العدوان الأمريكي الفاشل على اليمن

عبد الوهاب حكفوف
واشنطن تضرب، لكن الصواريخ لا تغير شيئًا. مرة أخرى، تحلق الطائرات الأمريكية فوق اليمن، تقصف، تدمر، ثم تعود إلى قواعدها، فيما يقف مقاتلو أنصار الله على الأرض، أكثر صلابة، وأكثر ثقة، يطلقون صواريخهم نحو البحر الأحمر، يرسلون الطائرات المسيّرة، يفرضون معادلات جديدة، وكأن شيئًا لم يحدث.
قالوا إنهم سيدمرون قدراتهم، لكن ها هم أنصار الله يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” للمرة الثالثة، بصواريخ باليستية ومجنحة ومسيّرات.
كانت واشنطن تحضّر لضربة، لكن الطائرات لم تكمل مهمتها، عادت كما جاءت، والرسالة كانت واضحة: “لن يكون البحر الأحمر ساحة مفتوحة لأحد سوى لأصحابه”.
يقول الأمريكيون إنهم يستهدفون “البنية التحتية العسكرية”، لكن من يملك القدرة على تأكيد ذلك؟ لا أحد يعرف مواقع أنصار الله بدقة، ولا أحد يملك معلومات حقيقية عن مدى تأثرهم بالقصف. كل ما نعرفه أنهم يواصلون القتال، لم يتراجعوا خطوة، لم يفقدوا روحهم، بل إنهم اليوم أكثر إصرارًا على استكمال المعركة.
يتحدث الأمريكيون عن “تحجيم التهديد”، لكن أي تهديد؟ السفن الإسرائيلية ما زالت ممنوعة، صواريخ أنصار الله ما زالت تنطلق، والولايات المتحدة نفسها تبدو عاجزة عن تغيير قواعد اللعبة.
القصف الجوي وحده لا يصنع انتصارًا، الطائرات لا تستطيع أن تحسم معركة ضد مقاتلين يعرفون الجبال والشعاب، يتحركون كما يتحرك الموج، لا يتركون أثرًا، لكنهم حتماً يتركون أثر الخوف في قلوب أعدائهم.
كلما ظنوا أن هذه الحرب ستنتهي في غضون أيام، فوجئوا بأنها تمتد، تزداد تعقيدًا، وتكشف أن أمريكا، رغم كل جبروتها، لا تملك أكثر من شاشة دخان، دعاية عسكرية تبتز بها الخليج، ورسائل تهديد فارغة تحاول بها كسر إرادة شعب لا يُكسر.
الحرب ليست طائرات تحلق وتقصف، الحرب هي من يبقى حتى النهاية، ومن يفرض كلمته رغم كل شيء. وحتى الآن، “أنصار الله” هم من يملكون الكلمة الأخيرة.