العرض في السلايدرتقارير

استناداً لدعم ترامب.. العدو الصهيوني يطمح في تهجير الفلسطينيين طوعاً أو كرها

تقرير| عبدالعزيز الحزي
بعد مرور أكثر من أسبوعين من وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن في قطاع غزة، وتجاوز العقبات في هذه المرحلة المهمة، لا يزال العدو الصهيوني الذي فشل في تحقيق أي نصر يذكر من عدوانه البربري على غزة يطمح في دعم أمريكي لتهجير الفلسطينيين طوعا أو كرها من القطاع.
وبعد أن ظلت غزة أسيرة لحلقة لا تنتهي من الموت والدمار والحصار الصهيوني وأصوات قصف طائرات العدو الصهيوني الحربية وأزيز مدافعه، على مدى 471 يوماً، لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصر على أن مصر والأردن ستستقبلان اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من غزة، على الرغم من إعلان البلدين رفض طلبه.
وتعتبر فكرة التهجير للمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، هي فكرة مطروحة منذ احتلال الضفة وغزة، ولكن دائما ما كان هناك معوقات داخلية وخارجية إذ حاولت حكومة ليفي أشكول تهجير سكان غزة من خلال عرض حوافز مالية عليهم، ومساعدات لوجستية، ولكن فشلت هذه الخطة التي كانت تسعى الى تقليل عدد السكان الفلسطينيين من داخل اراضيهم، لتسهيل ضم هذه الاراضي وتجنب المشاكل الديمغرافية التي سيعاني منها المشروع الصهيوني في حال الضم مع السكان الأصليين.
وتمثلت هذه الأساليب بتشكيل وحدات خاصة لإقناع السُكان بالمغادرة، وإجراء دراسات لفهم توجهاتهم.. ولكن انتهت هذه الخطط عن طريق شكوى قدمتها مصر والأردن للأمم المتحدة.
كما تعتبر فكرة “التهجير الطوعي” للسكان الفلسطينيين ليست جديدة، بل هي استمرار لمحاولات قديمة لفرض السيطرة الصهيونية على غزة بأقل عدد من الفلسطينيين.
وبالرغم من فشل المحاولات السابقة، إلا أن الكيان الصهيوني اليوم يبحث عن خيارات أخرى لتهجير سكان غزة، مثل الحكم العسكري أو التهجير التدريجي بحسب الخبراء.
وبناءً على ما سبق، فإن سياسة التهجير التي يتبعها الكيان الصهيوني ليست جديدة، بل تتماشى مع العقيدة الصهيونية الساعية إلى السيطرة على الأرض مع تقليل عدد الفلسطينيين.
ولكي يدعم الكيان الصهيوني التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة، جعل القطاع غير صالح للعيش من خلال تدمير ممنهج للبنية التحتية، واستهداف المرافق الحيوية، وفرض حصار خانق ادى الى نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، وكل ذلك ساعد في جعل الحياة في غزة مستحيلة، وبالتالي من الممكن ن يدفع الفلسطينيين الى البحث عن فرصة للخروج.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتقاده بأن مصر والأردن ستستقبلان النازحين من غزة، وخلال حديثه مع الصحفيين، سُئل ترامب عن إمكانية اتخاذ إجراءات ضد مصر والأردن، مثل فرض تعِرفات جمركية لإجبارهما على استقبال سكان قطاع غزة، رد الرئيس الأمريكي بقوله سيفعلان ذلك.. نفعل الكثير لأجلهم.
وقد قوبلت التصريحات الأمريكية من أول وهلة بموقف موحد، من قبل الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، وهو رفض التهجير تماماً.
وفي اليوم التالي لتصريحات ترامب المجحفة بحق الفلسطينيين، عادت أعداد غفيرة من النازحين مشياً على الأقدام، حاملين حقائب أو جارّين عربات، إلى الطريق الساحلي باتجاه مناطق شمال القطاع التي نزحوا منها خلال الحرب.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً قالت فيه: إن “الشعب الفلسطيني رفض الاستسلام لجرائم التهجير القسري خصوصاً في شمال قطاع غزة، ويرفض بشكل قطعي أي مخططات لترحيله وتهجيره من أرضه”.
وعبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد وإدانتها لأي مشروعات تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، و”هو الأمر الذي يشكل تجاوزاً للخطوط الحمراء التي حذرنا منها مراراً”.
وأضافت الرئاسة: إن “الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن نسمح بتكرار النكبات التي حلت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967، وشعبنا لن يرحل”.
ورفضت مصر والأردن بشكل مطلق مناقشة فكرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي ذريعة كانت، واعتبرتا أن فلسطين هي أرض للشعب الفلسطيني.. وطالبتا بتحقيق حل الدولتين باعتباره السبيل الأمثل لإنهاء النزاع، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة على أرضه وإنهاء الاحتلال الصهيوني.
وقد عبَّرت دول ومؤسسات عربية وإسلامية عن رفضها دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهجير فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه مصر والأردن، ودعت إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبدعم أمريكي، أرتكب الكيان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي إبادة جماعية في غزة خلفت ما لا يقل عن 46 ألف شهيد وأصيب أكثر من 108 آلاف و583 في العدوان الصهيوني على القطاع معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com