غالبية أمريكية تريد تقليص دور بلادها في الخارج
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على استطلاع أجرته الصحيفة نفسها مع شركة Ipsos، والذي كشف أن هناك حالة من الاستياء لدى الأميركيين تجاه حكومتهم، وبأن مستوى هذا الاستياء يفوق الحالة التي سادت خلال فترة فضيحة Watergate.
وأوضحت الصحيفة أن “الاستطلاع بيّن أن الغالبية من مختلف الانتماءات العرقية والحزبية وغيرها ترى أن النظام السياسي محطّم، وأن السياسات الاقتصادية ليست لصالحها”، مشيرة إلى أن “هذا التشاؤم ينسجم وجوانب معينة مع خطاب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب”.
كما تحدثت الصحيفة عن اعتقاد سائد في الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأن واشنطن فاسدة، حيث رأى ثلثا الديمقراطيين وثمانون بالمئة من الجمهوريين المستطلعين أن الحكومة تعمل من أجل مصالحها ومصالح الأقوياء على حساب الناس العاديين. كذلك أفادت بأن ثلثي المستطلعين يقولون، إن النظام الاقتصادي يصب في صالح الأثرياء بشكل غير منصف.
وتابعت الصحيفة: “الاستطلاع يروي قصّة بلد ينطوي على نفسه حيث الناس هم أكثر اصطفافًا مع أجندة ترامب التي تسمّى “أميركا أولًا” مقارنة مع ما كانوا عليه خلال ولاية ترامب الأولى”. كذلك قالت: إن “غالبية الأميركيين يرون أن الولايات المتحدة تجاهلت مشاكل حقيقية في الداخل، بينما ورّطت نفسها في نزاعات مكلفة في الخارج”، وفق ما كشف الاستطلاع، مشيرة إلى أن “الغالبية اعتبرت أن الحكومة تنفق أموالاً أكثر مما يجب، لدعم أوكرانيا”.
وأضافت الصحيفة: أن “الأميركيين يريدون تقليص دور بلادهم في الشؤون العالمية وإعطاء المزيد من الاهتمام لقضايا الداخل، حيث وجد الاستطلاع أن ستين في المئة من الأميركيين يفضلون تقليص الانخراط في الخارج”، ولفتت إلى أن “الغالبية توقعت أن يقلل ترامب من توريط أميركا في الحروب”، وبيّنت أن نسبة الجمهوريين الذين لديهم هذا الرأي تساوي ضعفي الديمقراطيين.
كما تحدثت الصحيفة عن تأجيج المشاعر المعادية للمهاجرين عمومًا، وعن أن العديد من الأميركيين ورغم أنّهم لا يحبون ترامب، إطفإنّهم يتشاركون معه تقييمه القاتم لمشاكل البلاد ويدعمون بعض طرق علاجه المثيرة للجدل لإصلاحها، وذلك وفق ما كشف الاستطلاع.
وأوضحت الصحيفة: أن “أكثر من النصف بقليل من المستطلعين عبّروا عن رغبة معينة في تنفيذ ترامب تهديده الأكبر في موضوع الهجرة غير الشرعية والذي هو ترحيل كلّ من يعيش في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وأضافت: “الاستطلاع الذي شمل 2128 شخصًا والذي أجري بين الثاني والعاشر من كانون الثاني/يناير الجاري، وجد أن نسبة خمسة وخمسين بالمئة من الأميركيين يدعمون مثل هكذا عملية ترحيل جماعية”، ولفتت إلى أن نسبة ستة وأربعين في المئة قالوا، إن التجارة مع الخارج يجب أن تخضع لرسوم جمركية أعلى.