اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرتقارير

الجولاني ليس “معتدلًا”.. والمرحلة تتطلب التأني

 

كتب ديفيد آدسينك وهو نائب رئيس قسم الأبحاث في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، وبيل روجيو وهو باحث في المركز نفسه، مقالة نشرت في صحيفة “وول ستريت جورنال” حملت عنوان “زعيم المتمردين السوري ليس بالمعتدل”، تساءلا فيها إن كان أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) قد “رفض فعلًا مواقف القاعدة وقطع العلاقات مع شبكتها الواسعة؟”.

وقالا: “عام 2016 ألقى الجولاني خطابًا تنصل فيه من أي تبعية لأي كيان خارجي. وقد فسر العديد من الصحافيين والمحللين هذا الكلام على أنه رفض للقاعدة”.

وأضاف الكاتبان: “صحيح أنَّ الجولاني اشتبك مع خصوم تابعين للقاعدة وحقق استقلالًا فعليًا، بينما أنشأ إقطاعيته في شمال غرب سورية. غير أنَّه يبقى ملتزمًا بالجهاد المسلح والحكم الإسلامي، وهناك العديد من المنظمات التي تدور في فلك القاعدة لا تزال تنشط تحت راية هيئة تحرير الشام حتى يومنا هذا”.

وتابعا: “يقال إن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يناقشون إمكانية حذف اسم مجموعة الجولاني من لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، إلا أنَّ القيام بذلك هو سابق لأوانه. يجب ألا تنظر الولايات المتحدة في إلغاء التصنيف الإرهابي والعقوبات ذات الصلة إلا في حال ندد جولاني علنًا بالقاعدة ورفض الجهادية وضمن أن لا تصبح سورية ملاذًا للإرهابيين”.

وأردفا: “إلا أنه من غير المرجح أن يحصل ذلك، إذ إن الجولاني ليس بمعتدل. ففي عام 2016 وخلال كلمة، حيث يفترض أنه انفصل عن القاعدة، أعرب الجولاني عن امتنانه لأيمن الظواهري الذي ساعد في تخطيط هجمات الحادي عشر من أيلول وخلف أسامة بن لادن كزعيم للقاعدة بعد عام 2011. كما حيا الجولاني “القيادة المباركة” للظواهري، ومجَّده لقيامه بترجمة المبادئ التي كان يعلمها بن لادن إلى أفعال”.

واعتبرا أنَّ “الجولاني لم يتخل عن بيعته أو إعلان ولائه للظواهري، كما أنه لم يسمِّ القاعدة على أساس أنها كيان خارجي. فحينها (عندما ألقى الكلمة عام 2016) كان لدى القاعدة حضور كبير في إدلب، وفي تشرين الأول/أكتوبر عام 2016 قتل ناشط قديم لدى القاعدة قال البنتاغون إنه خطط لشن هجمات على أهداف غربية، وذلك إثر ضربة جوية أميركية على إدلب. وفي كانون الثاني/يناير عام 2017 أدت ضربة جوية أميركية دقيقة إلى مقتل أكثر من مئة عضو في تنظيم القاعدة في معسكر تدريبهم في إدلب. وفي شباط/فبراير قتل نائب الظواهري والرجل الثاني في القاعدة إثر ضربة جوية أخرى على إدلب”.

كما قال الكاتبان: “لم يلتفت كثيرون إلى الجهاديين وبشكل أساس المقاتلين من آسيا الوسطى الذين كانوا في ائتلاف الجولاني خلال التقدم من إدلب إلى دمشق. ويشمل هؤلاء الحزب الإسلامي التركستاني الذي يتولى زعيمه مقعدًا في المجلس الاستشاري الرئيسي لدى القاعدة. كما إن هناك خمس جماعات أخرى داخل الائتلاف هي على لائحة الإرهاب الأميركية”.

وأملا “ألّا تستعجل واشنطن بالانخراط، بل عليها أن تنتظر لمعرفة ما اذا كانت الحكومة الانتقالية ستواصل تقديم الملاذ لمنظمات إرهابية أجنبية وما إذا كانت ستسلم آخر ما تبقى من الأسلحة الكيماوية لدى النظام السابق”.

ولفتا إلى أنَّ “هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال مطروحة: كيف ستعامل الحكومة الانتقالية القوات السورية الكردية التي تعمل مع القوات الأميركية من أجل منع عودة “داعش”؟ وهل سيتحالف الجولاني مع وكلاء تركيا التي تقاتل الأكراد؟ هل ستمنح الحكومة الإسلامية المسيحيين وغيرهم من الأقليات ذات الحقوق الممنوحة للمسلمين؟ هل سيسمح الرجال الذين يحملون السلاح للشعب السوري بأن يختار حكومته عبر انتخابات حرة ونزيهة، أم هل سيعني الحكم الإسلامي دكتاتورية جديدة.؟”، وختما بالقول: لقد مر أقل من شهر منذ سيطرة الجماعات المسلحة على الحكم في سورية، والمرحلة الحالية تتطلب التأني.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com