اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرتقارير

شخصية عربية بارزة: الشهيد “نصر الله” كان تجسيداً لوحدة الأمة الإسلامية

تحدث الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي “معن باشورة” في مقال له عن شخصية الشهيد السيد حسن نصرالله وصفاته البارزة فقال: “كان يتعامل مع الجميع بمنتهى التواضع، ومشروعه الوحدوي أنقذ لبنان والأمة الإسلامية من فتن كثيرة”.

وحسب عدد من المصادر الإخبارية، واستمراراً لأحاديث ومقالات كتّاب الأخبار والشخصيات العربية والإسلامية الكبرى عن الشهيد السيد حسن نصر الله عشية تشييع جثمانه الطاهر إلى جانب الشهيد السيد هاشم صفي الدين، تناول “معن بشور” الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، السمات الشخصية النبيلة للشهيد سيد المقاومة في مقالة، ملخصها كما يلي:

“لقد كُتب الكثير عن الشهيد السيد حسن نصر الله الذي ضحى بحياته في سبيل القدس، وعُرف بين الأمة الإسلامية بأنه مجاهد كبير وقائد ومفكر وعالم، وكان حاضراً دوماً في ساحات الجهاد والعمل السياسي، ولكنني في هذا المقال سأحاول أيضاً أن أتحدث قليلاً عن شخصية هذا القائد العظيم وتواضعه وإخلاصه.

كان الشهيد نصرالله يتمتع بأفضل صفات القائد

منذ أن عرفت الشهيد نصر الله في بداية تسعينيات القرن الماضي، بعد انتخابه أميناً عاماً لحزب الله بعد استشهاد السيد عباس الموسوي، كان من أبرز الصفات التي رأيتها فيه هي الاحترام والمحبة والصدق والثقة، وكل من عرفه يعرف ذلك، لقد كان التواضع من أعظم فضائل الشهيد السيد حسن نصر الله، فلم يكن متعجرفاً أو مغروراً أمام الآخرين، وكان هذا التواضع مصحوباً بالصدق والشفافية والبساطة، وهو أفضل صفة يمكن أن يتحلى بها القائد، كما أن تواضع الشهيد نصر الله الجميل والودود يجعل كل من يستمع إليه يشعر بأنه كان قائداً عظيماً دخل تاريخ الأمة الإسلامية بكل ما أوتي من قوة، فالمحبة التي كان وظل الناس يكنونها للسيد الشهيد المقاومة؛ هي حب حقيقي ومتبادل ولا يعتمد أبدًا على الإطراء.

إن تواضع الشهيد السيد حسن نصر الله وتواضعه هو الذي فتح القلوب له، حتى وصل إلى مكانة لا يصل إليها إلا القليل من الزعماء، قائد أوجد دافعاً عظيماً للجهاد بين الناس، وكان الجميع على استعداد للتضحية بأرواحهم في الطريق الذي اختاره هذا القائد العظيم، لقد ربط هذا الرجل المقاوم العظيم حياته بالمبادئ العادلة للأمة الإسلامية.

كان سيد المقاومة الشهيد تجسيداً لوحدة الأمة الإسلامية

ولكن فضيلة عظيمة أخرى بقيت في عقول وقلوب هذا الشهيد الخالد، وهي قدرته على خلق الوحدة بين الناس، فجسد إيمانه بوحدة الوطن، ووحدة الأمة الإسلامية، ووحدة الإنسانية في سلوكه اليومي، وأثبت هذا النهج في كل العلاقات الوطنية والعربية والإسلامية والدولية، لقد أولى السيد الشهيد حسن نصر الله أهمية كبرى لكل مبادرة أو مشروع يحمل طابعاً توحيدياً، وأذكر أننا في المؤتمر القومي العربي قررنا تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي بهدف ترك الصراع الطائفي بين العرب والمسلمين، وكان الشهيد السيد حسن نصر الله في مقدمة المهتمين بهذا المشروع.

وأكد القائد الشهيد أن التقارب بين تيارات الأمة الإسلامية هو الحصن المنيع الذي يحمي الأوطان والأرض وحقوق الشعوب، وكان يعتقد أن أغلب المصائب والهزائم التي حلت بالأمة الإسلامية كانت بسبب الخلافات والانقسامات العرقية والمذهبية، كما أن استجابة السيد الشهيد حسن نصر الله الإيجابية لفكرة إقامة المؤتمر الوطني الإسلامي كان لها الدور الأكبر في إنجاح الوحدة والتواصل بين كل الفئات العربية والإسلامية لخلق فصيل تاريخي يحمل مشروع نهضة الأمة الإسلامية.

كما تجاوب السيد الشهيد مع فكرة المشاركة في هذا المؤتمر بعد سنوات من تشكيل المؤتمر القومي العربي، فقدّم الحاج محمد فنيش، الوزير اللبناني السابق المحسوب على حزب الله، لعضوية هذا المؤتمر، ثم انضم إلى هذا المؤتمر عن حزب الله كل من السيد نواف الموسوي، والسيد حسن عز الدين، والسيد عمار الموسوي، وما زالوا أعضاء فيه حتى اليوم.

وأذكر عندما اقترح قادة المؤتمر القومي العربي مشاركة حزب الله في المؤتمر القومي العربي الذي يحمل مشروع نهضة الأمة الإسلامية، قال الشهيد السيد حسن نصر الله مبتسماً: “ونحن أيضاً نحمل المشروع نفسه”. هذه العقلية الوحدوية للسيد الشهيد حسن نصر الله تظهر كيف استطاع حزب الله تحت قيادته أن يظل صامداً في وجه الكثير من العواصف والزلازل التي هزت المجتمعات والدول العربية، بما في ذلك الفتن التي بدأت باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري على يد الأعداء، ومحاولة تدمير الموقع السياسي للمقاومة في لبنان.

دور الشهيد نصر الله في مواجهة الفتن التي تقودها أمريكا ضد شعوب المنطقة

وكان للسيد الشهيد المقاوم للحرب التي شنتها أمريكا على العراق عام 2003 التوجه التوحيدي نفسه، وقبل أيام قليلة من بدء هذه الحرب أكد على ضرورة العمل الجماعي من قبل كل العراقيين ضد العدو الأمريكي. وفي كلمته التي ألقاها بعد بدء هذه الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق، في افتتاح المؤتمر العربي العام، أكد الشهيد نصر الله على دعمه للمقاومة العراقية، “إذا كان الأمريكيون يتوقعون من الشعب العراقي أن يستقبلهم بالورود، فأنا أقول للأمريكيين إن العراقيين سيقفون في وجه المحتلين الأمريكيين بالقنابل والرصاص”، وهذا ما حدث في النهاية، ما يثبت صحة كلام الشهيد نصر الله.

وهنا لا بد من الإشارة أيضاً إلى الموقف المهم والمؤثر الذي لعبه الشهيد نصر الله في الأزمة السورية عام 2011؛ حيث بذل جهوداً كبيرة من أجل إقامة حوار وطني بين النظام السوري آنذاك والمعارضة، واعتمد مواقف معتدلة ومرنة لم تكن مرضية لدى كثير من المتطرفين.

موقف الشهيد نصرالله الوطني وإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية

أما بالنسبة للبنان نفسه فالكل يعلم أنه بعد اغتيال رفيق الحريري في الـ14 من شباط 2005 من كان ينوي جر لبنان إلى نفق الحرب الطائفية والمذهبية إلا أن الشهيد السيد حسن نصر الله منع أي محاولة لتفجير الموقف الوطني والسياسي في لبنان ووقف ضد العديد من الفتن التي أرادت جر حزب الله وكل لبنان إلى حرب أهلية ولعل أبرز موقف للشهيد نصر الله في هذا الصدد هو خطابه الشهير بعد اغتيال الشهيد “أحمد محمود” في حي قصقص والذي قال فيه الشهيد سيد المقاومة: “إذا استشهد الآلاف من أمثال أحمد محمود فلن ندخل في حرب أهلية أبدًا”.

وهنا لا بد من الإشارة أيضاً إلى التفاهم الوطني لحزب الله مع التيار الوطني الحر اللبناني، والذي مهد الطريق أمام الكثير من المشاريع الوطنية ومحاربة الفتنة، حيث وقع الشهيد السيد حسن نصر الله وثيقة هذا التفاهم مع ميشال عون (رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر السابق) في كنيسة مار مخايل تحت عنوان تفاهم شباط، وهذا يدل على أن الشهيد السيد حسن نصر الله لم يكن لديه يوماً نظرة دينية أو مذهبية للمبادئ والثوابت الوطنية في لبنان، وأنه أسس للتفاعل البناء مع كل الحركات الوطنية بغض النظر عن دينها أو مذهبها.

ولن أنسى أبداً كيف تحدث الشهيد السيد حسن نصرالله بحماس عن اللقاءات التي أجراها مع رفيق الحريري، وكيف أعرب عن سعادته بالنتائج الإيجابية التي تحققت خلال اللقاءات العديدة التي جمعته به، لقد كان الموقف الوحدوي للسيد الشهيد حسن نصر الله واضحاً ومؤكداً في خطاباته ومواقفه وعلاقاته، “المقاومة يجب أن تكون موحدة، وأي انحراف في طريق غير موحد سيؤدي إلى إضعاف المقاومة”، لقد أقام الشهيد السيد حسن نصر الله، بتواضعه النموذجي، إضافة إلى قيامه بواجباته الدينية والأخلاقية والجهادية والفكرية والدينية، علاقات صحية وفعّالة مع كل الأطراف”.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com