في “يوم الفرقان”.. رسالةُ اليمن وشعبه إلى أمريكا و”إسرائيل”

أكرم عبداللّه القرشي

في ذكرى غزوة بدر الكبرى، التي سماها الله “يوم الفرقان”، حَيثُ يُفرّق بين الحق والباطل، خرج الشعب اليمني بمسيرات مليونية غاضبة، بـ”قوة الإيمان” والتي هزّت أركان المستكبرين، رافضًا العدوان الأمريكي وصمته العالمي المُريب تجاه جرائم الكيان الصهيوني وإعادة استئناف الحرب على اليمن وكل فلسطين من غزة إلى الضفة الغربية

والمسيرات لم تكن مُجَـرّد احتجاج، بل إعلانًا تاريخيًا: أن قوة الإرادَة الشعبيّة المُتّوكِلة على الله أقوى من كُـلّ حاملات الطائرات وأسلحة الدمار.

وكلّمة الفصلِ من السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه اللَّه: كان صرخةً يوم “الفرقان” تدوي في ضمير الأُمَّــة ليصحى وليفرّق بين الحق والباطل: وإننا في اليمنِ “لن نركع للهيمنة الأمريكية، ولن نسمح بتحويل بحارنا إلى ساحات لاستعراض القوة الواهية”. فـ”بيت العنكبوت” الذي شبه الله به قوى الظلم والبغي والاستكبار —وإن بدت قوة ضاربة كما يسمونها — لا يقاوم ريح الحق العاتية. فها هي أمريكا، رغم ترسانتها النووية، تُكشف هشاشتها كلما حاولت قتل إرادَة شعب يؤمن بأن النصر من عند الله وإن تنصروا الله ينصركم ويثبتَ أقدامكم.

ضرب واستهداف حاملات الطائرات لم يكن عملًا عسكريًّا فحسب، بل رمزًا لانهيار أُسطورة التفوق الغربي. فاليمنيون، بأسلحة الإيمان والوعي، حوّلوا البحر الأحمر إلى مقبرة لأوهام التمدد الصهيو-أمريكي، مُذكرين العالم بأن الجغرافيا السياسية لم تعد تُحدّدها القواعد العسكرية، بل إرادَة الشعوب التي ترفض أن تكون ضحيةً للتقسيم والنهب.

اليــوم السيــد القائد وبـصمود اليمني، يعيد اليمن كتابة تاريخ المقاومة والنضال والحرية والاستقلال لابلــ وصاية: فكما انتصر القلة بالإيمان في بدر، ينتصر المليون بالصمود في مواجهة أعتى قوة استعمارية. رسالتهم واضحة: “لا خيار لنا إلا أن نكون جدارًا يحطم غطرسة الطغيان الصهيوأمريكي وبلحق وبقوة اللّهِ سنغيرُ نحنُ ملامح الشرق الأوسط.. فالحق لا يُقهَر، والباطل —وإن طال لياليه— مصيرهُ الزوال”.

فـ. هذه المسيرات ليست لليمن وحده، بل تعد صوتًا وصرخةً لكل المظلومين: إن المعركة الحقيقية هي معركة الوعي، وأن دماء الأبطال في غزة وصنعاء ولبنان تُثبت أن بيت العنكبوت إلى السقوط.. فمتى تعي البشرية أن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في العدل والإيمان؟