اخبار محليةتقارير

صنعاء.. مواقف مشرفة مع فلسطين وقبلة لأحرار العالم

21 سبتمبر |
يُثبت اليمنيون يومًا بعد آخر، وعبر تاريخهم القديم – الحديث، أنهم عصيون على المؤامرات وسيظلون كذلك، ولن تستطيع أي قوة إجبارهم أو إخضاعهم للهيمنة والوصاية الخارجية، مهما بلغت غطرستها، فالتاريخ شاهد على أن اليمن كان وما يزال وسيظل مقبرة للغزاة والمحتلين.

عشر سنوات من العدوان والحصار الذي شنه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، انتهت بفشل ذريع في كسر اليمن، وإرادته الصُلبة رغم الإمكانيات الهائلة التي أُنفقت في الحرب من أجل تدمير مقدرات اليمن وبنيته التحتية منذ 26 مارس 2015م.

عقد من الزمن وتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عالق في اليمن، لم يحقق أهدافه، بل تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، واليوم يتجدّد العدوان الأمريكي على اليمن في مارس 2025م، لكن بعد تجربة مريرة خاضتها واشنطن والرياض وأبوظبي، لم تجنِ منها سوى الهزائم والخزي والعار.

قبل تلك الحقبة الزمنية، كان اليمن تحت وصاية وهيمنة قوى الاستكبار التي كانت تعبث بمقدراته كيفما تشاء، وتعتبره حديقة خلفية، لكن وبعد قيام ثورة 21 سبتمبر 2014م، تغيرّت المعادلة وأصبح القرار اليمني مستقلا وبيد أبنائه.

اليوم، وبفضل الله وحكمة وحنكة القيادة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأحرار اليمن، تجاوز الشعب اليمني الكثير من التحديات، وأصبح أكثر قدرة على مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي، بما بات يمتلكه من أسلحة حديثة وقدرات عسكرية متطورة قادرة على ردع رأس الشر وأدواتها، إلى جانب ما يسطره من مواقف تاريخية في نصرة فلسطين، باعتبارها القضية المركزية للأمة.

جولة الصراع العربي – الإسرائيلي عقب معركة “طوفان الأقصى” لم تنته بعد، إذ ما يزال العدو الأمريكي الصهيوني يتربص بالمنطقة ومحور المقاومة، وما استئناف العدوان الأمريكي على اليمن والعدوان الصهيوني على غزة إلا جزءًا من جولة صراع جديدة، سيكون النصر فيها حلفيا للمقاومة الحرة التي بات اليمن يتصدرها اليوم.

الموقف اليمني الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني وإسناد غزة نابع من إباء وشهامة وإيمان وعقيدة راسخة، وهو ما أزعج الإدارة الأمريكية وجعلها تطلق تهديداتها الجوفاء على لسان المعتوه ترامب في محاولة لمنع اليمن من فرض الحصار البحري على سفن العدو الإسرائيلي.

وعلى إثر التهديدات الأمريكية وما أقدم عليه العدوان الأمريكي من استهدف للمدنيين والأعيان المدنية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، جاء الرد اليماني سريعًا باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” والمدمرات المرافقة لها أربع مرات خلال 72 ساعة، في تأكيد على أن اليمن لن يخضع لأي تهديد وسيواصل إسناد غزة مهما كان الثمن.

ويعتبر محللون الضربات الأمريكية الأخيرة ضد اليمن تحولًا خطيرًا قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة كما أنه يكشف عن المأزق الذي يعيشه الرئيس الأمريكي ترامب، خاصة مع إصرار صنعاء على الاستمرار في استهداف السفن الإسرائيلية المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة حتى يتم رفع الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على قطاع غزة.

وبفضل هذا الموقف الشجاع أصبح اليمن قبلة لكل الأحرار في العالم، ويُعول عليه في تغيير معادلة الصراع لصالح الشعوب المستضعفة، ولعل ما شهدته العاصمة صنعاء من توافد للكثير من الوفود العربية والإسلامية والدولية للمشاركة في المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” لأكبر دليل على ذلك.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com