مصر.. في زمن الهوان والإهانات!
مطهر الأشموري
بعيداً عن كل مايطرح لتحليلات وما يقدمه محللون، فخلاصة الحوارية الترامبية الدراماتيكية مع مصر والأردن، إما أن تقبلوا تهجير الفلسطينيين إلى بلديكم، وإلا فإن أمريكا قادرة على اقتلاع ونسف النظام في الأردن وقادرة على الانقلاب على النظام في مصر سواء بالمتراكم أو القائم اقتصاديا وسياسياً وأمنياً..
ذلك ما يلخصه «ترامب» في قوله ليس أمام مصر والأردن إلا فعل ذلك، لأننا عملنا الكثير من أجلهم..
السؤال الذي يطرحه هذا الغلو والعنجهية الأمريكية هو، هل لازال الوضع العالمي بصراعاته ومتغيراته يسمح بهذه البلطجة الأمريكية وبهذا الخطاب المستفز و«المقرف» ليس فقط تجاه الأردن ومصر ولكن تجاه بنما والمكسيك وكندا أو نيكاراجوا… الخ؟..
و أين ما سمي التحالف العربي بفاعليته وتفعيله تجاه اليمن، بل وأين ماتسمى «جامعة عربية»، لأنها إذا لم تعد تستطيع عمل أي شيء تجاه مصر الثقل والأردن المشهود لها بالتفاعل في مشهد الاجتماعات والقمة العربية وتسير في خط الجامعة ذات المسمى «عربية» فماذا بقي للجامعة والقمم والتحالفات العربية من دور أو مهمة أو وظيفة؟..
أين مصر عبد الناصر التي قارعت الاستعمار وأمريكا في آسيا وإفريقيا ورفضت أقل وأدنى مطالب أو اشتراطات الاتحاد السوفيتي، بل وكانت بين أبرز مؤسسي ماعرف دول عدم الانحياز؟..
لم يستفزني أن يقوم النظام السعودي بحمل ذلك الصاروخ اليمني إلى الأمم المتحدة ولكنه استفزني تصريح الأمين العام لما تسمى جامعة عربية حين قال «من يصدق أن الصاروخ ده صناعة يمنية»..
أذّكر بهذا لأقول له اليوم، لك أن تصدق أو لا تصدق أن اليمن هو البلد العربي الوحيد الذي يمتلك صواريخ تخترق الغلاف الجوي وسرعته ?? ماخ وقد تزيد..
وإذا أمريكا وإسرائيل يعرفان هذا ويعترفان فماذا تكون أنت إن صدقت أو لم تصدق؟..
الأهم أن يدرك أن مصر باتت تتلقى هذه الإهانات صباحاً مساءً من المجنون والبلطجي «ترامب»، ومادامت شرم الشيخ مسلمة أمنياً للكيان الصهيوني فلا قيمة ولامعنى للسيادة المصرية المزعومة على سيناء، وحيث سلمت شرم الشيخ أمنياً لإسرائيل من أجل أمنها فالأمن الإسرائيلي يتطلب التهجير إلى سيناء، فهل مثل هذا يحتاج إلى اجتماع لجامعة تسمّى عربية وإلى قمة عربية أو إلى تحالف كما ضد اليمن، وبالتالي ماذا فعلت الجامعة العربية الإسلامية تجاه حرب الإبادة في غزة غير الكلام المطاطي والعبارات النمطية والجوفاء؟..
بصفتك أمين عام الجامعة التي كانت «عربية»، فهل شاهدت الشعب اليمني في استثنائية مناصرته لغزة وللقضية الفلسطينية، وهل شاهدت صواريخ اليمن تنهمر على كل مدن الكيان الصهيوني المحتل وعلى رأسها يافا التي تسمّى تل أبيب..
لعلك تتذكر أنشودة مطلعها عبدالناصر ياحبيب.. بكرة عتدخل تل أبيب..
الصواريخ اليمنية هزت وأرعبت الكيان الصهيوني بما لم يحدث مسبقاً في الصراع العربي الإسرائيلي وكنا بحاجة إلى ظرافتك أو سخريتك لتتساءل من يصدق أن هذه الصواريخ صناعة يمنية؟..
لو أياً كان قادر على عمل استبيان بسؤال واحد: هل الغيط أمين عام جامعة عربية أم أمين عام جامعة عبرية فسيرد أكثر من 90? أنه أمين عام جامعة «عبرية عبرانية»، وهذه إرادات الأنظمة وبالمواصفات الأمريكية العبرية التي طلبت منها، فهل هذه الإرادات تعنيها كرامة مصر وتستطيع الانتصار لكرامة مصر أم باتت مع بيع مصر وليس فقط كرامة مصر في إطار حق الرفاهية للكيان الصهيوني، ويكفي العروبة والعرب الترفيه السعودي غير المتوقع وغير المسبوق..
لقد كنا نقرأ قليلاً ونسمع أكثر عن مسمى الوطن البديل ولكن أحداً لم يتوقع هذا الانحدار الموجه أمريكياً لمصر لتصبح بين خيارات شراكة في وطن بديل، لكنه وفي ظل أبو الغيط وجامعته يصبح كل شيء وارداً حتى ما لا يعقل وما لا يستوعب!!.