من المؤتمرات إلى الأفعال: اليمن يجدد العهد مع فلسطين “لستم وحدكم”

محمد عبدالمؤمن الشامي
منذ انطلاق ثورة 21 سبتمبر، كرّس اليمن مواقفه الواضحة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكّـدًا أن فلسطين ليست مُجَـرّد قضية سياسية عابرة، بل هي معركة الأُمَّــة المركزية وجوهر الصراع بين قوى الاستكبار العالمي ومحور المقاومة. ورغم العدوان والحصار المفروض عليه، لم يتراجع اليمن عن مواقفه الداعمة لفلسطين، بل ازداد تمسكًا بها، مؤكّـدًا أن دعم المقاومة الفلسطينية خيار استراتيجي لا يقبل المساومة.
اليمن تحت قيادة السيد القائد ثبات لا يتزعزع:
تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يظل اليمن حاضرًا بقوة في معركة الأُمَّــة ضد العدوّ الصهيوني، متمسكًا بموقفه الثابت بأن القضية الفلسطينية هي قضية الأُمَّــة المركزية، وأن أي تراجع عنها خيانة لا تغتفر. فمنذ انطلاق “طوفان الأقصى”، كان موقف اليمن واضحًا في دعم المقاومة الفلسطينية، ليس فقط بالخطابات، بل بالتحَرّكات العملية التي أكّـدت أن اليمن جزء لا يتجزأ من محور المقاومة، وأنه قد وجه ضرباته القوية إلى ما يُسمى بـ “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية المحتلّة، وقطع كافة الإمدَادات عبر البحر، مؤكّـدًا أنه سيستمر في هذا المسار الثابت، وأنه لن يتردّد في التصعيد والمضي قدمًا في مواجهته للعدو الصهيوني بكل السبل الممكنة، حتى تحقيق النصر الكامل، ولن يسمح بتكرار محاولات الهيمنة على فلسطين، بل سيظل رأس الحربة في مواجهة المشاريع الاستعمارية الصهيونية.
أهميّة إقامة المؤتمرات بشأن القضية الفلسطينية في اليمن:
في ظل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية ومساعي بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، تأتي المؤتمرات التي تُقام في اليمن حول فلسطين كجزء أَسَاسي من معركة الوعي وتعزيز الموقف المبدئي تجاه القضية. فهذه المؤتمرات ليست مُجَـرّد لقاءات بروتوكولية، بل هي منصات تعبّر عن إرادَة الأُمَّــة الحرة في مواجهة الاحتلال، ومن أبرز أهدافها:
ترسيخ الوعي بالقضية الفلسطينية: تساعد هذه المؤتمرات على إبقاء فلسطين في صدارة الاهتمام الشعبي والرسمي، خَاصَّة في ظل المحاولات المُستمرّة لإلهاء الشعوب بقضايا داخلية وصرف الأنظار عن العدوّ الحقيقي.
تعزيز الروابط مع محور المقاومة: تؤكّـد المؤتمرات أن اليمن جزء لا يتجزأ من محور المقاومة، وأنه رغم العدوان والحصار، لا يزال ثابتًا على مواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
رفض التطبيع ومواجهة التآمر: تُشكّل المؤتمرات رسالة قوية بأن أي محاولات لفرض التطبيع مع العدوّ الصهيوني لن تجد طريقها إلى اليمن، وأن الشعب اليمني يقف بكل قوة ضد المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
مناقشة سبل الدعم والمساندة: توفر المؤتمرات فرصة لدراسة آليات دعم المقاومة الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أَو الإعلامي أَو حتى الشعبي، ما يساهم في تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.
مؤتمرات اليمن.. مشاركة شعبيّة ودولية في دعم القضية الفلسطينية:
ما يميز المؤتمرات اليمنية حول القضية الفلسطينية أنها ليست مُجَـرّد لقاءات رسمية أَو أكاديمية معزولة، بل هي تجسيد حي لتفاعل شعبي واسع يعكس التزاما عميقًا من كُـلّ مكونات الشعب اليمني. من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين وعلماء الدين، إلى القادة السياسيين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني، يشارك الجميع في هذه المؤتمرات في موقف واحد يعبر عن وحدة وطنية متكاملة وتضامن لا يتزعزع مع فلسطين.
ولا يقتصر الأمر على اليمن فقط، بل تشهد هذه المؤتمرات حضور الأحرار من الدول العربية والإسلامية والدولية الذين يشاركون تعبيرًا عن دعمهم القوي لفلسطين، مؤكّـدين أن القضية الفلسطينية هي قضية كُـلّ الأحرار في العالم. هؤلاء الأحرار يساهمون في تعزيز الوعي بالقضية على الساحة الدولية، ويجددون تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في مقاومته المُستمرّة ضد الاحتلال.
رغم العدوان.. اليمن لا ينسى فلسطين:
ما يميز اليمن عن غيره من الدول أن مواقفه تجاه القضية الفلسطينية لم تتأثر بظروفه الداخلية، بل على العكس، زادته الحرب صلابة وإصرارا على الوقوف مع فلسطين. فبالرغم من العدوان والحصار، لم تتوقف صنعاء عن إقامة الفعاليات التي تؤكّـد مركزية القضية الفلسطينية.
واليمن مُستمرّ بعزم لا يلين في مساندة القضية الفلسطينية، حَيثُ يوجه ضرباته القوية إلى ما يُسمى بـ “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ويقطع جميع الإمدَادات عبر البحر، مؤكّـدًا أن هذا المسار الثابت لن يتوقف حتى يتحقّق النصر النهائي، وأنه لن يرضى بغير تحرير كُـلّ شبر من فلسطين، مهما كانت التحديات.
اليمن في قلب المعركة:
يظل اليمن، تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، نموذجًا حيًّا للأُمَّـة التي لم تتخلَّ عن قضاياها المصيرية رغم التحديات. وإقامة المؤتمرات حول القضية الفلسطينية في صنعاء ليست مُجَـرّد مناسبات عابرة، بل هي جزء من معركة طويلة تهدف إلى إبقاء فلسطين في وجدان الأحرار، وترسيخ الوعي بأن لا سبيل أمام الأُمَّــة إلا المقاومة حتى تحرير كُـلّ شبر من أرض فلسطين.