لماذا رفضت أكبر دولة إسلامية تحالف السعودية وقبل المفلسون؟
“بكل جدية أعلنت السعودية عن جيش إسلامي يعد الأوسع، متضمنا جيوش خرافية كالفلسطيني، وفاسد كالأفغاني وضعيف كاللبناني، ومفلسة كتشاد، وجزر القمر” هكذا علق الكاتب البريطاني روبيرت فيسك على تشكيل السعودية للتحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب.
وتساءل فيسك عن أسباب انضمام دول ضعيفة وفقيرة لتحالف السعودية وسبب غياب أندونيسيا أكبر بلد إسلامي عن التحالف رغم تعرض مدينة بالي السياحية الأندونيسية 2002لتفجيرات عنيفة أودت بحياة 202 معظمهم أجانب.
وفي مقاله في “الإندبندت” البريطانية رجح فيسك أن يكون السبب في تأخر انضمام أندونيسيا صحابة الـ200 مليون مسلم سني لرغبتها في تسوية عادلة لأزمة 30 خادمة أندونيسية، قائلا :”إنهن حكم عليهن بالإعدام في المملكة بطريقة بشعة وغير عادلة قبل أن ترسل جيشها لتحالف المملكة”.
وقال الكاتب البريطاني إن غالبية المنضمين لتحالف السعودية هم من الدول المثقلة بديون ضخمة، ويعاني اقتصادها انهيارا مستمرا، لذلك الأرقام الحقيقية التي يجب النظر لها وراء هذا الجيش الغير عادي ليس كم دولة تخطط للمشاركة، ولكن كم مليون أو مليار ستدفعه السعودية لهم من أجل مساعدتهم العسكرية الأخوية.
ويتشكل التحالف العسكري الإسلامي الجديد من:
دول عربية: السعودية، مصر، الإمارات، الأردن، البحرين، تونس، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، السودان، جيبوتي، الصومال، موريتانيا، المغرب، واليمن.
دول إفريقية: بنين، تشاد، توغو، السنغال، سيراليون، الغابون، غينيا، ساحل العاج، مالي، النيجر ونيجيريا.
دول آسيوية: تركيا، باكستان، بنغلادش، المالديف، وماليزيا
الدكتور مختار غباشي رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية رأى انضمام الدول الفقيرة والضعيفة للتحالف بسبب رغبتها في الوجود على الساحة أو الاعتماد على كيان ربما يكون حاميا لها في يوم من الأيام.
النقود مقابل الجنود
واستكمل في كلامه لـ”مصر العربية”: “السعودية إذا احتاجت قوات ستأتي بهم من تشاد والسودان وأفريقيا ومن باقي الدول الفقيرة، خير من التضحية بجنودها، وستتكفل هي ماديا بنفقاتهم ونقلهم وتعوض هذه الدول”.
ووفق كلام غباشي فإن السعودية حينما احتاجت لقوات تقاتل في اليمن وطلبت من مصر رفضت واكتفت ببعض القوات الضئيلة عند باب المندب، بينما أرسلت السودان قوات لها تقاتل داخل اليمن بناء على طلب سعودي.
ورأى غباشي أن التحالف يظل نظريا، وتشكل نتيجة الضغوط الأمريكية والأوربية على السعودية، فآليات تطبيقه على الأرض الواقع غير موجودة بل مستحيلة، بحد تعبيره.
منتدى
اللواء أركان حرب طلعت الخبير العسكري رفض وصف ما أعلنت عنه السعودية بـ”التحالف” مبشهه بمنتدى أو مقهى لتبادل أطراف الحديث أو ما شابه.
وفي حديثه لـ”مصر العربية” قال إن التحالف هو نوع من التجمع حول المملكة العربية السعودية بشكل يخدم مساعيها في القول إنها ذات ثقل إقليمي.
وتابع:” وجود قوى ضعيفة من عدمه لن يفرق كثيرا ما دام الهدف هو المسمى وضمه أسماء دول كثيرة، ولكن في النهاية يبقى تحالفا هامشيا غير واقعي”
المصدر / مصر العربية