اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

لا قنابل بايدن ولا صواريخ ترامب توقف اليمن

21 سبتمبر |
“الضربات الأمريكية لن توقف الحوثيين، بل ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد ضد البحرية الأمريكية، فصواريخ ترامب ليست أكثر فاعلية من قنابل بايدن”، هكذا قال القائد السابق في قوات البحرية البريطانية، توم شارب.

وأضاف: “لن تنجح الضربات الأمريكية بدون إستراتيجية شاملة. وحتى لو نجحت، فإن الحوثيين سيستمرون في استهداف السفن المعادية في البحر الأحمر؛ لإبقاء الضغط”.

وتابع: “الحوثيون باتوا يصنعون الصواريخ والمسيَّرات بأنفسهم، ويملكون مخزوناً هائلًاً من المسيَّرات والصواريخ، على الرغم من محاولات تعطيل إمداداتهم لسنوات بالحصار، وقد أصبحوا مصدِّرين للأسلحة”.

وزاد: “لن يكون هناك نصر سهل لقوات البحرية الأمريكية في الحرب التي تخوضها ضد الحوثيين في البحر الأحمر، وقد شارك سلاح الجو البريطاني مع الجيش الأمريكي، العام الماضي، في عمليات جوية على الحوثيين، لكنها لن تحقق أي نتائج، حتى هجمات التحالفات العسكرية لم تغيّر”.

ومضى يقول، وفقاً لمصادر إعلامية: “البحرية الأمريكية معرضة للخطر طالما بقيت في مديات الصواريخ اليمنية، فالحوثيون يعتمدون على تكتيكات التخفي في عمليات إطلاق الصواريخ من منصات متحرِّكة يصعب استهدافها، ويطلقون المسيَّرات من منصات يمكن التخلص منها ببساطة بعد الاستخدام”.

المؤكد، وفق التحليل العسكري للقائد شارب، أن الضربات الأمريكية تعاني من إشكالية إستراتيجية في التأخير الزمني لاستهداف منصات الإطلاق للقوات اليمنية التي تعتمد على التكتيكات المتحركة، في حين يواجه قائد الحاملة الأمريكية “يو إس إس ترومان” الجديد، القبطان كريس هيل، تحدياً صعباً في ظل تصعيد اليمنيين هجماتهم في البحر الأحمر.

لا جدوى للعسكرة مع اليمن

في السياق، أكد “مركز البحوث والدراسات للمجلس الأطلسي” أنّ إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خاطر بتكرار أخطاء الماضي باعتماده على سياسة الحلول العسكرية في اليمن، التي تزيد تعقيد الصراع، وتعمّيق الأزمة الإنسانية.

وقال، في تقريره العسكري: “تنتهج إدارة ترامب أساليب الخيارات العسكرية السريعة، التي يعود زمنها إلى تأريخ هجمات 11 سبتمبر، متجاهلة أهمية بناء خطة مستدامة لحل الأزمة في اليمن”.

وأضاف: “إنتهاج الحلول العسكرية لن يُنهي الصراعات المعقّدة، بل يزيد من تعميقها، والنتيجة استمرار الأزمات والقتال والتدخّل الأجنبي، والتشرذم، وضعف الحكم، وتضاعف الوضع الإنساني الكارثي”.

النتيجة المحسومة برأي المجلس الأطلسي، ‏وهو مؤسسة بحثية أمريكية لها 10 مراكز بحثية مختصة في شؤون الأمن والاقتصاد العالمي، “إنّ غياب الفهم العميق للصراع اليمني من قِبل الولايات المتحدة ودول الغرب أدى إلى تفاقم الأزمة في اليمن، ما يضعف الدور الأمريكي الحيوي في المنطقة”.

شكوك غربية

بدورها، شككت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في أهداف ترامب استئناف العدوان الأمريكي بالضربات العسكرية على اليمن، بمبررات تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

وتساءلت حول ما إذا كانت الضربات العسكرية الأمريكية المُكثّفة ستوقف تهديدات هجمات الحوثيين، أم أنها ستُصبح مجرد لعبة باهظة التكلفة؟

وقالت: “إن القضاء على الحوثيين بشكل حقيقي يتطلب أكثر من بضعة صواريخ توماهوك وغارات جوية”، مشيرة إلى عجز إدارة بايدن.

وأضافت: “لقد هاجمت إدارة بايدن الحوثيين مراراً، لكنها عجزت عن كسر قبضتهم الخانقة على أحد أهم الممرات المائية للشحن البحري في العالم (البحر الأحمر)”.

وقال الخبير البحري والأستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية، جيمس هولمز، للمجلة: “لديَّ شك في جدوى الحملة الجوية والبحرية للقوات الأمريكية في وقف هجمات الحوثيين اليمنيين”.

وأضاف:” كان على ترامب إدخار مخزونات الذخائر الثمينة لحرب مستقبلية ومحتملة في المحيط الهادئ بدلاً من استنزاف تلك الموارد العسكرية الأمريكية المحدودة في حرب غير مجدية”.

استئناف الإسناد

واستأنفت القوات اليمنية، الأسبوع الماضي، عملياتها العسكرية ضد السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر؛ إسناداً غزة، بعد منع الكيان إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

والسبت الماضي، شنَّت الولايات المتحدة عدوانا غادرا على اليمن، بعدة غارات جوية على العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية المحررة، أدى إلى استشهاد أكثر من 53 مدنياً و100 جريح.

وللمرة الرابعة خلال 72 ساعة، تستهدف القوات المسلحة اليمنية حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان”، وقِطعها الحربية شمال البحر الأحمر؛ رداً على العدوان الأمريكي، بعدد من الصواريخ والمسيِّرات، وأفشلت عدوانا جويا على اليمن.

يُشار إلى أن قوات صنعاء فرضت حظراً بحرياً على سفن “إسرائيل” وحلفائها، مُنذ نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، وأطلقت 1165 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان.

وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في المواجهات البحرية، أكثر من 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، خلال 14 شهراً، دعما للمقاومة؛ ونصرة لغزة.

السياســـية – صادق سريع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com