اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرالقضية الفلسطينيةمقالات

هل بات وقف إطلاق النار في غزة وشيكاً؟

21 سبتمبر

تتزايد مستويات التفاؤل بالتوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، بعد أشهر من سياسة المماطلة التي كان يتبعها رئيس الوزراء الاسرائيلي لإطالة أمد الحرب. لكن هذه المرة، لم يعد القرار مرهوناً ببنيامين نتنياهو وحده، وبات الرئيس الاميركي المنتخب أكثر انحيازاً لانجاح عهده وتحقيق انجازات من أن يصطف إلى جانب الحسابات الاسرائيلية.

من المتوقع أن يطلق الاتفاق سراح الأسرى على مرحلتين. وأول من يطلق سراحهم هم النساء، وكبار السن أو المرضى الذين يندرجون في مجموعة الرهائن “الإنسانية”. ومن المتوقع أن تتم المرحلة الأولى بعد إعلان وقف إطلاق النار، والذي سيشمل انسحاباً كبيراً لقوات الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق التي سيطر عليها في قطاع غزة.

وقال مسؤول دفاعي رفيع المستوى لصحيفة “هآرتس” إنه على الرغم من العمل اللوجستي المكثف الذي تم تنفيذه في محور نتساريم، الذي يعبر قطاع غزة من الشرق إلى الغرب، وممر فيلادلفيا، الذي يقع على طول حدود القطاع مع مصر، فإن البناء هناك تم بنهج أن “كل شيء مؤقت ويمكن تفكيكه وطيه بسرعة نسبياً إذا لزم الأمر”. هذا النهج يتناقض تماماً مع النهج الذي تتبعه الأحزاب اليمينية المتطرفة والمستوطنون، الذين يسعون لاحتلال أكثر ديمومة لأجزاء من غزة على الأقل.

في الأسبوع الماضي، وصل مبعوث الرئيس المنتخب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى الدوحة، لينضم إلى المحادثات بين الدولتين الوسيطتين والجانبين. يوم السبت، جاء ويتكوف بشكل غير متوقع إلى القدس والتقى نتنياهو.

يبدو أن رئيس الوزراء أعطى هذا الفريق مجالا أوسع في المفاوضات مما كان عليه في الماضي. في الجولات السابقة، كان من الواضح في كثير من الأحيان أن نتنياهو كان يتعثر في المفاوضين الإسرائيليين مسبقاً من خلال منحهم تفويضاً ضيقاً للغاية.

مسؤول مطلع على المفاوضات قال لوكالة «رويترز»، يوم الاثنين إن قطر التي تقوم بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» سلمت الجانبين مسودة «نهائية» لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقال المسؤول إن انفراجة تم التوصل إليها في الدوحة بعد منتصف الليل عقب محادثات بين قيادات المخابرات الإسرائيلية ومبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

هذه المفاوضات التي يشكل فيها الدفع الاميركي سبباً رئيساً للتقدم، كانت تنتظر منذ أشهر التقاء الطموح السياسي لساكن البيت الابيض والرغبة في انهاء الحرب مع مصالح نتنياهو. وهذا ما يوظفه ترامب حالياً. فالأخير الذي “هدد” بجحيم في الشرق الأوسط إذا لم تطلق حماس سراح الأسرى في غزة قبل موعد تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، لم يوضح ما هي الاساليب التي قد يلجأ إليها لتحقيق ذلك، خاصة وأنه تعهد خلال الحملة الانتخابية “بعدم شن حروب جديدة”، بدأ بمسار أكثر واقعية وهو الضغط على إسرائيل للمضي قدماً في الصفقة المطروحة على الطاولة. فالخسائر الآخذة بازدياد لا تقتصر فقط على الاقتصاد والفاتورة الدفاعية، بل على عدد الجنود الاسرائيلين القتلى، الذين يواجهون الموت يومياً في شوارع غزة، من جهة، وعلى المصالح الاميركية في المنطقة من جهة ثانية. اذ أن توسيع دائرة الانتقام الاسرائيلية والتي شملت عدداً من الدول، بدأت تنتج واقعاً عكسياً لما كانت تأمله، كالذي يجري في سوريا حالياً، واليمن أيضاً.

وتعتبر صحيفة هآرتس في تقرير لها، أنه إلى “جانب الحاجة الملحة لإعادة الرهائن هناك سبب حاسم آخر للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة”. وتشير إلى أنه في صباح يوم السبت، قتل أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، وهذه المرة من لواء ناحال. وقد أصيبوا بعبوة ناسفة كبيرة تم تفعيلها ضد قافلة من المركبات غير المحمية. وأصيب ستة جنود آخرين، أحدهم إصابته خطيرة”. مضيفة “على النقيض من تصريحات القادة السياسيين الإسرائيليين، لا يوجد الآن هدف حقيقي للحرب في قطاع غزة. يتسبب الجيش الإسرائيلي في خسائر فادحة من حماس، لكنه لا يقترب من حل عسكري شامل. إنه يتكبد خسائر فادحة في حرب استنزاف طويلة ووحشية”.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com