معركة البحر الأحمر.. مقدمة رئيسية لزوال الهيمنة الأمريكية

21 سبتمبر |
مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد وانهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي تسيّدت أمريكا العالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، لكن هذه السيادة كانت بحاجة إلى عقل وحكمة لإدارتها والبقاء فيها..
لم تفلح أمريكا في ذلك بسبب جنون العظمة الذي أعماها وكانت من نتيجة ذلك سلسلة من الإخفاقات والهزائم في العديد من المواقع التي تتواجد فيها أمريكا، وأبسط مثالين على ذلك الانسحاب المهين لأمريكا مع بقية دول الناتو من أفغانستان مؤخراً والهزيمة المذلة لها في معركة البحرين الأحمر والعربي من قبل قوات البحرية اليمنية وسلسلة الانكسارات التي يتلقاها الكيان الصهيوني وحليفتيه أمريكا وبريطانيا في قطاع غزة على أيدي أبطال حركة حماس.
حقيقة عسكرية يعرفها كافة القادة العسكريين في العالم أن السلاح مهما كان تطوره وتكنولوجيته المتقدمة لا يمكن أن يحسم معركة لأن العامل الحاسم في أي معركة هو الإنسان وليس السلاح، النصر دائماً حليف المقاتل الذي يتسلح بعقيدة قتالية عادلة وإيمان لا حدود له بالقضية التي يقاتل من أجلها.
لقد مثّلت معركة البحرين الأحمر والعربي التي تدور رحاها حالياً بين البحرية اليمنية والبحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية علامة فارقة في التاريخ العسكرية الحديث والمعاصر ونقطة مفصلية في كيفية إدارة الحروب في المسطحات المائية بين من يوصفون بأنهم أقوى قوة بحرية في العالم (أمريكا) وبين بحرية ناشئة وفتية (البحرية اليمنية).
هذه المعركة سيقف أمامها المؤرخون العسكريون طويلاً وستدرّس في المعاهد والكليات العسكرية على مستوى العالم لمعرفة سر القوة التي مكّنت البحرية اليمنية من إلحاق هزيمة كبيرة ببحرية دولة تقول إنها سيدة البحار والمحيطات.
الآن وكأمر واقع يقف العالم كله مبهوراً أمام ما يسطره المقاتل اليمني من نجاحات في معركته العسكرية أمام ما توصف بأقوى قوة بحرية على مستوى العالم.
لقد أصبحت هزيمة أمريكا في معركة البحرين الأحمر والعربي حقيقة يعيشها العالم ويتابع فصولها أولاً بأول، الأمر الذي يمكن القول إن أمريكا قد دخلت في مصيدة القوات اليمنية، التي تبدو لأمريكا كسراب تضرب ثم تختفي، ما أفقد القادة العسكريين الأمريكيين توازنهم جراء هذا التكتيك العسكري اليمني المبتكر.
والآن يمكن القول إن الخيار العسكري الذي اتخذته الجمهورية اليمنية في مواجهة الغطرسة الأمريكية خياراً مثالياً للتصدي لعدو لا يعرف إلا لغة القوة، وذلك دعماً وإسناداً لعملية طوفان الأقصى ومظلومية الشعب الفلسطيني وليصبح العالم على قناعة أن ما عملته البحرية اليمنية في مواجهتها الجبارة مع البحرية الأمريكية قد فرض واقعاً عسكرياً جديداً وسيعقبه واقع سياسي يصب في مسار إغلاق ملف القطب الواحد الذي تتزعمه أمريكا.