الرئيس الصماد يُفشل خُطة هاشم الاحمر ويعمِّق خلافاته مع العكيمي
21 سبتمبر – عمران
فيما العيون باتت على محافظة عمران التي حاول تحالف الحرب على اليمن إسقاطها من الداخل وهو الأمر الذي فشل في بدايته بعد كشف انصار الله وسلطات صنعاء خطة التحالف، عادت من جديد السعودية للبحث عن طريقة تمكنها من إسقاط المحافظة وعلى أقل تقدير إسقاط حرف سفيان بيدها، وهو ما دفعها لتسليم هذا الهدف لهاشم الأحمر مقابل تعيينه قائداً للمنطقة السادسة، غير أن فشل هاشم في إيجاد أي حاضنة له وللتحالف حتى داخل قبيلته “حاشد”، مكّن العكيمي من استغلال هذه الثغرة ورفض دخوله الجوف إلا بعد أن يجد له موطئ قدم داخل عمران.
وقالت مصادر مطلعة ومقربة من محافظ الجوف الموالي لتحالف الحرب على اليمن الشيخ أمين العكيمي أن الخلافات التي نشبت بينه وبين اللواء هاشم الأحمر بدأت منذ أن تم تعيين الأخير قائداً للمنطقة العسكرية السادسة في 18 فبراير الماضي وهي المنطقة التي تضم محافظة الجوف التي يقودها العكيمي.
ويبدو أن العكيمي استاء من قرار هادي الخاضع للإقامة الجبرية بالرياض بتعيين هاشم الأحمر قائداً للمنطقة السادسة فيما هناك قيادات عسكرية أخرى أقدم وأقدر على نيل مثل هكذا منصب، وهو ما يشير إلى أن العكيمي كان ينتظر مكافأته لقاء خدماته التي قدمها للتحالف طوال 3 أعوام أن يتم منحه قيادة المنطقة السادسة، يتضح ذلك جلياً من خلال ما ور من معلومات اوردها المساء برس تفيد بأن العكيمي أقسم أن هاشم لن يدخل الجوف إلا بعد أن تخرج المواجهات إلى مناطق محافظة عمران، وهي المحافظة التي ينتمي إليها الأحمر وقبيلته “حاشد” التي بدأ بتجميع كل من ينتمي إليها من العسكريين الموالين لتحالف الحرب والمتواجدين في مختلف معسكرات “هادي” لإنشاء قوته العسكرية في المنطقة السادسة.
وحسب ما تم تسريبه سابقاً فإن هاشم الأحمر وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالسيطرة على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وفقاً لطلب بن سلمان نفسه، والذي يسعى من خلال ذلك إلى قطع الإمداد عن محافظة صعدة، وعلى هذا الأساس قدّم هاشم خطة عسكرية بأن الهجوم على عمران سيبدأ من الجوف عبر السيطرة على سلسلة جبال تمتد من وسط الجوف وحتى حرف سفيان بعمران بطول 40 كيلو متراً وهو ما لم تستطع تحقيقه قوات هادي والإصلاح منذ 3 سنوات.
وحتى اللحظة لا يزال العكيمي يرفض دخول هاشم الأحمر إلى محافظة الجوف بذريعة عدم قدرة الأخير على تحقيق أي هدف عسكري في محافظة عمران منذ عامين، وهو الذي يقود اللواء 141 الذي يقاتل في جبهة نهم والذي عجز عن إحراز أي تقدم عسكري يغيّر من موازين القوى العسكرية في الجبهة، من جهة، كما لم يتمكن من اتخاذ تواجد قواته هناك منطلقاً لعملية عسكرية باتجاه عمران.
وحسب مصادر مقربة من العكيمي فإن المآخذ التي يستغلها المحافظ العكيمي ضد هاشم هي أنه حظي باهتمام من قبل “هادي” لكونه يمثل أسرة الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر بما يمثله الرجل من ثقل قبلي بانتمائه لقبيلة حاشد، وأنه رغم ذلك لم يستطع أن يحقق أي تأثير يذكر على أبناء قبيلته الذين يقاتلون في صفوف أنصار الله وحكومة صنعاء، ومن وجهة نظر العكيمي أن هذا الفشل القبلي وحده كافٍ لأن يدفع “قوات هادي” لإعادة حساباتها جيداً فيما يخص الشخصيات التابعة لها والتي تحسبها مراكز ثقل عسكري أو قبلي.
و كشفت مصادر في مأرب أن وفداً سعودياً عسكرياً ومعهم علي محسن الأحمر وصل إلى مقر قيادة قوات تحالف الحرب في المحافظة الأسبوع الماضي وبقي فيه لمدة ساعة واحدة فقط ثم غادر، وتبين لاحقاً أن السعوديين ومحسن جاؤوا بهدف التوسط بين هاشم والعكيمي لحل الخلاف بينهما بهدف تمكين الأحمر من الدخول لمحافظة الجوف لبدء ترتيب واستعدادات عمليته العسكرية التي وعد بها السعوديين أن تنتهي بالسيطرة على حرف سفيان بعمران.
المعلومات الجديدة حول هذا الموضوع تتمثل في أن الوساطة السعودية، التي كان قد أشيع أنها فشلت، انتهت بإجبار العكيمي على إفساح المجال لهاشم الأحمر، غير أن العكيمي بعد ذلك طالب هاشم بمبالغ مالية كبيرة قال إنه قدمها على المنطقة السادسة، وحسب المصادر المطلعة فإن هاشم رفض تسليم العكيمي أي مبالغ مالية، الأمر الذي حرف مسار الصراع بين الطرفين ليتجه نحو التصعيد ويتخذ شكل التحدي، فيما يرى مراقبون أن العكيمي بهذا التصرف قام بإخراج آخر أوراقه لمنع هاشم من دخول الجوف.
وأكدت مصادر أن الشيخ علي صالح بن شطيف، من همدان، هو من أعلن تحالفه مع هاشم ضد العكيمي متعهداً بمرافقته بالرجال وسلاحهم حتى يصل هاشم إلى الجوف، الأمر الذي تسبب بخلاف جديد بين “بن شطيف” والمحافظ “العكيمي”، وسبق أن أفادت مصادر في وقت سابق الأسبوع الماضي أن بن شطيف دخل بمشادة كلامية مع العكيمي، حيث خاطب الأول الأخير قائلاً إنه ومن معه من القبائل سيرافق هاشم الأحمر إلى الجوف وهو من سيدخله المحافظة، الأمر الذي أغضب المحافظ العكيمي الذي رد مخاطباً بن شطيف بالقول: “الجوف مش حقك الجوف حقي وانا رأس الجوف وانت يابن شطيف ما معاك إلا اثنين كيلو في الجوف”، في إشارة إلى المساحة الجغرافية التي تمتد إليها قبيلة همدان بصنعاء حتى أطراف محافظة الجوف، وتحديداً منطقة الروض، والتي تعتبرها المصادر أنها تمثل “نقطة ضعف بالنسبة للعكيمي” نظراً لحجمها و”إمكانيتها في أن تضغط عليه للقبول بهاشم الأحمر ولو بالقوة”.
في مقابل ذلك كان الأوان قد فات بالنسبة لهاشم الأحمر في تحقيق أي حضور قبلي في عمران، خاصة بعد أن عادت سلطات صنعاء من جديد لتسجيل حضورها الفاعل في الوسط القبلي عبر اللقاءات المستمرة بمشائخ عمران من ناحية وعبر تنفيذ مشاريع هامة بالنسبة لأبناء مدينة عمران كان آخرها تدشين رئيس المجلس السياسي صالح الصماد مشروع إعادة رصف شوارع وأحياء مدينة عمران الداخلية بمبلغ 250 مليون ريال ومشروع عبّارة سوق الليل وخط عمران- ريدة المتقاطع مع سائلة الناهرة بتكلفة 110 ألف دولار.