية لا تزال محافظة على نفسها رغم التدمير الذي أصاب البنى التحتية لكن ما يهمنا هنا هو العنصر البشري سيما أولئك الذين اتجهوا من تلقاء أنفسهم إلى الجبهات ترجمة للقسم العسكري الذي اقسموه ولشرف العسكرية في الدفاع عن الوطن وشهدت المراحل السابقة عودة الكثير من الجنود وانضمامهم إلى الجبهات وندعو من تبقى إلى تأدية الواجب الوطني والديني لأنه إذا لم نستجب لقيمنا وديننا ووطننا وتاريخنا اليوم وبلدنا يتعرض لهذا العدوان فمتى تحدث الاستجابة؟
ما هي رسالتكم لمن فضلوا البقاء في المنازل من أبناء المؤسسة العسكرية؟
أوجه لهم أسئلة وهم خير من يجيب عليها.. لماذا تقوم كل دولة ببناء جيش لها؟ وما هي مهام الجيش؟ وإذا لم يقم الجيش بحماية البلد وقت تعرضه للغزو والاحتلال فمن الذي سيقوم بهذا المهمة؟ وإذا لم يتحرك أبناء اليمن اليوم وفي صدارتهم أبناء القوات المسلحة في وقت تتعرض فيه بلادهم للتدمير والغزو ومحاولات الاحتلال فمتى يكون التحرك؟ وإذا لم نلتزم اليوم بشرف الجندية والقسم العسكري فمتى يكون الالتزام بكل ذلك؟ وهل الجيوش للعروض العسكرية أم للدفاع عن البلد وعن المواطنين؟
البعض لا يزال يطرح مبررات لعدم تأديته الواجب خلال هذه المرحلة؟
لا توجد أية مبررات.. اليوم القوات المسلحة ممثلة بوزارة الدفاع ورئاسة الأركان هي من تدير معركة الدفاع عن الوطن والمناطق العسكرية هي من تتولى إدارة الجبهات بحسب التقسيم الجغرافي ويتم تفعيل مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية ويتولى إسناد المؤسسة العسكرية رجال القبائل الشرفاء والشباب ومختلف أبناء اليمن الذين اتجهوا إلى الجبهات وهؤلاء يتم تسوية أوضاعهم أولاً بأول تقديراً لنخوتهم وشجاعتهم وذلك بضمهم إلى صفوف القوات المسلحة لأننا نعتبر أن مثل هؤلاء هم من يستحقون أن نطلق عليهم وصف الجيش اليمني ووصف القوات المسلحة فمن يقاتل أعداء اليمن اليوم هو الجيش اليمني وهو جيش الوطن وهو الجيش الذي يستحق أن نرفع له القبعات وان يخلد التاريخ بطولاته وتضحياته. . وهنا أشيد بالقادة العسكريين والضباط والجنود من مختلف المناطق العسكرية والوحدات والتشكيلات المختلفة الذين لم ينتظروا دعوتهم أو توجيه رسائل لهم لتأدية واجبهم بل كانوا سباقين إلى الميدان.. نعم الميدان المكان الوحيد الذي يجب ان يكون فيه كل الجنود وكل الضباط والقادة كذلك.
ترى هل تقوم وزارة الدفاع بتقدير الأدوار البطولية للقادة والضباط والجنود في هذه المرحلة التاريخية المهمة؟
بالتأكيد.. هناك جهات مختصة تتولى رصد وتوثيق كل الأدوار وسيأت اليوم الذي نكرم فيه كل من يستحق التكريم من القادة والضباط والجنود وهذا من ضمن أولوياتنا لكن لم تتهيأ الظروف بعد لذلك فلا زلنا نعيش مرحلة العدوان وأقول هنا أن التكريم لن يقتصر على الرتب العسكرية أو الأوسمة والامتيازات الأخرى بل هناك تكريم معنوي يتمثل في حفظ الأدوار المختلفة وتوثيقها للتاريخ.. نعم التاريخ الذي سيذكر من وقف إلى جانب وطنه ومن تمسك بقيمه ومبادئه في هذه المرحلة ومن اختار صف أعداء الوطن ومد يد المساعدة لهم لاحتلال وطنه وأرضه..
ونحن نتحدث عن الجيش والقوات المسلحة ما تعليقكم على التشكيلات العسكرية التابعة للعدوان؟
هناك أكثر من تشكيل مسلح فمثلاً ما يسمى بالجيش الوطني.. هل قد سمعنا عن جيش يقاتل في صف العدو ضد وطنه وضد أبناء وطنه ويسمى جيش وطني.. ماذا سيقول التاريخ عن هؤلاء؟ الجيش الحقيقي أو الجيش الوطني هو الذي يدافع عن الوطن وهو الذي يدافع عن المواطنين وهو الذي يحمي البلاد من أي خطر ويحمي السيادة الوطنية أما من يتقاضى رواتبه من العدوان فهو جيش مرتزقة لا جيش وطني ومن يبرر قصف وتدمير المدن والقرى وقتل الأطفال والنساء فهو جيش خائن وعميل لا فرق بينه وبين جيش لحد الذي كان في جنوب لبنان وكان يقاتل إلى جانب المحتل الإسرائيلي ترى أين أصبح هذا الجيش وأين ذهب هؤلاء المرتزقة؟ فعلى المغرر بهم والمرتزقة أن يتعظوا من التاريخ حتى في تاريخنا اليمني كان الغازي يستعين بالمرتزقة المحليين لقتال الطرف الوطني المدافع عن البلد وفي النهاية يكتب التاريخ أن هؤلاء مرتزقة رغم ما كان المحتل يضفي على هؤلاء من التسميات والصفات مثل الجيش الاتحادي أو الليوي كما كان يعرف في جنوب الوطن قبل الاستقلال.. وكان ينظر إلى هذه التشكيلات كمرتزقة وعملاء سواء في تلك الفترة أو بعدها وحتى يومنا هذا.
سبق وان وجهت الدعوة للمرتزقة إلى العودة إلى الصف الوطني.. ترى هل لاقت هذه الدعوة الاستجابة ؟
الدعوة تأتي ترجمة للعفو الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد وجدد من قبل الرئيس مهدي المشاط وقد قمنا بتحديد الوسائل الممكنة للتواصل وقد عاد المئات من المغرر بهم وتم استيعابهم ويجري التنسيق والتواصل لعودة دفعات أخرى ونحن نتابع ذلك بشكل مستمر.
برأيك ما الذي دفع هؤلاء للاستجابة لقرار العفو؟
بالتأكيد أن ممارسات العدوان وطريقة تعامله معهم احد أهم الأسباب فالعدوان ينظر إلى اليمنيين التابعين له كمرتزقة ويسيء التعامل معهم إضافة إلى أن العدوان كشف وجهه الحقيقي لأبناء الشعب اليمني فقد تبخرت الشعارات التي بدأ عدوانه بها كمساعدة الشعب اليمني .. اليوم أوضاع المحافظات المحتلة خير دليل على حقيقة العدوان.
تتابعون بالتأكيد مستوى تنفيذ اتفاق السويد المتعلق بالحديدة .. ما تقييمكم لتنفيذ الاتفاق وهل لديكم خيارات أخرى في حال عدم التزام الطرف الآخر بالاتفاق؟
نرصد في كل يوم خروقات العدو فتحركاته على طول الجبهات في الساحل الغربي تشير إلى انه يستعد لأعمال عسكرية تصعيدية خلال الفترة القادمة, لدينا معلومات استخباراتية تؤكد الدفع بالمزيد من المرتزقة الأجانب الى المخا والخوخة والى معسكرات في الساحل الغربي إضافة إلى الاستحداثات المستمرة وكل هذا يؤكد أننا ماضون بإتجاه آخر غير اتجاه السلام وما يهمنا هنا هو أننا أثبتنا لشعبنا اليمني أننا مع أي مبادرات تؤدي إلى وقف العدوان ورفع الحصار واثبت الوفد الوطني وكذلك قواتنا على الأرض موقفها من أي تفاهمات نتوصل إليها مع العدو فقد التزمت قواتنا بوقف إطلاق النار ولا تزال في موقف دفاعي على طول الجبهة ومع ذلك لن تظل مكتوفة الأيدي أمام استمرار الاعتداءات والقصف الذي يطال منازل المواطنين في مدينة الحديدة وكذلك المزارع والقرى فنحن نرى ان من أولوياتنا هو الدفاع عن المواطنين.