ثلاث سنوات على الحرب في أوكرانيا: “إسرائيل” وضعت نفسها في الجانب الخطأ من التاريخ

رأت صحيفة “هآرتس” أن كيان الاحتلال سجَّل هذا الأسبوع مستوى جديداً من الانحدار عندما قرر أن يدير ظهره لأوكرانيا، ويدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويفصل نفسه عن الاتحاد الأوروبي وعمّا وصفته بـ”معظم العالم الحر”، وقالت: “فعليًا، قررت ”إسرائيل“ ربط نفسها بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، بغض النظر عن سياسته”.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء: “قبل يومين، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار من أوكرانيا لإحياء ذكرى مرور ثلاث سنوات على بداية الحرب، والذي يدين غزو روسيا لأراضيها ويدعو إلى انسحابها من جميع المناطق التي احتلتها. ولأول مرة منذ بداية الحرب، صوتت الولايات المتحدة — التي كانت في عهد إدارة جو بايدن الداعم الأول لأوكرانيا — ضد القرار ووضعت نفسها في جانب الروس. ومع الأسف، سارعت إسرائيل إلى تكرار الموقف الأميركي، وانتقلت إلى الجانب الخطأ من التاريخ”.
ولفتت الصحيفة إلى أن 93 دولة صوّتت لصالح القرار، بما في ذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي. بينما امتنعت 65 دولة عن التصويت (من بينها الصين وإيران). وصوتت 18 دولة فقط ضد القرار الأوكراني، ومن بين هذه الدول كانت الولايات المتحدة في عهد ترامب وروسيا تحت قيادة بوتين، بالإضافة إلى كوريا الشمالية وبيلاروسيا وبوركينا فاسو وبوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية وإريتريا ومالي وجزر مارشال ونيكاراغوا والنيجر والسودان، وبالطبع المجر. وقالت: “قل لي من هم أصدقاؤك، وسأخبرك من أنت. وربما حان الوقت بالفعل للسؤال: من هي “إسرائيل”؟”.
وتابعت الصحيفة: “في وزارة الخارجية، التي يترأسها المقرب من ترامب، جدعون ساعر، تمّ توضيح الموقف بقولهم: “إسرائيل” تعتقد أنه من المهم دعم الجهد الأميركي، الذي يهدف إلى تحقيق تقدم في محاولة إنهاء الحرب وحل النزاع بطرق سلمية. يمكن لبوتين أن يكون سعيدًا بأن هناك شخصًا في وزارة الخارجية “الإسرائيلية” قادر على التكيف مع روح العصر”.
وأردفت: “على مدار ثلاث سنوات، سارت “إسرائيل” على حبل رفيع في ردها على غزو الروس لأوكرانيا. رغم أن هذا الموقف الضعيف لم يكن يستحق الفخر، فإن “إسرائيل” لم تقف مرة واحدة إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا. بغض النظر عن كيفية تفسير هذا الموقف، فإنه يمثل فشلًا أخلاقيًا، وأيضًا مقامرة جيوسياسية غير محسوبة. فمع ترامب، لا شيء ثابت، إذا تراجع عن موقفه، إلى من ستتجه “إسرائيل”؟ وماذا سيحدث بعد أربع سنوات عندما يترك البيت الأبيض؟”.
وختمت: “بطبيعة الحال، ستبرر حكومة “إسرائيل” هذا الموقف بالمصالح الإقليمية وأهمية التحالف مع الولايات المتحدة — وهو أمر لا يمكن التقليل من أهميته — خاصة في وقت الحرب، عندما لا يزال عشرات “الإسرائيليين” في أيدي حماس بغزة. لكن لا يوجد مبرر لهذه الخطوة المهينة. هناك خطوط حمراء يجب ألا يتم تجاوزها، وقد عبرت “إسرائيل” عن واحدة منها”.