اخبار دولية وعربية

قبل ساعات من زيارته إلى واشنطن.. الغرب يقيم بن سلمان

21 سبتمبر – وكالات

قبيل ساعات من وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشفت تقارير أمريكية عجز الأمير السعودي، عن تنفيذ ما يطلب منه في البيت الأبيض، مؤكدة أنه لا يمكن الاعتماد على قدرة الأمير الشاب في قيادة التحركات الكبرى والشاملة في المنطقة.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، عدداً من التقارير الاستخبارية التي وضعت على طاولة ترامب قبيل زيارة محمد بن سلمان (32 عاماً) إلى واشنطن تصف الأمير السعودي بأنه شاب طائش، فهو لم يتردد في اعتقال نحو 200 شخص من رجال الأعمال والأمراء، زاعماً أنه يحارب الفساد.
وتؤكد تقارير الاستخبارات الأمريكية أن محمد بن سلمان تصرّف بسرعة، وبشكل طائش، وتمكّن من إغضاب أبناء العائلة المالكة، الأمر الذي جعل الدوائر الاستخبارية في العالم تصل إلى تقدير أن ما يقوم به سوف ينتهي باغتيال، فهو عديم التجربة، وتنقصه قوة الحماية الداخلية المطلوبة، ولذلك فمن المحتمل أن يدفع ثمناً باهظاً بسبب العاصفة التي جلبها على السعودية.
ومن جملة التقارير التي تتحدث عن الوضع الداخلي السعودي، تقرير نشرته قناة “NBC”، اعتمدت فيه على مقابلات مع 14 مسؤولاً، حاليين وسابقين، أكدت فيها أن محمد وبالرغم من إصدار فتات حقوق خاصة بالنساء، فهو من جهة سمح لهنّ بقيادة المركبات ومشاهدة ألعاب رياضية، إلا أنه من جهة أخرى لم يتردد في وضع والدته رهن الحبس المنزلي.
أضافت القناة: إن محمد بن سلمان أبعد والدته حتى لا تقوم باطلاع والده الملك سلمان (82 عاماً) على ما يقوم به ولي العهد. وكانت قد وصلت تقارير إلى أمريكا، من مصادر استخبارية، تقول إن ابن سلمان كان يخبر لوالده أن والدته تتلقى العلاج الطبي خارج السعودية. وبحسب تلك التقارير، فإن والدة ابن سلمان تقبع رهن الاعتقال المنزلي لكي يتجنب ولي العهد نفوذها على والده.
وفي معرض تعليقها على زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، رأت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن محمد بن سلمان غير قادر على “توفير البضاعة” التي يطلبها ترامب، وأوضحت أن البضاعة تتمثل في دور سعودي فاعل لمواجهة إيران، مبينة أن “التقديرات الصادرة عن الاستخبارية الأمريكية تؤكد أن ابن سلمان مجرد شاب أرعن لا يمكن الاعتماد على قدرته في قيادة التحركات الكبرى والشاملة”.
وأضافت الصحيفة العبرية بحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية وعدد من الاستخبارات العالمية إن مغامرات ابن سلمان الداخلية والإقليمية قد تنتهي بتنفيذ محاولة اغتيال تستهدفه، وأشارت إلى أنه “على الرغم من أنه يتحدث كثيراً وبشكل يبدو مقنعاً إلا أنه يفتقد حصانة داخلية ما قد يجعله يدفع ثمناً باهظًاً جراء العاصفة التي جلبها على السعودية”.
وأكدت الصحيفة العبرية أن السعودية تشكّل بالفعل بقرة حلوب لواشنطن كونها تشتري السلاح الذي يضخّ مليارات الدولارات للصناعات العسكرية الأمريكية، مشيرة إلى أن مصالح واشنطن لا تتوقف عند السلاح فقط، حيث إن الرئيس الأمريكي، وقبيل عرضه لما يسمى “صفقة القرن”، لإنجاز اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يرى في السعودية حليفاً مركزياً ولاعباً له نفوذ، وبحسب التقرير، فإن ابن سلمان لا يكترث لكون الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإنما يسعى لتثبيت مكانة السعودية كقوة إقليمية مقابل إيران التي تواصل تعزيز قوتها ونفوذها.
ويرى ترامب في السعودية دولة يمكن أن تساعد في إنجاز اتفاق (صفقة القرن) بما يتيح لإسرائيل تطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية.
ويشير تقرير الصحيفة العبرية إلى أن ترامب يريد تشكيل جبهة تتألف من أمريكا والسعودية وإسرائيل لوقف ما يطلق عليه “التهديد الإيراني”، بعدة طرق، بحيث يبقى الخيار العسكري على الطاولة، مؤكدة أن ترامب على قناعة بأنه يستطيع وقف البرنامج النووي الإيراني.
“فورين بوليسي” أكدت أيضاً في مقال لها حمل عنوان “وهم” الحقيقة في خطط محمد بن سلمان للإصلاح الاقتصادي، أن الوضع الاقتصادي في السعودية غير مستقر وغير مشجع، فبينما اعتاد الأخوة من آل سعود إدارة الحكم بشكل جماعي مع وجود الملك كرئيس صوري، أصبحت عملية صنع القرار مركزية الآن وتحت إدارة رجل واحد يسيطر على جميع مقومات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهو الآمر الناهي في السعودية، وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد السعودي يواجه تحديات هيكلية عميقة بما في ذلك العجز المالي الكبير الذي تشكّل بسبب انخفاض أسعار النفط والقطاع الخاص اليائس أمام قضية التنويع، وبناءً عليه فإن ولي العهد السعودي لن يكون قادراً على تنفيذ أجندات واشنطن وهو مثقل بالأعباء الاقتصادية والاجتماعية وهذا الكم الكبير من المعارضين داخل أسرته.
و ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن حملة ولي العهد السعودي المسماة بمكافحة الفساد، والتي تضمّنت اعتقال رجال أعمال وسياسيين وعسكريين سعوديين بارزين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، شملت الإساءة الجسدية للمحتجزين والاستيلاء على ممتلكاتهم. وكان الدافع وراء هذا التحرك غير المسبوق ضد أصحاب القوة في النظام رغبة “ابن سلمان” في تعزيز سلطته، وليس هناك أي قلق حقيقي تجاه الفساد. ويؤكد هذه النقطة من خلال تراكم ثروته الخاصة، ويعتقد أن تكون في حدود 17 مليار دولار، بما في ذلك قصر ريفي بقيمة 300 مليون دولار، وشراء يخت بسعر مذهل يصل إلى 500 مليون دولار.
تساءل موقع “لوب لوج” الأمريكي عن صورة محمد بن سلمان التي سوف يراها معظم الأمريكيين خلال زيارة الأسبوع المقبل؟ قائلاً: هل ستكون صورة ابن سلمان، المصلح الشجاع، أم صورة المستبد المتهور، أم خليط من الاثنين معاً؟، معتبراً أن أفضل طريقة للاحتفال بزيارته هي أن يقرّ مجلس الشيوخ مشروع قانون “ساندرز/ لي/ ميرفي”، وينهي دعم واشنطن لتدخله العسكري غير المعقول في اليمن. ويجب أن يشكّل هذا الإجراء بداية مثالية لإعادة تقييم شاملة للعلاقات الأمريكية السعودية ككل، معتبراً أن النظام السعودي أصبح قوة للصراع والانقسام في منطقة هي في حاجة ماسة إلى السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com