اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرتقارير

حماس تحذر الاحتلال… لا تمديد للهدنة دون تنفيذ المطالب

في ظل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، وضعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثلاثة شروط أساسية لاستمرار اتفاق الهدنة، وهي إجراء عملية تبادل الأسرى، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والتعهد بعدم العودة للعدوان، هذه الشروط تعكس موقفًا ثابتًا للحركة، وتؤكد أن أي تهدئة قادمة يجب أن تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وأمنه، بعيدًا عن المناورات الإسرائيلية المعتادة.

شروط حماس.. استراتيجية لحماية الشعب الفلسطيني

لم تأتِ مطالب حماس في سياق تفاوضي ضيق، بل تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى حماية سكان غزة من العدوان المتكرر، وضمان عدم السماح للاحتلال بفرض واقع جديد يكرّس الهيمنة العسكرية على القطاع، فبعد أكثر من أربعة أشهر من العدوان الإسرائيلي الوحشي، بات واضحاً أن العدو لا يريد فقط استهداف المقاومة، بل يسعى لإبادة السكان عبر الحصار والتجويع والتدمير الممنهج.

1. تبادل الأسرى

ملف تبادل الأسرى هو أحد أبرز الملفات التي تضعها حماس على الطاولة، وهو جزء من معادلة الردع التي تسعى المقاومة إلى فرضها، حيث تؤكد الحركة أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال هو شرط لا يمكن التنازل عنه، وخاصة في ظل المعاملة القمعية التي يتعرض لها الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية.

2. الانسحاب الكامل من غزة وإنهاء الاحتلال

لا تقبل حماس بأي حلول وسط في هذا الملف، فالوجود العسكري الإسرائيلي في غزة، سواء عبر الاجتياح البري أو القصف المتواصل، يجب أن ينتهي بشكل كامل، ويعتبر هذا البند ضمانة أساسية لمنع “إسرائيل” من تنفيذ مزيد من الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، كما أن المقاومة تدرك أن الاحتلال يحاول إطالة أمد العدوان بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض، وهو ما ترفضه بشكل قاطع.

3. التعهد بعدم العودة للعدوان من قبل الكيان الصهيوني

الهدنة ليست مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة قتال جديدة، بل يجب أن تكون اتفاقًا ملزمًا يمنع “إسرائيل” من استخدام القوة العسكرية كأداة سياسية، لذا، فإن حماس تطالب بضمانات واضحة تحول دون عودة الاحتلال إلى شن عمليات عسكرية متكررة على القطاع، وهو مطلب مشروع يهدف إلى حماية المدنيين من القصف والدمار المستمر.

حماس ترفض التلاعب الإسرائيلي بمسار الهدنة

منذ بدء مفاوضات وقف إطلاق النار، تحاول “إسرائيل” المماطلة والتسويف لتجنب الالتزام بشروط المقاومة، فقد سعت حكومة الاحتلال إلى تمديد المرحلة الأولى من الهدنة دون تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة، في محاولة منها لاستنزاف صبر المقاومة وكسب المزيد من الوقت لتحقيق أهدافها العسكرية، إلا أن حماس كانت واضحة في موقفها، وأبلغت الوسطاء الدوليين رفضها لأي تمديد لا يتضمن التزامات حقيقية من جانب الاحتلال.

الدعم الشعبي والإقليمي لحماس.. المقاومة خيار لا بديل عنه

يحظى موقف حماس بدعم شعبي واسع داخل فلسطين وخارجها، فالجماهير الفلسطينية، التي عانت الويلات بسبب الحرب والحصار، ترى في المقاومة الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق، كما أن القوى الإقليمية، وخصوصًا محور المقاومة والدول المناصرة للقضية الفلسطينية، تدرك أن استمرار دعم حماس هو الضامن الوحيد لمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه التوسعية.

المجتمع الدولي.. ازدواجية المعايير في التعامل مع غزة

رغم الكارثة الإنسانية في القطاع، لا يزال المجتمع الدولي متخاذلًا في الضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه، فبينما تتحدث بعض القوى الكبرى عن ضرورة التهدئة، فإنها في الوقت ذاته تواصل تزويد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي، وهذا يضع الفلسطينيين أمام واقع واضح: الاعتماد على المقاومة والموقف الثابت هو السبيل الوحيد لفرض الحقوق.

“إسرائيل” بين الحصار والتجويع.. جريمة حرب مستمرة

لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على القصف والتدمير فقط، بل اعتمد الاحتلال استراتيجية الحصار والتجويع كأداة حرب للضغط على المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، فمع دخول شهر رمضان، تصاعدت معاناة سكان القطاع، حيث يمنع الاحتلال وصول المساعدات الغذائية والطبية، في محاولة لتركيع الفلسطينيين عبر سياسة العقاب الجماعي.

تجويع الفلسطينيين ليس مجرد إجراء عسكري، بل هو جريمة حرب واضحة وفق القانون الدولي، حيث تستخدم “إسرائيل” الغذاء والماء والدواء كسلاح لإخضاع المدنيين، وقد دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة مرارًا إلى كسر الحصار عن غزة، إلا أن التجاوب الدولي ظل ضعيفًا بسبب النفوذ الإسرائيلي والازدواجية في تطبيق القانون الدولي.

في هذا السياق، تبرز أهمية التحركات الإقليمية والدولية لكسر الحصار، حيث دعت حماس الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لإنهاء هذه الجريمة التي تمارس بحق الفلسطينيين يوميًا.

حماس والمقاومة… موقف ثابت أمام العدوان الإسرائيلي

رغم التصعيد المستمر، تواصل حركة حماس موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، فالمقاومة لم تقبل بأي اتفاقيات هشة تتيح للاحتلال فرصة إعادة ترتيب أوراقه والاستمرار في عدوانه، بل وضعت شروطًا واضحة لأي تهدئة مقبلة، تضمن وقف العدوان بشكل كامل وتحقيق مكاسب استراتيجية لمصلحة الشعب الفلسطيني.

المقاومة في غزة لم تكن يومًا مجرد رد فعل على اعتداءات الاحتلال، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى حماية الفلسطينيين وفرض معادلة ردع جديدة تمنع الاحتلال من استباحة الدم الفلسطيني متى شاء، ولذا، فإن حماس تواصل تعزيز قدراتها العسكرية والسياسية، مستندة إلى دعم شعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الوحيد القادر على انتزاع الحقوق.

في الختام، يبقى السؤال الأهم هل ستذعن “إسرائيل” لشروط المقاومة أم ستستمر في المماطلة والعدوان؟ حتى الآن، لم يظهر الاحتلال أي بوادر جدية لقبول المطالب الفلسطينية، ما يرفع احتمالية العودة إلى المواجهة العسكرية إذا استمر التعنت الإسرائيلي، ولكن المؤكد أن حماس والمقاومة الفلسطينية لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وستواصل معركتها حتى تحقيق الحرية والكرامة لأهل غزة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com