رشاد العليمي ومجلسه.. خيانة بلا حدود
ماجد الكحلاني
كيف لرشاد العليمي، الذي يدّعي قيادة شعب، أن يكون خاضعا لأوامر أعدائه؟ كيف لرجل يزعم تمثيل وطنه أن ينتظر إذنا من دول العدوان حتى في أبسط قراراته؟ هذا ليس رئيسا، بل موظف براتب شهري، يقضي وقته في قاعات الانتظار، يتسول رضا أسياده.
شعبه يئن تحت وطأة الجوع والحصار، بينما يمضي في توقيع الوثائق التي تكرس إذلالهم. يصفق لمن يقتل أبناء وطنه، ويقف تحت رايات الخيانة فوق ركام مدنه.. فهو لا يمثل إلا نفسه، ولا يخدم إلا من اشتراه بثمن بخس لا يعادل كرامة فرد واحد من أبناء شعبه.
لكن الخضوع لا يقف عند حدود العليمي وحده، بل يمتد إلى مجلسه الرئاسي، الذي يُكمل مشهد الخيانة والارتهان. مجلس يتألف من ثمانية أعضاء، يتسابق كل منهم لإرضاء أسياده، ويتقاسمون أدوار العمالة تحت مسمى “الشرعية” وكانها وظيفة مرموقة.
مرتباتهم لا تأتي من خزانة الدولة التي يدّعون تمثيلها، بل تُدفع من الخارج. حتى دخولهم قصر معاشيق لا يتم إلا بإذن، وكأنهم غرباء في وطنهم، يستأذنون أسيادهم الذين باعوا لهم السيادة.
هؤلاء ليسوا قادة، بل أدوات تُشرعن العدوان وتُطيل أمد الاحتلال. وأي مجلس يدّعي الشرعية وهو عاجز عن تمثيل شعبه؟ أي تمثيل هذا الذي يسلم القرار الوطني للأعداء والغرباء، بينما يكتفي بالتفرج على معاناة شعبه؟
هذه الخيانة تجد صورتها الأوضح في عدن، التي أصبحت مرآة لصراعات المصالح والامتيازات. فلا تصدقوا شعاراتهم عن “إدارة ذاتية” أو “طرد العليمي وبن مبارك”، فالحقيقة أبسط وأكثر قبحا: نزاع على المناصب والمكاسب.
المناصب الوزارية، المقاعد الدبلوماسية، والامتيازات الشخصية هي محور معاركهم الحالية. كل طرف يبحث عن نصيبه، ويتسابق لإرضاء أسياده. أما الوطن والشعب، فهما غائبان تماما عن حساباتهم، وكأن الوطن مجرد سلعة تُباع في مزاد الخيانة.
رشاد العليمي ومجلسه سيُذكرون كرموز للخيانة، بينما الشعب، صاحب الشرعية الحقيقية، سيصنع النصر ويحرر أرضه، ليطيح بهم إلى مزبلة التاريخ.