العرض في السلايدرتقارير

“اليمن مع فلسطين” إسناد متكامل، وفاعلية ملموسة

تقرير | إسماعيل المحاقري
لم تتوقف جرائم حرب الإبادة الصهيونية في غزة، ولا محاولات إخماد النيران اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، ولا أفق لكبح هوس التمدد والتوغل في سوريا والخروق في لبنان، فالولايات المتحدة الأمريكية تعتزم تقديم المزيد من الدعم العسكري لهذا الكيان، وتواصل قرع الطبول لتصعيد الاعتداءات ضد اليمن وجر المزيد من الدول والأطراف الرخيصة لمواجهة ما يسميه قادة العدو الجناح المتبقي لمحور المقاومة.
وبخلاف الخذلان العربي والإسلامي للقضية المركزية وتواطؤ الأنظمة العميلة والمطبعة مع كيان العدو الإسرائيلي، برز الموقف اليمني التاريخي المساند لفلسطين والأقصى الشريف منذ اللحظة الأولى لانطلاق “معركة طوفان الأقصى” بالإعلان الرسمي والشعبي عن تأييد المقاومة الفلسطينية ومساندتها بكل الوسائل الممكنة حتى تحرير الأرض وحماية المقدسات واستعادة كامل الحقوق دون نقصان، في مقابل دعم أمريكي غربي لامحدود لكيان العدو.
دعم أمريكي جديد للعدو بثمانية مليارات دولار
مواصلة لدعم ربيبتها “إسرائيل” وإصرارا على استمرار جرائم حرب الإبادة الجماعية قال مسؤول أمريكي الجمعة الماضية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخطرت الكونجرس بصفقة أسلحة محتملة مع كيان العدو قيمتها ثمانية مليارات دولار في خطوة أخيرة وقبل مغادرتها البيت الأبيض، وتشمل الخطوة -وفق موقع صهيوني- ذخائر طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر هجومية وقذائف مدفعية وقنابل صغيرة القطر ورؤوسا حربية.
وذكر تقرير نشره موقع أكسيوس الإخباري أن الصفقة ستحتاج إلى موافقة لجان في مجلسي النواب والشيوخ. وكسابقاتها لا يوجد ما يهدد بعرقلة الصفقة رغم تصاعد الاحتجاجات والمطالبات بفرض حظر على توريد الأسلحة إلى كيان العدو، لاستخدامها في قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية فالسياسة الأمريكية تبقى ثابتة دون تغيير حتى مع الخذلان الكبير الذي تعرض له الحزب الديمقراطي من اللوبي اليهودي في الانتخابات. ففي أغسطس العام المنصرم، وافقت الولايات المتحدة على بيع طائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 20 مليار دولار إلى الكيان.
ورغم الانتقادات الدولية، تقف واشنطن إلى جانب كيان العدو بكل إمكاناتها. وبالفيتو في مجلس الأمن منعت قرارات تدعو لوقف إطلاق النار لدواع إنسانية، كما استغلت نفوذها وهيمنتها على العالم لتشكيل تحالفات بحرية لحماية سلاسل إمدادات الكيان التجارية في البحر الأحمر.

“المسيرات المليونية” انفراد وتألق يماني في معركة الإسناد
جنبا إلى جنب مع قيادته وقواته وسلطاته السياسية، أثبت الشعب اليمني بصموده وحيويته واستمراريته في التفاعل الذي لا نظير له مع القضية الفلسطينية أنه الركن الشديد الذي يركن إليه الشعب الفلسطيني المظلوم لمساندته بعد الله سبحانه لوقف حرب الابادة والتجويع، والجبلُ الراسخ الذي لم تهزه عواصف الأعراب وتسونامي الولايات المتحدة والغرب الكافر، ففي كل جمعة من كل أسبوع يغص ميدان السبعين وكل الساحات في المحافظات الحرة بالملايين من اليمنيين تضامنا مع غزة ودعما واسنادا لمقاومتها الباسلة بكونه التزاما دينيا وواجبا انسانيا، لا يخضع لأي اعتبارات، يقوى بالتهديدات ولا يتأثر بالإغراءات؛ ولهذا عجز الأعداء عن إجبار الشعب اليمني على التراجع عن هذا الموقف، رغم استخدامهم كل الضغوط السياسية، والاقتصادية، والاعتداءات الإجرامية.
“التعبئة الجهادية” تخريج أكثر من 700 ألف مقاتل
ولأن المعركة مصيرية والاسناد يجب أن يكون متكاملا، تميز موقف الشعب اليمني أيضا بمواقف علمائه التي تحرض على الجهاد والإنفاق في سبيل الله، وفي مواقف قبائله التي ترج بسلاحها، وتجدد موقفها الصريح والقوي والثابت، لدعم خيارات القيادة في منع الملاحة الصهيونية وتكثيف قصف الوسط الفلسطيني المحتل، انطلاقاً من إرثها وتاريخها الحافل بالإنجازات في مواجهة الغزاة والطامعين على مر التاريخ. وبهذا النشاط والفعاليات المتواصلة والمتنوعة يتبين للأعداء أن الوعي الشعبي اليمني بخطورة اليهود ومخططاتهم الاستعمارية يتنامى يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد آخر، وما يزيد قلق الصهاينة هو استمرارية حالة التعبئة، الجهادية على كل المستويات وتخريجها لأكثر من 700 ألف مقاتل من “دورات الأقصى” لشعب هو في الاساس مقاتل بالفطرة.
وفي نصرة الشعب الفلسطيني سخر اليمن كل وسائل إعلامه لفضح جرائم اليهود وأعوانهم ولم يبخل الشعب اليمني لا بالمال ولا بالنفس، إذ تستمر حملات التبرع والإنفاق على الصعيدين الرسمي والشعبي، مع تقبل التضحيات بصبر وإيمان؛ إرضاء لله سبحانه وتعالى وإعلاء لكلمته.
وفي هذا السياق أسفرت اعتداءات ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والصهيوني عن المئات من الشهداء والجرحى، عدا عن الخسائر المادية والأضرار في البنى التحتية.
“المشاركة العسكرية” اليمن عنصر المفاجأة
في الواقع -وربما قد تحدثنا عن هذا سابقا- لو اقتصر دور اليمن المناصر للشعب الفلسطيني على المسيرات والفعاليات الشعبية وفي مستوى أقل مما تشهده ساحاته كل يوم وأسبوع، لكان ذلك محمودا للشعب اليمني نظرا لبعد المسافة عن فلسطين التي تزيد عن 2000 كم ولما يعانيه هذا الشعب من أزمات معيشية واقتصادية نتيجة عدوان سعودي إماراتي أمريكي وحصار مستمر لعقد من الزمن، لكن بفضل الله حطمت الجبهة اليمنية كل القيود وكان لها دور مؤثر في البحار بمنع الملاحة الصهيونية وإذلال حاملات الطائرات الأمريكية وقصف في العمق المحتل لم تخفت وتيرته بل تزداد مرحلة بعد أخرى.
وعلى أكثر من ساحة وميدان يمضي اليمن في كسر المعادلات الإقليمية بإمكاناته وقدراته العسكرية المتوفرة، ويواجه بكل بسالة واقتدار قوى الشر والإجرام، وبعد مراحل من التسخيف والتقليل من فاعلية العمليات اليمنية، أقر العدو الاسرائيلي بالحصار الكلي لميناء أم الرشراش “إيلات” وفشل منظوماته في اعتراض مسيرات اليمن وصواريخه الفرط صواية التي ازدادت وتيرتها بعد 15 شهرا من المواجهة، وذلك في إطار تحريض الولايات المتحدة واستجداء تدخل أكبر منها ومن شركائها الغربيين وعرب التطبيع لردع بلد لا يعرف في قاموسه الانكسار والهزيمة بفضل الله تعالى وعونه.

 

المصدر: موقع أنصار الله

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com