السيد القائد عبدالملك الحوثي: في الكائنات الحية تتفاوت مسألة الهداية في إطار مهامها ودورها في الحياة

قال السيد القائد عبدالملك بن بدالدين الحوثي خلال محاضرته الرمضانية الـ(14): في الدراسات والأبحاث المعاصرة، التي تعتمد على أجهزة للرصد، والتصوير الدقيق، والرقابة الطويلة، لأنواع من الحيوانات والكائنات؛ تظهر العجائب، التي تبيِّن كم ألهمها الله ‘سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى’ أن تتصرف بدقة ووفق نظام معيَّن.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته الرمضانية الـ(14) مساء اليوم الجمعة 14 رمضان 1446هـ الموافق 14 مارس 2025م: ولذلك يقول الله عن النحل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:68-69]، فالله ‘سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى’ يبيَّن أنه أوحى إليها، هذا الوحي هو هذا الإلهام، فيما غرزه الله في فطرتها.. ولذلك نجد في قصة نبي الله سليمان ‘عَلَيْهِ السَّلَامُ’ في قصة الهدهد، وكيف تخاطب مع الهدهد، وكيف شرح الهدهد عن قصته في رحلته تلك إلى اليمن.. {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}[النمل:22-24].
وأردف قائلا: يُقدِّم تقريراً كاملاً، وموجزاً في نفس الوقت، عن واقع أهل مملكة سبأ: على المستوى السياسي، على المستوى الديني، على المستوى الاقتصادي، على المستوى العسكري، على مستوى الإمكانات.. وكذلك ينقدهم فيما هم عليه من ضلال في عبادتهم للشمس من دون الله، وكيف أن الشيطان ورَّطهم، وأضلَّهم، وزيَّن لهم ما هم عليه من الضلال الرهيب.. فهذا الفهم، وهذا المستوى من الإدراك للهدهد، يُبيِّن مستوى الهداية الإلهية الفطرية.
وأضاف: في قصة النملة نفسها، في (سورة النمل)، في قصة نبي الله سليمان ‘عَلَيْهِ السَّلَامُ’، عندما تحرك بجنوده: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}[النمل:18].. هذا المستوى من الإدراك، من المعرفة، من الفهم، هو في إطار هذه الهداية من الله ‘سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى’.. في الكائنات الحية تتفاوت المسألة- كما قلنا- في إطار مهامها في الحياة، ودورها في الحياة.