مقالات

مخطّطات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة مصيرها الفشل

محمد علي الحريشي

تزامن تجدد العدوان الصهيوني على قطاع غزة مع عدوان أمريكي آخر على اليمن، الرئيس الأمريكي «ترامب» لم يخفِ رغبته في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن، ويحمل في جعبته مشروع التهجير، وهو العربون الذي قطعه لجماعة اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا أثناء حملته الانتخابية الرئاسية العام الماضي، جماعة الضغط «اللوبي» اليهودي يمسكون بمفاتيح الفوز أَو الخسارة لأي مرشح أمريكي يطمح في الوصول إلى سدة الحكم في أمريكا، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف وضع «ترامب» سيناريوهات لتحقيق وعوده لتهجير الفلسطينيين من غزة، ومن ضمنها:

1- عرقلة تطبيق المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار بين قوى المقاومة الفلسطينية وبين حكومة الكيان عبر مسارين هما:-

أ- تكليف الرئيس الأمريكي مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط لتقديم مقترحات لتمديد المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى يتم بموجبها إطلاق جميع الأسرى اليهود من قطاع غزة، الهدف من المقترحات الأمريكية الجديدة نسف استحقاقات المرحلة الثانية من مراحل وقف إطلاق النار، استخدمت الإدارة الأمريكية أُسلُـوب الإغراء لجر المقاومة الإسلاميّة الفلسطينية للقبول بالوساطة الأمريكية الجديدة، وهو عقد لقاء مع وفد من حماس في الدوحة، لم يكن ذلك اللقاء غير خداع ومكر فالإدارة الأمريكية لم تعقد اللقاء مع وفد من حماس رغبة في السلام وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، لكن اللقاء هو فصل من فصول سيناريوهات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

ب- المسار الآخر: أوعزت الإدارة الأمريكية إلى الحكومة الصهيونية بغلق معبر «كرم أبو سالم» الذي تدخل منه المواد الإغاثية والمساعدات الدولية إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة، كان الهدف من غلق المعبر هو الضغط على الفريق المفاوض الفلسطيني للقبول بالمبادرة الأمريكية.

2- شن القوات الأمريكية العدوان على اليمن تحت مبرّر حماية طريق الشحن التجاري في البحر الأحمر، لكن كان هناك أهداف أُخرى من العدوان مثل، تحييد التدخل اليمني المساند للشعب الفلسطيني بفرض الحصار مرة أُخرى على التجارة الصهيونية عبر البحر الأحمر، أَو بتحييد التدخل الصاروخي والطيران المسيّر ضد العدوّ الصهيوني في حالة معاودة العدوان على قطاع غزة، فلم يكن العدوان الأمريكي على اليمن غير فصل من فصول سيناريوهات تهجير الشعب الفلسطيني لتحييد الجبهة اليمنية في وقوفها مع الشعب الفلسطيني، الإدارة الأمريكية شنت حملة إعلامية موجهة ضد اليمن مصاحبة لعدوانها العسكري، دشّـنها الرئيس الأمريكي وكبار مساعديه ووزرائه كحرب إعلامية لتخويف القيادة اليمنية ومنعها من الرد العسكري على البوارج الأمريكية في البحر الأحمر، وبعد ذلك تشترط بفك الحصار عن التجارة الصهيونية عبر البحر الأحمر والتوقف عن قصف كيان العدوّ بالصواريخ والطيران المسيّر كشروط لوقف العدوان الأمريكي على اليمن.

3- الفصل الرئيسي من فصول سيناريوهات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة تم تنفيذه من قبل الجيش الصهيوني بشن العدوان على غزة، فالعدوان الصهيوني الجديد هو عدوان أمريكي تم بدفع ومباركة من قبل الرئيس الأمريكي «ترامب» لتنفيذ مخطّطات التهجير لإجبار سكان غزة على النزوح إلى خارج القطاع.

لم تنته سيناريوهات التهجير والمسلسل يستمر؛ فهل ستنجح المخطّطات والسيناريوهات الأمريكية بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة؟ لن تنجح وسوف تنتهي إلى الفشل؛ فقوى المقاومة الفلسطينية لن تنطلي عليها اللعبة الأمريكية، وقد حدّدت موقفها من الوساطة الأمريكية الجديدة وتمسكت ببنود وقف إطلاق النار مع الجانب الصهيوني ورفضت تمديد المرحلة الأولى من الاتّفاق، فشلت أمريكا في تحييد الجبهة اليمنية وما زال الحصار على التجارة الصهيونية قائمًا ولن يتراجع حتى فك الحصار عن قطاع غزة، سوف تفشل مخطّطات التهجير ويفشل كيان العدوّ الصهيوني في عدوانه على غزة بفضل صبر وصمود وتضحيات المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني ولن تذهب دماء الأبرياء من الأطفال والنساء هدرًا، سوف ينتصر أبناء الشعب الفلسطيني على عدوهم.

والله وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين والاستخلاف في الأرض.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com