فيسبوك في خدمة إسرائيل!
21 سبتمبر || فلسطين المحتلة
أغلق فرع عملاق التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” في الدولة العبريّة آلاف الحسابات الزائفة في أبرز أوجه التعاون بين الشركة وإسرائيل قبل الانتخابات البلدية التي ستجري يوم 30 تشرين أول (أكتوبر) الجاري، وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، جاء ذلك بناءً على طلب من الإدارة الوطنية للإنترنت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، حسبما أفاد مدير التوجيه في المديرية، إيريز تيدار، في تصريح أمام لجنة العلوم في الكنيست أمس الثلاثاء.
وكان تيدار، بحسب الصحيفة، يُدلي بشهادته أمام اللجنة حول استعداد إسرائيل للهجمات الإلكترونيّة التي يُمكِن أنْ تؤثر على الانتخابات المحلية وانتخابات عام 2019 للكنيست، على حدّ تعبيره.
وتابع تدار قائلاً إنّه قبل الانتخابات، سيكون هناك وقت صعب بالنسبة لنا، ونتوقع تصعيدًا، لذا سنقوم بتعزيز فريقنا والعمل على مدار الساعة، سبعة أيام في الأسبوع، حسبما أكّد أمام أعضاء اللجنة البرلمانيّة.
من جهتها لم تؤكّد رئيسة قسم السياسة في مكتب فيسبوك في الدولة العبريّة، جوردانا كاتلر، العدد الذي زعمه تيدار، وقالت إنّه على مستوى العالم من كانون الثاني (يناير) وحتى آذار (مارس) وحده ، قام موقع الـ(فيس بوك) بإزالة 583 مليون ملفٍ شخصيٍّ، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ الشركة لا تتعامل مع شكاوى الحكومة الإسرائيليّة بطريقةٍ مُختلفةٍ عن الشكاوى المُقدّمة من قبل الجمهور والصحافة، على حدّ قولها.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ أعضاء الكنيست الإسرائيليّ أعربوا في الاجتماع عن قلقهم من عدم القيام بما يكفي لمنع الهجمات السيبرانية مع حماية خصوصية المواطنين الإسرائيليين.
وقال روي فولكمان ممثل حزب “كولانا” بزعامة وزير المالية موشيه كحلون، قال إنّ لجنة الانتخابات وقوانين إسرائيل ليست مستعدّةً لهجمات سيبرانية وأخرى تؤثر على الانتخابات المقبلة، وتابع قائلاً إنّه يتحتّم على وزارة الداخلية أنْ تستعد الآن، لأنّ الانتخابات البلدية ستكون حدثًا ضخمًا، طبقًا لأقواله.
وقال رئيس اللجنة أوري ماكليف من حزب (يهدوت هتوراة)، الدينيّ المُتزمّت إنّ الشرطة يجب أنْ تفعل المزيد لمنع التدخل الأجنبيّ في الانتخابات ومنع نشر الأخبار المزيفة، وزاد قائلاً: لقد كانت كمية الأخبار المزيفة في السباق المحليّ كبيرةً جدًا بحيثُ لم نتمكّن من سبر غورها.
ومن ناحيتها، قالت عضو الكنيست، راحيل أزاريا، التي انسحبت من السباق لرئاسة بلدية القدس، إنّ الناس لا يعرفون حتى كيف يشتكون. وتابعت: تستخدم الشركات ملفات تعريف وهمية على المدى الطويل، وإذا حدث ذلك في الانتخابات المحليّة أواخر الشهر الجاري، فلا أريد أنْ أتخيّل ماذا سيحدث في السباق الوطنيّ، مُشيرةً إلى انتخابات العامّة في إسرائيل، والتي من المُقرر أنْ تجري في بداية العام القادم، أوْ في الربيع القادم من سنة 2019.
وأبلغ ممثلو وزارة الداخلية اللجنة أنّه سيتم إجراء انتخابات في 251 سلطة محلية تغطي 1238 جماعة، مع 6.6 مليون ناخب، وأنّه سيكون هناك 12000 صندوق اقتراع، لافتين في الوقت ذاته إلى أنّه من بين المرشحين للرئاسة 665 رجلاً و 58 امرأة.
وكانت وزارة القضاء الإسرائيليّة كشفت النقاب عن أنّ إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85 بالمائة من طلبات إسرائيل لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطينيّ على موقع التواصل الاجتماعيّ.
وقد شهدت الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد إعلان الرئيس الأمريكيّ دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، تزايدًا في إغلاق وحذف صفحات ومنشورات لفلسطينيين من موقع التواصل الاجتماعيّ فيسبوك.
وتُشير هذه الوقائع إلى أنّ إسرائيل تعمل بالاتفاق والتعاون مع إدارات مواقع التواصل الاجتماعيّ، على محاربة حتى الكلمة الفلسطينية، إذْ يكفي أنْ ينقل الفلسطينيّ واقعه تحت الاحتلال، أوْ أنْ يُعبّر عن حقّه في مقاومته، أوْ أنْ ينشر صورة شهيد أوْ أسير، ليحظر حسابه بدعوى التحريض على الإرهاب.
وقد كثّف فيسبوك في الآونة الأخيرة من انتهاكاته للمحتوى الفلسطينيّ، فقامت مجموعة شبابية بإنشاء موقع صدى سوشال لرصد هذه الانتهاكات ومحاولة إعادة الصفحات المحظورة. في المقابل، فإنّ موقع فيسبوك الذي يتخذ من محاربة التحريض ذريعة لحذف المحتوى الفلسطينيّ لا يتخذ أيّ إجراءاتٍ ضدّ آلاف الصفحات الإسرائيليّة التي تُحرّض صراحةً على الفلسطينيين.
يُشار إلى أنّ وزيرة القضاء الإسرائيليّة، آيليت شاكيد، توعدّت مؤخرًا بملاحقة المحتوى الفلسطينيّ في موقع تويتر أيضًا، لتُصبِح هذه المساحة في مواقع التواصل الاجتماعيّ، التي أتاحت للفلسطينيين نافذةً لإيصال صوتهم للعالم، هدف إسرائيل التي تعمل بكلّ الوسائل لإغلاقها.
المصدر:رأي اليوم