محامية فلسطينية تلتقي الطبيب أبو صفية ..وتكشف عن معاناته في سجون العدو
محامية فلسطينية تلتقي الطبيب أبو صفية ..وتكشف عن معاناته في سجون العدو

21 سبتمبر |
كشفت المحامية غيد قاسم من الناصرة المحتلة اليوم الاثنين، المعاناة التي مر بها مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب الأسير حسام أبو صفية، الذي اعتقله جيش العدو الصهيوني أثناء حصاره للمستشفى.
ووفقا لوكالة صفا الفلسطينية تمكنت المحامية قاسم، يوم الخميس الماضي، من زيارة الدكتور أبو صفية المعتقل منذ أكثر من 70 يوماً، في سجن “عوفر” غرب رام الله، بعد أن قضى نحو 14 يوماً في معتقل “سدي تيمان” سيئ السمعة.
واعتقلت سلطات العدو الدكتور أبو صفية بتاريخ 27/12/2024، من مستشفى كمال عدون في محافظة شمال غزة، مع العديد من العاملين والأطباء والمواطنين.
ونقلت المحامية قاسم إفادة أبو صفية حيث قالت:” منذ لحظة الاعتقال نُقل أبو صفية لمعتقل سدي تيمان سيئ السمعة، وعُزل لـ14 يوماً، فيما بعد نُقل إلى سجن عوفر وعُزل لـ25 يوما، عقب العزل نُقل لقسم 24 مع بقية المعتقلين الغزيين، وهو أحد القسمين الذي يتواجد فيه معتقلون من غزة بالإضافة لقسم 23، في محاولة لعزلهم عن باقي المعتقلين والأسرى من الضفة والداخل”.
وعن التحقيق مع أبو صفية، أوضحت قاسم، أنّ “أطول فترة تحقيق تعرض لها أبو صفية كانت لمدة 13 يوماً متواصلة، وكل تحقيق يمتد من ثمان حتى عشر ساعات، وتعرض خلال كل هذه الفترات لتنكيل وتعذيب واعتداءات مستمرة وبشعة جدا”.
وحول أول ما سأل عنه أبو صفية خلال اللقاء مع قاسم، قالت: إنّه “قبل اعتقاله بشهرين استشهد نجل أبو صفية في غزة، وبسبب الأوضاع لم يتمكن من دفنه بشكل لائق وفي مقبرة، فكان دفنه مؤقتاً في محيط مستشفى كمال عدوان، وعند بدء اللقاء كان همّه الأساسي وأول أسئلته إذا تم نقل الجثمان ودُفن نجله بشكل لائق وكريم أو لا، بالإضافة لموضوع فقدانه والدته التي توفت بعد اعتقاله بـ عشرة أيام”.
وبشأن مدى معرفة أبو صفية عن الصدى الذي أحدثته قصة صموده في المستشفى واعتقاله، قالت قاسم إنّه “لم يكن يعرف أبو صفية عن أن قضيته أخذت كل هذا الصدى الإعلامي المحلي والعربي والعالمي، هم معزولون داخل السجن بشكل شبه تام، ولا يعرفون ما الذي يجري في الخارج ولا التطورات الجارية في غزة”.
وعن مشاهد التعذيب والقمع التي رواها أبو صفية لقاسم، قالت: “إذا ما تحدثنا عن معتقل سدي تيمان فهو مسلخ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، التعذيب والانتهاكات والتجويع فيه غير مسبوقة. نتحدث عن أسرى مكبلين بالأصفاد منذ عشرة أشهر، أسرى أطرافهم مبتورة دون علاج، أسرى طاعنين في السن مكبلين ومعصوبي الأعين، أسرى فقدوا من وزنهم 70 – 90 كيلوغراما، علاوة على موضوع البرد القارس، حيث إن ّالأسرى في أقفاص مفتوحة، أي أنهم يتعرضون للرياح ومياه الأمطار، ويجبرونهم على الجلوس على الأرض دائماً ومنع الحديث مع بعضهم البعض، ومنع الصلاة وقراءة القرآن”.
وتابعت المحامية: “بالإضافة إلى العذاب النفسي بعد إيصال المخابرات معلومات للأسير الفلاني أن كل عائلته استُشهدت، بصرف النظر إن كانت المعلومة صحيحة أو لا فالأسير داخل السجن معزول تماماً وليس لديه أي مصدر للمعلومات والأخبار إلا إذا سُمح بزيارته، وهذه المعلومات تترك أثراً سلبياً كبيراً على الأسير الذي يعاني أصلا من مآلات التعذيب”.
وبشأن التقرير الذي أعدته القناة 13 الصهيونية وظهور أبو صفية خلال، قالت قاسم: “أبو صفية فوجئ بالتصوير الذي حصل، لم يتم إخباره ولم يكن يعرف أن هناك تصويراً، ولا الجهات التي صورته، وبعد اللقاء استفردوا به وتعرض لإهانات وضرب وابتزاز وتعذيب”.
وحول الوضع القانوني لأبو صفية، أضافت: “سلطات العدو الصهيوني حاولت تحويل ملف أبو صفية لملف أمني عادي بهدف تقديم لائحة اتهام، وبعد سلسلة من التحقيقات والتعذيب القاسي كي يوقعوه بأي شبهة يستندوا عليها بلائحة الاتهام، وبعد أكثر من 45 يوماً لم يستطيعوا إيجاد شبهة ضده، أعادوا ملفّه لتعريفه الأول (مقاتل غير شرعي) وملف المقاتل غير الشرعي ليس له أي حقوق، إن كانت حقوق بالتمثيل أو لائحة اتهام، وفي كل مرة يتجدد قرار تمديد الاعتقال”.
وختمت قاسم حديثها بالقول، إنّه “عند انتهاء الزيارة تركت أبو صفية وهو بمعنويات عالية، وقد شدد على رسالة وجملة أن (الإنسان هو تاريخ، وتاريخه هو عبارة عن موقف يوضع ويُدرس)”.
يذكر أنّ الشهر الماضي، نشر الإعلام الصهيوني، مقطع فيديو لمدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية من داخل المعتقل، وذلك لأول مرة، منذ تاريخ 27 ديسمبر 2024، وظهر الطبيب أبو صفية مكبل اليدين والقدمين وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب، وذلك خلال مقابلة مع القناة 13 الصهيونية من داخل المعتقل.
وأتى ذلك، بعد أيام قليلة من قرار سلطات العدو تحويل الطبيب أبو صفية إلى الاعتقال تحت صفة “المقاتل غير الشرعي”، والكشف عن تعرضه للتعذيب والتنكيل والإهمال الطبي.